عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 26-01-2010, 12:01 AM
الصورة الرمزية عاااااصي
عاااااصي عاااااصي غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 715
معدل تقييم المستوى: 306
عاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداععاااااصي محترف الإبداع
:] هل سمعتوا عن فن التطنيش؟

هل اتصل بك أحد يوما ورأيت اتصاله وعرفته فلم ترد عليه؟

أو هل اتصلت بأحد وكررت الاتصال فلم يرد عليك؟

كثير منا حصل منه أو معه هذا الموقف أو ذاك.

لماذا نمارس مع بعضنا البعض ما يمكن أن أسميه فن التطنيش؟

إن كثيرا من الناس يسيئون استخدام الهاتف لا سيما الهاتف المحمول، فيكثرون من الكلام بمناسبة وبغير مناسبة، وهذا يجعل الكثيرين منا في المقابل إذا وردتهم مكالمات من مثل هذه النوعيات يطنشونها ويهملونها ويتهربون منها.

إذا هي منظومة متكاملة من الأخلاق والسلوكيات ينبغي لنا أن نعود أنفسنا ونربيها عليها وفي الوقت نفسه نتناصح بها فيما بيننا.

لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم حدا لكثرة الكلام بغير فائدة فقال : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [متفق عليه] وقال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) [رواه مسلم]

ولما وصف الله المؤمنين قال: {والذين هم عن اللغو معرضون} واللغو هو كل كلام لا فائدة فيه.

أعود إلى فن التطنيش!!

هل يصح أن يكون هذا الفن خلقاً من أخلاق المسلم؟

إنني – وأنا أتكلم عن شعوري – أتضايق عندما أتصل بأحد وأعلم أنه يطنشني.

لماذا؟

أليس من حق الإنسان أن يرد على من يريد ويطنش من يريد؟

رأيي أنه ليس من حق الإنسان أن يطنش أخاه المسلم إذا لم يكن مضطرا لذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) [رواه مسلم]. فقد يكون لأخيك المسلم إليك حاجة فتقضيها له أو تعينه على قضائها.

في المقابل قد يقول قائل إذا لم أطنش فإنني سأمل من كثرة الاتصالات غير المجدية، ونحن نقول بأن ديننا العظيم علمنا الأدب في كل شيء ومن ذلك أدب الاعتذار!!

عندما يأتيك ويطرق بابك أخ لك مسلم هل يجوز لك أن تتركه يطرق بابك أم ترد عليه وتعتذر منه إن لم يكن الوقت مناسبا لك؟

الله يعلمنا ويقول لنا سبحانه: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النور28] إن قبول الاعتذار أزكى للنفس وأفضل وأنفى لسوء الظن بين المسلمين. وقبول الاعتذار {وإن قيل لكم ارجعوا} يقضي وجود اعتذار وليس تطنيش. هذا الاعتذار ينبغي أيضا أن يكون بدماثة خلق وأسلوب حسن فالله يقول: {وقولوا للناس حسنا}

فلوا أن أحدنا جاءه اتصال من أخيه المسلم فرد وسلم عليه واعتذر منه بأسلوب حسن؛ أليس هذا أفضل من أن يطنشه ويفتح على أخيه أبواب الوساوس الشيطانية التي توغر الصدور وبالتالي تنشر البغضاء بين المسلمين.

وإذا كان الواحد منا لا يحسن الاعتذار ولا يستطيعه فليغلق هاتفه في الأوقات التي لا يرغب في استقبال المكالمات فيها حتى يبقى حسن الظن في القلوب ولا يبقى فيها مجال للوساوس والتكهنات وسوء الظن.

فلنتعلم إذن فن الاعتذار فهو أدب شرعي، ولنترك فن التطنيش فهو سبيل شيطاني ليوغر الصدور ويفسد ذات البين نسأل الله العافية .


منقول للامانه

رد مع اقتباس