الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي
تعتبر الخدمة الاجتماعية إحدى المهن الاجتماعية التي ظهرت كاستجابة لمجموعة من العوامل الملحة.و تتبنى معاهد وكليات الخدمه الاجتماعيه اعداد الاخصائيين الاجتماعيين نظريا وميدانيا بالاسلوب الذي يؤهلهم لاكتساب الخبره والمعرفه والمهاره لكي يستطعوا ممارسة ادوارهمالمهنيه في مجالات الخدمه الاجتماعيه ومن ضمنها المجال المدرسي ولكن نجاح الاخصائي الاجتماعي في اداء دوره المهني المتمثل في مساعدة التلاميذ للاستفاده بالعمليه التعليميه ومساعدة المدرسه على تحقيق وظيفتها. وتعتبر بداية ظهور الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تسببت مجموعة من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية في بناء المجتمع الأمريكي إلى إيجاد مجموعة من الاحتياجات والتي نتيجة لعدم إشباعها تطورت لتتكون المشكلات، ومن هنا يبدأ دور الخدمة الاجتماعية في معالجة هذه المشكلات. ونتيجة لنجاح هذه المهنة في أداء دورها في المجتمع الأمريكي بدأت تنتقل إلى سائر أنحاء دول العالم، بل وأخذت تجتاح معظم القطاعات في المجتمعات مثل المجال الطبي والمجال الأسري والمجال التعليمي..الخ..و دور الأخصائي الاجتماعي يختلف عن دور المدرس ، فدوره لا بداية له ولا نهاية ، لا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي ، إنما عمله في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ ، داخل المدرسة وخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي ، والعام الذي يليه وهكذا ، ومفهوم الخدمة الاجتماعية هو تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ أما بمفردهم أو داخل جماعات ليتكيفوا على المشاكل والصعوبات الاجتماعية والنفسية الخاصة والتي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة وفي المجتمع ، وهي كذلك تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية التي يترتب عليها رفع مستوى معيشته من النواحي الاجتماعية والسياسية.
الوظيفة الاجتماعية للمدرسة:
تعتبر المدرسة أحد المؤسسات الاجتماعية التي أنشأها المجتمع من أجل أداء بعض الوظائف الاجتماعية والتي بدورها تؤدي إلى إشباع بعض الاحتياجات الضرورية في المجتمع. وتحددت وظائف المدرسة نتيجة للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع وتتساند معها تساندا وظيفيا. حيث نرى إن المدرسة كانت في بداية ظهورها عبارة عن مؤسسة تعليمية بحتة ولكن بسبب تخلي بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع عن أداء وظائفها تزايدت مهام المدرسة. فعلى سبيل المثال كانت الأسرة هي المؤسسة التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية إلا إنه بسبب تحلل بعض القيم المجتمعية وتشعب متطلبات المجتمع المعاصر بدأت الأسرة تتخلى عن هذه الوظيفة لتتبناها المدرسة.ومن هنا نرى إن المدرسة لم تعد فقط مؤسسة تعليمية بل وأخذت على عاتقها مجموعة من الوظائف الأخرى مثل الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن هنا ومع تعاظم دور المدرسة بدأت الخدمة الاجتماعية بالتغلغل إلى وسط هذا البناء الاجتماعي من أجل مساعدة الطلاب على رفع مستوى وأداء قدراتهم الطبيعية ومساعدتهم على التكيف مع أبنية المدرسة المادية منها والمعنوية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تجاوز الصعوبات التي تحول عن استغلالهم لموارد المدرسة وحتى لا تتحول هذه الصعوبات إلى مشكلات. ويتم هذا بأكمله عن طريق البرامج التي يصممها الأخصائي الاجتماعي في المدرسة باعتباره الشخص المؤهل لأداء هذا الدور.
