والحقيقة أنه تقرير مؤسف للغاية ... ومؤسف من ناحيتين
الأولى : أنه تطبيق أعمى للدول الأوروبية .. يعني تقليد الغرب فقط فيما يقهر ويذل
المواطن ... والله أحياناً أقول أن تركي الحمد صادق في جزئيته التي قال فيها
أن الثقافة لا تؤخذ أجزاء منها .... يا تأخذها كلها ... ياتتركها كلها ...
والثانية: أنه يفترض أن المواطن كان يعيش في رفاهية وأن الدولة كانت ترضعه من
خيراتها وهذا الافتراض يناقض الواقع .... فلو كان هناك رفاهية وإرضاع لما ضاق الناس
من ارتفاع الأسعار 20أو 30%... ولو كان هناك رفاهية وإرضاع لما وصلت نسبة المالكين
للمنازل إلى أقل من 20% ... ولو كان هناك رفاهية وإرضاع لما وصلت نسب البطالة
والعنوسة إلى 40 و50 %
...
قال ايش ..... قال رفاهية وإرضاع
هو صحيح أن الضرائب لم تضر الدول الأوروبية والأمريكية ... وهم يعيشون في أحسن حال مادي
... وصحيح أيضاً أن الضرائب تشكل دخل للدولة يخفف عن كاهلها ومن حدة الأزمات التي تمر بها ....
ولكن هل كل ذلك تفي به الضرائب وحدها ....... مستحيل
هناك الفساد الإداري ... هناك البيروقراطية القاتلة للأفكار والخطط ..... هناك توعية الفكر .....
هناك حرية الرأي عن التعبير .... هناك تطوير مناهج التعليم .... هناك انشاء مراكز البحوث
والدراسات وتمويلها .... هناك أشياء كثيرة ....
فمن غير المعقول إذا ً أن تُترك كلها وتؤخذ جزئية (( الضرائب )) فقط... بدعوى أنها هي التي ستنهض
بالبلد وسنكون بعد تطبيق الضرائب كأوروبا من حيث الرفاهية