بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
إلى الغالية و التي تريد رضا الرحمن و رضا الوالدين / سعادتي بإستغفاري
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مساكِ الله بالخير والتوفيق و السعادة
و أكسبك الله رضا والديك و أجزل لكِ المثوبة والرحمة والمغفرة والستر و العفو و العافية و اعطاك الله على قدر نيتك
بصراحة لقد مرت علينا مثل هذه الحالات حيث يريد الإبن أو الإبنة مرضاة والديهم ولكن قلوب والديهم فيها بعض القسوة
إنني متأكد أنك قد بكيتِ و متأكد أنك تفكرين فيه تريدين رضاه
و إنني متأكد أن قلبكِ مليء بالحب و المحبة والرحمة و العطف و الحنان له
و لكنه يكون معك قاسٍ و يصدك .... إلخ
و لكن هل تعلمين لماذا هو معك هكذا ؟
لأنه في الحقيقة يحبك و لكنه ( زعلان منك ) لأنه قد رأى منك بعض الجفاء
و أنتِ من صلبه كان و الله أعلم و الله أعلم على حسب ما أرى و الله أعلم كان يتوقع حتى
لو أنه تزوج من أخرى فلن تبتعدي عنه حتى بمشاعرك لأنك ابنته التي من دمه و لحمه
فلذلك عندما أحس بالجفاء منكِ (على ما أعتقد)
( زعل منك ) و أخذ على خاطره منكِ ... فليكن في معلومك هؤلاء كبار في السن
يريدون اللين في التعامل و الإحسان في القول والعمل يكرهون القسوة و الجفاء إنهم في أشد الحاجة
إلى الكلمة الطيبة و إلى نوع من الدلال و يحبون من يضحكهم و يلبي طلباتهم و يكون عندهم وقت الحاجة
إنهم في سن تغلب عليهم العاطفة على عقولهم ( يزعلون ) بسرعة شديدة و ......
يريدون من يؤنسهم و يؤنس وحدتهم و الفراغ الذي هم فيه
إنهم في كلمة بسيطة كبار في السن و الدين أوصانا بهم
إن نفوسهم طيبة و قلوبهم مرهفة الإحساس
فيجب علينا أن لا نخذلهم حتى لو رأينا بأم أعيننا القسوة منهم والجفاء في التعامل
سواء بالكلام أو التعامل لأنهم يتوقعون منا أن لا نبتعد برغم كل هذا الغضب
وبرغم كل الكلام القاسي والصراخ
إنهم يحبون من يكون بقربهم حتى لو عاملونا بقسوة شديدة
لدرجة أن قلوبنا لا تتحمل هذه القسوة حتى ننهار و نبكي و نصرخ أحياناً
(((((هذا هو الإختبار )))))
و ليكن في معلومك أيتها الغالية التي تريدين الخير هذا شيء مجرب
سؤال / كم عمرك ؟ و كم عمره ؟ و كم مقدار ما ستعيشين من بعد رحيله وماذا سوف تكسبين إن صبرتِ على قسوته
وماذا سوف تخسرين إن مات وهو غاضب عليكِ ؟ وكيف ستكون مشاعرك حينما يموت و قلبه راضٍ عليك ؟
حتى لو لم يبين لكِ ؟ هل ستتزوجين يوماً ما ؟ وكيف سيكون أبنائكِ هل سيكونون بارين بكِ
لا تنسي نحن بشر و سنغضب فكيف ستكون ردة فعل أبنائنا عندما نصرخ عليهم ؟
هل ستكون ردة فعلهم مثل ردة فعلنا مع آبائنا أم لا ؟
أيتها الصبورة التي تحمل فؤاداً يطمح لإرضاء والدها و والدتها
أوصيكِ بالصبر و الصلاة أوصيك بالدعاء في ظلمة الليل
أوصيك بدعوة من والدتكِ كل ليلة أن يوفقك و يثبتكِ على كل المكاره و المشقة من إبيك الغالي عليكِ
لا تنسي الصدقة عنه فهو لا يعلم عنكِ شيئاً فأعمليه لوجه الله و كأنكِ تشتربن الرضا بالمال
فالله عز و جل رحمن رحيم مطلع بالحال أكثري من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
عندما تكونين عنده و بقربه و كذلك الإستغفار و لاتنسي إن تذكري دعاء دخول المنزل
أوصيكِ أن تتوضأي و تصلي ركعتين قبل الذهاب إليه و قرآءة المعوذات حتى يبعد الله
عنكِ وسواس الشيطان عند الغضب
و حاولي أن تأخذي معكِ من يحبهم و ينشرح صدره بوجودهم وحاولي أن تكلميهم عنه و كيف يتعامل معكِ حتى يكلموه من أجلكِ
إعلمي له أكلة يحبها .... إعملي له كل الأشياء التي يحبها ....إلخ
اعتذري له بإستمرار و كوني رقيقة معه في التعامل
إجعلي قلبكِ يتعود على الصبر والتحمل ..... صديقيني أيتها المتأملة للخير
ستتحسن حياتك و سيبارك الله في عمرك و ستتوفقين ...
