بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة شاب استهلك قبل المباراة ثلاث علب منها
مشروبات الطاقة.. مادة منبهة للأداء البدني والعقلي تزيد من معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم
انتشر خلال العقد الماضي في الأسواق العالمية ومنها أسواق المملكة العديد من مشروبات الطاقة Energy Drinks، التي يدعى منتجوها أنها تمنح النشاط والحيوية وتساعد على قدرة التحمل وتحفز الأداء البدني والعقلي، في حين أنه لا يوجد أساس علمي واضح لادعاءاتهم. وخلال هذا العام ظهر ما يقارب من (500) نوع جديد من هذه المشروبات في أسواق العالم مما يدل على وجود رواج كبير لها.
وقد اطلعت على رأي علمي جيد للجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية في موقعها على الانترنت عن هذه المشروبات، حيث يشير لوجود جدل وخلاف عن مدى سلامة تلك المشروبات صحياً فضلاً عن الادعاء بأنها مشروبات صحية، وأشار المقال إلى أن ما أثار الكثير من الانتباه تجاه مأمونيتها وفاة شاب عمره 18سنة بايرلندا عام 2000م عندما كان يشارك في إحدى المباريات بسبب خلل انتظام قلبي، حيث استهلك قبل المباراة ثلاث علب من تلك المشروبات، وفي السويد توفي عام 2001م شابان بما يتوقع أنه نتيجة تناول مشروبات الطاقة مع الكحول.
وتحوى مشروبات الطاقة على مادة الكافيين بتركيز يصل إلى ضعف الموجود في عبوات مشروبات الكولا الغازية، وهي مادة منبهة للأداء البدني والعقلي، وقد يؤدي تناول كميات كبيرة منها إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي فلا ينصح بتناولها من قبل مرضي القلب والمصابين بارتفاع ضغط الدم والحوامل. كما تحتوي على السكر بنسبة عالية تقارب الموجود في المشروبات الغازية الأخرى ولا يخفي على الجميع ضرر زيادة استهلاك السكر على صحة الأسنان وزيادة السمنة.
ويضاف لمكوناتها مجموعة من فيتامينات (ب) بنسب عالية تصل إلى 200% من الاحتياج اليومي للفرد للعبوة الواحدة، مما يثير الشكوك حول الضرر الذي قد تسببه هذه الزيادة على المدى الطويل عند الإفراط في تناول هذه المشروبات، وتناول كميات كبيرة جدا من هذه الفيتامينات يمكن أن يسبب سرعة ضربات القلب وتنميل ووخز في القدمين واليدين. ولم يتم حتى الآن في العديد من الهيئات الغذائية والصحية العلمية من تحديد التركيز المناسب من مادتي التورين والجلوكرونولاكتون التي تضاف لتلك المشروبات، حيث يحتاج ذلك إلى مزيد من الدراسات.
وبناء على هذه المعلومات فلا أرى تناول هذه المشروبات، خصوصا في ظل الغموض الذي يكتنف بعض محتوياتها ومنع تناولها لفئات محددة، ويكفى أن نعلم أن التشريعات الحالية في العديد من الدول ومنها المملكة تنص على إضافة عبارة تحذيرية على العبوات تشير إلى أنه يجب عدم تناولها من قبل مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والحوامل والمرضعات والأطفال أقل من 16سنة ومرضى السكر، وأثناء ممارسة الرياضة، وكذلك عبارة (تناول أكثر من عبوتين في اليوم قد يؤدي إلى الإضرار بالصحة)، مما يعطي انطباعاً واضحاً على مدى الضرر الذي قد تحتويه على الصحة. وقد وجد أن تناول الطفل لعلبة واحدة من هذه المشروبات يؤدي لزيادة اليقظة وفرط التهيج والعصبية والقلق.
والكارثة أن هذه المشروبات تسعى لجذب فئات اليافعين والشباب من كلا الجنسين من خلال وسائل دعائية تعطي رسائل بأنها مشروبات تعطي الحيوية والنشاط والقوة في جو من الإثارة والمتعة والتشويق، والربط بطريقة خفية ومخادعة بينها وبين زيادة القوة الجنسية!!. والمؤسف أن عددا من شركات مشروبات الطاقة بالمملكة تخالف تلك التشريعات ولا تلتزم بوضع التحذيرات كاملة، بل والبعض يتجرأ بوضع عبارة (مشروبات صحية!!) ولا أدري لماذا هذا التقاعس من قبل هيئة المواصفات والمقاييس السعودية إضافة إلى الشؤون البلدية والشؤون الصحية في مراقبة ذلك وفرض العقوبات تجاه مثل هذا النوع من التلاعب. كما أن هذه التحذيرات توضع على العبوة على استحياء!! وبشكل غير واضح، مما يستدعي مطالبة هيئة المواصفات والمقاييس بإعادة النظر في آلية وضع تلك التحذيرات لتصبح بشكل واضح وبارز على العبوة. ونحن في انتظار دور هيئة الغذاء والدواء السعودية في ذلك. وأخيرا فإن لوزارة الصحة والصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم دور جلي وهام في توعية فئات المجتمع لتجنب مشروبات الطاقة والتحذيرات والأضرار المحتملة عند تناولها.