بموضوعية
التدريب المهني والتقني ..التشجيع والتحفيز أولى
راشد محمد الفوزان
أتابع كثيرا عمل الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني،وهو المسؤول الأول عن إعادة استثمار وتدريب الشباب من الجنسين ، التقيت الدكتور مره واحدة وكان حوارا شفافا وواضحا لا لبس فيه ، فهناك عمل جبار وكبير ومهم ولا أبالغ هنا ، فقد سبق وأن قمت بزيارة للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق " كمثال " فترة رئيسها السابق، ووجدت أغلب أو معظم العاملين في هذا الصرح المهم أنهم سعوديون تماما ومتخرجون من المؤسسة التي يرأسها الدكتور الغفيص ، كثير ممن يعملون في شركات المقاولات هم سعوديون ولا يحتاج أعدد أسماء ، شركة الكهرباء السعودية شباب أيضا سعودي يعمل ومتخرج من المؤسسة ، أختلف مع الصديق العزيز صالح الشيحي بما ذكر عن المؤسسة العامة للتدريب التقني والفني ،أختلف معه برؤية ما شاهدت عمليا ، والجانب الاخر لاختلافي أنه يجب أن نكون إيجابيين في توجيه النقد اي لا أن نبحث عن قصور محدد وجانب بذاته بأن يصبح هو العمل بكاملة ، فنحن لا نتوقع الكمال بعمل المؤسسة وهذا مسلم به بأي عمل كان ، ولكن لماذا لا نمارس " التشجيع والتحفيز والدعم " في نقدنا لأي جهة حكومية أو غيرها ، عمل المؤسسة أعتبره مهماً في كسب مهن وحرف أهم من شهادات جامعية تتزين بها المجالس والغرف في المنازل .
عمل المؤسسة من واقع عملي يجب أن نشيد به ليس لمجرد شخص بذاته أو تمييزا له ، بقدر ما قدم وعمل وهذا ما يحدث حقيقة وسيسجل ، قد ننتقد بأنها تحتاج توسيع عملها من حيث زيادة التخصصات مثلا ، النقاش مع الشركات عن كيفية إكساب المهارة اللازمة بدون الحاجة لتدريب اخر قد يحتاج زمنا اكبر وإنفاقا أكبر سواء كانت سابك أو أرامكو أو شركات مقاولات ، المؤسسة تحتاج أن تكون ممارسة وبسوق العمل مباشرة وأن لا ترتكز على مقررات ومناهج غير متغيرة أو محدثة تباعا لتسابق الزمن ، المؤسسة تحتاج إبراز دور للمرأة وهو موجود ولكن تحتاج اهتماما أكبر ، وما اعرفه أن المؤسسة ليست مسؤولة أو لديها القدرة على اجبار الشركات بتوظيف الشباب لسبب بسيط ، أنه دور جهات أخرى وأثق أن الجيد منهم وصاحب المهارة سيفرض نفسه حتما بقليل من الصبر والانضباط والمثابرة ، لا يجب أن يتوقع كل مواطن أنه تدرب حتمية الوظيفة والعمل ، بل يجب أن يتدرب ويتعلم باستمرار أن يبحث عن الفرصة أو يثابر ويقاتل عليها ، يجب أن نعيد " ثقافة" ووعي كل مواطن لدينا من الجنسين أن جهده وعمله هو من سيصنع هذا الفرد والعمل لا يعني مكتبا مريحا ، وهذا ليس دور المؤسسة ولا الدكتور الغفيص بأي حال من الأحوال ، بل هي مكونات وقدرات وسمات شخصية يجب أن تتوفر لدينا ، ولا أن نكون دائما " الشكوى " بقلة فرص العمل رغم أنني مقتنع جدا أن البطالة لدينا صنعها المواطن نفسه لا غير لأنه لا يعمل بجد وإخلاص وتعليم مستمر وإلا ما وصلت لدينا هذه الملايين بسوق العمل ويجدون فرصة عمل . لست هنا محاميا عن المؤسسة ولا الدكتور الغفيص ولكن واقع الشيء يفرضه ، أن المواطن هو المقصر لأنه ينتظر ملعقة ذهب في فمه دائما وهذا لا يقبله أي منطق أو عقل لمن يريد بناء نفسه بنفسه بسلاح العلم والتدريب والعمل .
http://www.alriyadh.com/2010/03/09/article505006.html