فإن كنتِ تريدين السعادة
و الوظيفة
والمال
و البركة
والستر
والتوفيق
و الزوج الصالح الذي يخاف الله فيكِ و يحبكِ و يرعاكِ من بعد الله تعالى و يعوضكِ من بعد كل هذا الصبر
مالكِ إن أن تسلكي طريق الصبر أكرر عليك بالصبر أيتها الفطينة ( الذكية )
و وسوف ترين وستتذكرين كلامي ...
(((( ورلكن تذكري سوف تتعبين حتى ينصلح الحال و لا تستسلمي واصلي صبرك وتحملي وكأنكِ لم تسمعي إلا أجمل الكلمات منه
و هزي رأسك وقولي ( طيب .. طيب ) ( حاضر يبى ) حتى لو نهرك حتى لو أفقدك صوابك تحملي ))))
الله و اياك ... و الله يوفقكِ و يرعاكِ و يجعلكِ تكسبين رضاه
و صدقيني بأن رب العالمين لن يخذك
قال تعالى : {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً }الإسراء25
25 - (ربكم أعلم بما في نفوسكم) من إضمار البر والعقوق (إن تكونوا صالحين) طائعين لله (فإنه كان للأوابين) الرجاعين إلى طاعته (غفورا) لما صدر منهم في حق
الوالدين من بادرة وهم لا يضمرون عقوقاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعرف فتاة هي من الزوجة الثانية ولكن أمها ميتة فعانت هذه المسكينة من ظلم أخوانها الغير أشقاء و صبرت و تحملت قسوة أبيها وإخوانها الغير أشقاء مدة ما يقارب
العامين أو ثلاثة إن لم تخني الذاكرة لكنها صبرت وتحملت أباها حتى أحبها لدرجة أنها كانت تغسل عذرته بيديها و تحممه و تلسبه وهو كالطفل الصغير ترعاه ليل نهار
و كانت تهمل إبنها و بنتها قليلاً من أجله و لكن ماذا حصل لها بعد هذا الوقت والصبر
هل تعلمين ماذا أصبحت الآن
.
.
.
.
.
و فقها الله وصارت أستاذة في الجامعة بواسطة أمير منطقتها بعد الله تعالى الواحد الأحد
و ها هو طليقها يعض أصابع الندم لكي يرجعها و هي تأبى الرجوع له
((( و ماشاء الله تبارك الله الخير عندها واجد )))
مرتاحة نفسياً و جسدياً بعد صبر فترة من الزمان و هذا هو حالها الآن لمدى العمر إن شاء الله تعالى
الآن هي محبوبة من الكل في عائلتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه زمن قصير و ثم ترتاحين إن شاء الله طوال العمر
فلا تضيعي الفرصة و لا تيأسي واقهري الشيطان
و احمدي الله على أنه بين لكِ بأن والدك مريض فلا تعلمين
هل تسبقينه أم يسبقك فإن كان هو من سيسبقكِ فالله تعالى قد بين لكِ هذه الفرصة
ناجي الله تعالى بينك و بينه و أشكيه الحال
و وكلي أمرك ..... لمن ؟ وكليه لله تعالى ولن يخذلكِ
واصبري مهما رأت عيناك راحة الناس من حولك
وعلاقتهم بوالديهم فأنت في الطريق إلى الأفضل إن شاء الله
تعلمي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم و من حياة الصحابة رضوان الله عليهم
أطال الله في عمره و جعل قلبه راضياً عليك بإذنه تعالى
و إن كنت تريدي أكثر فسألي الشيوخ و العلماء
و فقك الله
واعذريني على الإطالة و اعذريني إن لم يناسبك ردي فأنا لست عالماً و لست مفتياً ولا شيخاً
مجرد إنسان علمته الدنيا شيئاً من لياليها و أيامها
والله تعالى أعلم
الغازي