قالت له : أتحبني و أنا ضريرة ؟!
و في الدنيا بناتُ كثيرة ..
الحلوة و الجميلة و المثيرة !
ما أنت إلا مجنون
أو مشفقٌ على عمياء العيون !
قال : بل أنا عاشق يا حلوتي !
ولا أتمنى من دنيتي :
" إلا أن تصيري زوجتي "
و قد رزقني الله المال
و ما أظن الشفاء محال
قالت: إن أعدت إليّ بصري
سأرضى بك يا قدري
و سأقضي معك عمري
لكن . . . من يعطيني عينيه ؟!
و أيّ ليل يبقى لديه !
و في يومٍ جاءها مسرعا :
" أبشري . . .
. . . قد وجدت المتبرعا ! "
وستبصرين ما خلق الله و أبدعا ..
و ستوفين بوعدك لي
و تكونين زوجة لي !
و يوم فتحت أعينها
كان واقفاً يمسك يدها
رأته . . .
. . . . . فدوت صرختها !
أأنت أيضاً أعمى ؟!
و بكت حظها الشؤما
( لا ) تحزني يا حبيبتي !
ستكونين عيوني و دليلتي
فمتى تصيرين زوجتي ؟!
قالت: أأنا أتزوج ضريراً ؟!
و قد أصبحت اليوم بصيراً ؟!
فبكى و قال :
. . . سامحيني !
من أنا لتتزوجيني ؟!
و لكن قبل أن تتركيني ..
أريد منك أن تعديني "
" أن تعتني جيداً بعيوني "
- نزار قباني ..