نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة إلى كل من خسر ماله أو جزءا ً منه .. إلى كل من تورط .. إلى كل من فقد الأمل .. نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة أقول : أولا: أحسن ظنك بالله , وتوكل عليه , واعلم أن كل ذلك مقدر ٌ ومكتوب .. فلا تبتأس ولا تحزن .. ولا يضق صدرك ... واعلم أن الله قد تكفل بأرزاق العباد .. لا تحزن.. فرزقك مقسوم.. وقدرك محسوم.. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها كلها إلى زوال.. وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد20]. واعلم أنك لن تموت إلا وقد أخذت ما كتب لك أو عليك ... والحمد لله على كل حال .. نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة ثانيا ً : لا بد أن تعلم أنك لست الوحيد الذي خسر أو تورط أو ضاع ماله ... بل هناك الكثير والكثير غير ... وإذا كنت قد فقدت ربع مالك , فاعلم أن هناك من فقد نصف ماله ... وإذا كنت قد فقدت نصف مالك , فاعلم أن هناك من فقد ماله كله .. فاحمد الله .. واقنع بما آتاك الله ... اخوتي تأملوا الناس من حولكم هل يخلو أحد من مصيبة أزعجته، أومن مشكلة أقلقته ، أو من مرض أقعده ، أومن هم احرقه أو....... أو ....... إلخ ,, هذا هو حال الناس ، ... غنى وفقر .. ربح وخسارة .. حياة وموت ... صحة ومرض .. فرح وحزن ... لكن البعض يزيد ألمه بسخطه وجزعه فبعد ذلك يخسر دينه ودنياه فاحذر أن تكون من المتسخطين ، بل يجب علينا الرضا بالقضاء،والصبر على البلاء لكي ننال الدرجات العلا قال تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"وقال صلى الله !عليه وسلم ((والصبر ضياء)) عليك أن تتذكر نعم الله عليك في نفسك خاصة، ومن ذلك أن تستحضر هذه النعم في جميع جوارحك واجعل نظرك فيمن أصيب ممن حولك، كم يصرفون من الأموال ويذهبون من الأوقات وكم يسهرون ويتعبون في علاج أمراض، أنت في عافية منها. نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة ثالثا ً : هكذا هي الدنيا .. يوم ٌ لك ويوم ٌ عليك ... تربح يوما .. وتخسر يوما .. الدنيا لا تستقيم لأحد ٍ على حال ... لا تحزن .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة.. لا يخلو منه.. غني ولا فقير.. ولا ملك ولا مملوك.. ولا نبي مرسل.. ولا عظيم مبجل.. فالناس مشتركون في وقوعه.. ومختلفون في كيفياته ودرجاته.. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد:4]. طبعت على كدر وأنت تريدها ---- صفواً من الأقذاء والأكدار هي الأمور كما شاهدتها دول --- من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد --- ولا يدوم على حال لها شان نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة رابعا ً : حث الشرع على الصبر في مواطن الشدائد و حذر من الشكوى و التسّخط في حال الانكسار،وان تعجب كيف نفذت تعاليم الإسلام إلى أعماق النفس فمست مناطق الشعور والوجدان فيها،فإننا لا نملك إلا أن نتأمل هذا التماس بخشوع و إجلال،فيجب علينا أن نصبر و نحمد الله في السراء و الضراء لان الإنسان ((إن أصابته سراء شكر فكان خير له،وان إصابته ضراء صبر فكان خير له)) فكل ما يصاب به العبد من هم وضيق وابتلاء،إذا احتسب لوجه الله كتب له الأجر والثواب وكانت تطهيرا له من الذنوب وكفرت سيئاته فلا نجزع ولا نسخط لان هذا الابتلاء من الله،قال صلى الله عليه وسلم(ممن هم ولا غم،ولا وصب ولانصب،حتى الشوكة يشاك بها المسلم ألا كفر الله بها من خطاياه)) و لا يغب عن بالك أن مصائبنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة الله {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس. واعلم أن المسلم رابح في كل حال: فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غمّ حتى وخزة الشوكة إلا كفر الله عنه به من خطاياه. نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة خامسا ً : لا تقلق المريض سيشفى.. والغائب سيعود.. والمحزون سيفرح.. والكرب سيرفع.. والضائقة ستزول.. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.. فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:6،5]. لا تحزن.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية.. ليطمئن قلبك.. وينشرح صدرك.. واعلم أنه : { لن يغلب عُسر يُسرين }.. العسِير يعقبه اليُسر.. كما الليل يعقبة الفجر.. ولرب ضائقة يضيق بها الفتى *** وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة سادسا ً : صــــيـــحة نــذيـــر : الربــــــــــــــــــــا الربـــــــــــــــــــا الربــــــــــــــــــا اتقوا الله يا أهل الربا .. اتقوا الله وراقبوه .. واخشوا يوما ترجعون فيه إلى الله ... الربا من أكبر الكبائر .. وقد تأذن الله بالحرب على أهله ... الربا يا أيها المسلم ... قليل أو كثير ... حرام ... حرام ... حرام ... كبيرة من الكبائر ... موبقة من الموبقات ... ومن أعظم الجرائم ... وأشد العظائم ... الربا يهلك الأموال ... ويمحق البركات ... ويجلب الحسرات ... ويورث النكسات ، قال تعالى : " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " الربا دمار للأفراد والشعوب ... وإشعال لفتيل الحروب ... الربا هلاك للأمم والمجتمعات ...