مفهوم الخدمة الاجتماعية:
من المسلم به أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط وإنما هي مؤسسة تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية الهامة ، ومن الضروري أن يتم التفاعل بينها وبين المجتمع المحلي ، فهي جزء لا يتجزأ من واقع هذا المجتمع تتأثر به وتؤثر فيه وتعد أفراده للحياة وللمساهمة الإيجابية في تنميته وفي البداية لابد لنا أن نحدد مفهوم الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي حتى يتسنى لنا فيما بعد أن نتكلم بشكل أوسع عن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي. ومن هنا سأحاول أن أوجز أهم عناصر الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي في هذا التعريف: فهي عبارة عن مجال من مجالات ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية يقوم بها أخصائيون اجتماعيون مدربون علميا وعمليا على العمل في المجال المدرسي، وتكون المدرسة والمعاهد والكليات هي مكان الممارسة، وتعتمد على معارف ونظريات وفلسفة وقيم الخدمة الاجتماعية في مساعدة الطلاب على الاستفادة من موارد المدرسة ومساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم والانخراط في الحياة المدرسية بهدف إنجاح وظيفة المدرسة. و هي مجموعة من المجهودات المهنية التي يهيئها الأخصائي الاجتماعي لطلبة المدارس لتحقيق أهداف التربية الحديثة أي تنمية شخصياتهم والاستفادة من الفرص والخبرات الى أقصى حد تسمح به مقدراتهم واستعداداتهم المختلفة وبذلك فهي تهتم بناحيتين لكي تنمو شخصية الطالب نموا متكاملا من خلال اشباع حاجات الفرد الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية وكذا تشجيع العلاقات الاجتماعيه السليمه للفرد مع البيئه ومجتمعه.
وأصبح النشاط المهني للأخصائي الاجتماعي في المرسه أساسا لمحاولة مساعدة تلاميذ المدرسة على حل مشاكلهم والتغلب على الصعوبات التي تواجههم وذلك لازالة أية عوائق قد تعرقل التحصيل الدراسي للتلاميذ أو تمنع استفادتهم المناسبه من موارد وامكانيات المدرسه , والهدف الاساسي من وراء ذلك العمل هو مساعدة التلاميذ على القيام بأدوارهم الاجتماعيه بطريقة طبيعيه وسليمه , ومساعدة المدرسه على تحقيق رسالتها في التربيه وتعليم التلاميذ واعدادهم للمستقبل كما تعرف بأنها تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ إما بمفردهم أو داخل جماعات للتكيف مع العراقيل والصعوبات التي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة والمجتمع ، كما تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغيرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ ، وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية
والخدمة الاجتماعية المدرسية رسالة تربوية قبل أن تكون مهنة وتقوم على :
- مساعدة الطالب - كحالة فردية وكعضو يعيش في المجتمع لتحقيق النمو المتوازن المتكامل الشخصية ، والاستفادة من الخبرة التعليمية إلى أقصى حد ممكن ، وهي بذلك أداة لتنمية الطالب والجماعة والمجتمع .
- تنشئة الطالب اجتماعياً وتدريبه على الحياة والتعامل الإنساني الإيجابي .
- تزويد الطالب بالخبرات والجوانب المعرفية لإعداده لحياة اجتماعية أفضل .
- تعديل سلوكه وإكسابه القدرة على التوافق الاجتماعي السوي .
- مساعدة الطالب للتعرف على استعداداته وقدراته وميوله وتنميتها والاستفادة منها لأقصى حد ممكن.
- التكامل مع المجتمع من أجل استثمار الطاقات البشرية المتاحة وحفزها على العمل البناء ، وربط الطالب بالبيئة المحلية بما يحقق الرفاهية الاجتماعية .
- وبهذا المعنى تكون الخدمة الاجتماعية المدرسية جانباً أساسياً محورياً في الوظيفة التربوية التعليمية للمدرسة .
أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية :
يمكن تحديد أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية في :
1)- اكتساب الطلاب مجموعة من الاتجاهات والمهارات والمعارف التي تتمثل في :
أ- اكتساب الطالب مجموعة من الاتجاهات الصالحة والتي من بينها :
- الإيمان بالله ورسله والإعزاز بالقيم الدينية التي تؤمن سلوكه .
- الانتماء للمجتمع المحلي والقومي والإنساني .
- الإيمان بالأهداف المشتركة .
- تنمية روح التعاون مع الآخرين والعمل بروح الفريق.
- القدرة على القيادة والتبعية .
- القدرة على تحمل المسؤولية .
- احترام النظام وتقدير قيمة الوقت والعمل .
- التفكير الواقعي السليم .
- القدرة على مواجهة المشكلات .
ب) اكتساب الطالب بعض المهارات اليدوية والفنية والفكرية .
ج) مساعدة الطالب على أن يتوفر لديه قدر مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينه على فهم نفسه ومعرفة مجتمعه .
2) الارتباط بالخطة القومية للتنمية .
3) شمول الرعاية للقاعدة الطلابية العريضة مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجاً.
4) الإسهام في تنمية إيجابية الطالب للاستفادة من العملية التعليمية .
5) ربط المدرسة بالبيئة وبقضايا المجتمع .