لو كان الفقر رجلا لقتلته
نحو مجتمع افضل
لو كان الفقر رجلا لقتلته
استحضرتني هذه المقوله الحكيمه لأمير المؤمنين الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كنت اتجول بالسياره مع صديقي واخي الأستاذ علي محمود ( ابو محمد ) في شوارع احدى العواصم الأسيويه التي يقيم فيها , وهالني رؤية اعداد كبيره من النساء يقفن بكامل زينتهن على نواصي الشوارع فعرفت من اخي ابا محمد انهن بائعات هوى , فذكرته انه قبل سنوات وعند زيارتي لهذا البلد لأول مره لم نكن نرى هذه الأعداد من بائعات الهوى في الشوارع , فقال لي ( انه الفقر يا اخي انه الفقر ) , فشرح لي انه لأسباب اقتصاديه كثيره ولإرتفاع نسبة التضخم وتقلص مداخيل كثير من الأسر وانعدام كثير منها ادى الى امتهان كثير من الأمهات والفتيات وحتى الشبان والصبيان للدعاره لتغطية احتياجاتهم واحتياجات اسرهم المعيشيه , وهنا تذكرت تلك المقوله الشهيره لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) .
الفقر هو صفه يتصف بها فرد او جماعه او مجتمع كتعبير عن حاله اقتصاديه مترديه يصعب معها الوفاء بتغطية الإنفاق على متطلبات الحياه المعيشيه الضروريه المتمثله في الطعام والعلاج والسكن والملبس .
ولا يكاد يخلو مجتمع متحضر او نامي من وجود طبقه اجتماعيه على الهامش يطلق عليهم الفقراء , تزيد مساحة هذه الطبقه او تصغر من بلد الى آخر .
الأرزاق ( الأموال ) وزعها الله على عباده وجعل هناك نواميس تحكم تبادل هذه الأرزاق بين الناس , حتى ان من بينها بندا معلوم النسبه يقتطع من هذه الأموال ليعطى للمحتاجين والفقراء , لكن جشع الإنسان وطمعه ( وحبه للمال ) " ويحبون المال حبا جما " جعله يتناسى ان هناك اخوة له في الإنسانيه وربما في الدم ايضا اذ قد يكونون بعض اقاربه او من عشيرته الأقربون يحتاجون لأقل القليل ليستطيعوا العيش ببعض الكرامه ورمق من الحياه .
الفقر جرس انذار لتهالك اي مجتمع فاضافة الى انه دليل على التفكك الإجتماعي بين افراد المجتمع واحد صور الطبقيه , وتجاهل شريحه من ابناء الوطن لهم الحق في العيش بأمان وكرامه , الا انه ايضا بيئه خصبه لبروز ظواهر خطيره تهدد المجتمع وامنه وسلامته , فعادة من اوساط المجتمعات يظهر عتاة المجرمين والمزورين والقتله ومهربي المخدرات ومتداوليها وارباب الدعاره واللصوص وقطاع الطرق ومعظم المخلين بالأمن والمخالفين للأنظمه : يدفعهم الى ذلك الحاجه الماديه والحنق على المجتمع الذي تجاهلهم واهملهم ,,, ولكن قد يظهر ماهو اخطر من ذلك على الأمن القومي والوطني : اذ من بين اوساط هذه البيئه اليائسه قد يجد اعداء الوطن من يستطيعون تجنيده لخدمة اجندتهم العدوانيه فيسهل ايجاد الخونه والمتعاونين مع اعداء الوطن , وكذلك المرتشين والجواسيس ,,, فما اسهل ان يبيع يائس نفسه لأعداء وطنه بسبب اغراءات ماديه او وعود بتحسين ظروفه المعيشيه له ولأطفاله خصو صا ان وطنه قد تركه في مهب الريح يصارع امواج الحياه بلا مجاديف ولا زورق فطبيعي ان يقدم نفسه وحياته لمن قدم له قالبا من الكيك محشوا بالحلوى وهو الذي كان يأمل من وطنه بكسرة خبز ولو كانت ناشفه يسد بها جوعه وجوع اطفاله .
وسأعود اليكم في نفس هذا الموضوع وتحت عناوين اخرى بعون الله سبحانه وتعالى .