بل صغار وذلة للمتعاملين به ... ولا أدل على ذلك من هذه النكبات التي حطت رحالها بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، من حروب مدمرة ، وفيضانات عارمة ، وكسوف وخسوف ، ورياح عاتية ، وقتل وسرقات ، وجرائم واغتيالات ، ونهب للممتلكات ، كوارث وحوادث ، ليس لها من دون الله كاشفة ، ولا منجي منها إلا بتوبة صادقة ، ورجوع إلى الله الواحد القهار ... من يأكل الربا يعلنُ الحرب على الله ورسوله ... فيا تُرى من يحارب الله ورسولَه أتراه ينتصر ؟!! أتراه يكسب في الباقية ؟!! قال الله تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275} يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {277} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {279} وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {280} وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281} وقال- صلى الله عليه وسلّم- : (( درهم ربا يأكلُّه الرجلُ وهو يعلم ؛ أشدُّ من ستةٍ وثلاثين زنية )) [رواه أحمد و صححه الألباني عن عبد الله بن حنظلة- رضي الله عنه-] ... وقال عليه الصلاة و السلام : (( الربا ثلاثٌ وسبعون بابا ؛ أيسرُها مثلُ أن ينكحَ الرجلُ أمه )) [صححه الألباني في صحيح الترغيب]. فاتق الله في نفسك إن كنت ممن يعمل في الربا ولا تعرضْ نفسَك وأهلكَ لأكلِ الحرام . وعن سمرة بن جندب قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أريت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة ، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم ، فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجلَ بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟، فقال: الذي رأيته في النهر: آكل الربا) رواه البخاري ولذلك أيها المسلمُ لا تجرح دينك بربا ، وإلا فإنك تعلن الحرب على الله ورسوله ... تخلصوا من الربا وتوبوا إلى الله ... يا عباد الله ... ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه ... فالله الله في أكل الحلال . ... وعليكم بكثرة الاستغفار ... وكثرة الدعاء ... وصدق اللجوء إلى الله .. عليكم بالتوبة النصوح من جميع المعاصي والذنوب واعلم أخي أنه من أقوى المهارات النفسيـة التي يمكن أن يمتلكها الإنسان مهارة إستقبال أي شكل من أشكال المصائب ونوائب الزمن بصدر رحب ونفس راضيـة .. هذه المهارة من مهارات المسلم المؤمن الذي أقر لـه الرسول صلى الله عليـه وسلم بذلك فقال عليـه الصلاة والسلام : عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلـه خيـر وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابتـه سراء شكر فكان خيـراً لـه وإن أصابتـه ضـراء صبـر فكان خيـراً لـه [ رواه مسلم ] لـذلك إذا كان الله الذي خلقني يريد أن أكون هنا فلماذا أحزن ؟! إذا كان الله الذي خلقني أراد أن تسير حياتي على هذه الوتيـرة فلماذا أحزن ؟! ليس هذا الأمر فحسب .. أليس تسليماً بقضاء الله وإرادتـه فلماذا أحزن ؟! وأن كل ألم أو أذى أشعر بـه سيكتب لي خيـراً وثوابـاً وأجـراً فلماذا أحزن ؟! جاء في الحديث الشريف قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليـه وسلم : (والذي نفسي بيده إن المؤمن ليبتلى بالبلاء وذلك من كرامتـه على الله تعالى وإنـه ليبتلى بالبلاء حتى ينال منـه منزلتـه عند الله تعالى لاينالها دون أن يبتلي بذلك فيبلغـه الله تعالى تلك المنزلـة) يالقوة المبتلي ليس تسليم فحسب .. بل طلب للأجر الذي يحتفظ بـه الله لـه ليجزيـه بـه في الدنيـا والآخـرة ألاتشعر بالقوة الكامنـة في أعماقك ؟ القوة التي تجعلك تقف في وجـه عاتيات الزمن وأهوالـه دون خوف أو تردد ؟ هذا هو السر الذي لم يستطع الكثيـر من الحكماء والأطباء أن يفسروه الإبتسامـة التي ترتسم على وجوه المؤمنين الصادقين رغم آلامهم الرهيبـة ورغم مايفتك بهم من أمراض قاسيـة .. إنها قوة الروح المتصلـة بالعظمـة الإلآهيـة الخالدة ( اللهم أقسم لنا من خشيتك ماتحول بـه بيننا وبيـن معصيتك .. ومن طاعتك ماتبلغنا بـه جنتك .. ومن اليقيـن ماتهون بـه علينا مصائب الدنيا وأهوالها ) دمتـــــم بحفظ الله .. تقبلــوا إحتــرامى وتقديــرى </I>