[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-imagerl('https://www.btalah.com/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] مواطن يقود السيارة 60 عاماً... لم يتعرض لحادثة أو مخالفة مرورية
السبت, 01 مايو 2010
أبها - يحيى جابر
ما أندر أن تجد قائد سيارة لم يتعرض لحادثة أو يحصل على مخالفة مرورية خلال مسيرة تمتد نحو 60 سنة، خصوصاً في ظل الحضور الطاغي للسرعة الجنونية، وانعدام الذوق والفن في القيادة، إلا إذا كان يعامل مركبته ككائن حي، يتعهدها بالعناية اليومية، ويعامل غيره من السائقين كمجانين تجب مراقبتهم لأنه لا يؤمن بتصرفاتهم، وهو ما فعله السبعيني سعيد الأسمري خلال مسيرته مع القيادة.
وقال الأسمري: «كانت أول سيارة قدتها من طراز (فورد 1952) وكان عمري حينها 13 سنة، في طرق مدينة أبها القديمة الترابية والوعرة، ولكن السيارات كانت قليلة جداً... والحوادث نادرة لدرجة أننا نعرفها بأسماء أصحابها»، مضيفاً أن السبب في القيادة المتهورة يعود إلى تطور الطرق والمركبات وسوء التعامل معها، «فعندما تتوافر مركبة سريعة وطريق ممهدة وعقلية مجنونة، فإن المغامرة تكون أقرب إلى الموت، إضافة إلى أسباب أخرى مثل تعاطي المسكر أو المخدرات، أو بسبب الإهمال والنعاس والإرهاق وغيرها».
وعن عدم تعرضه لأي حادثة أو مخالفة منذ أن قاد السيارة عام 1952، أوضح أنه يتعامل مع المركبة كبشر وليس كآلة، إذ يتعهدها بالمتابعة اليومية للوقوف على حاجاتها من ماء وزيت وتشحيم، إضافة إلى إصلاحها أولاً بأول وتغيير كل القطع السيئة بقطع جديدة وأصلية، لافتاً إلى أنه يتحاشى السفر في الليل، كما أنه يعتبر كل السائقين من حوله مجانين، وأنه الأعقل والأفضل والأحرص. وقال: «أعمل ألف حساب للسيارات التي تسير أمامي وخلفي، ولا أقود بسرعة تتجاوز 80 كلم في الساعة مهما كانت الأسباب، فأقطع مسافة للسفر إلى جدة مثلاً في 13 ساعة، في الوقت الذي تستغرق مع آخرين ست ساعات، إذ إني أعتبر سفري رحلة ماتعة وهادئة تتخللها الصلوات والمكوث قليلاً في الاستراحات».
وعن نصائحه للسائقين بشكل عام، ذكر أنه على الجميع الهدوء وتفقد المركبة بشكل مستمر، والحذر من السيارات التي تسير أمامهم، أما فيما يخص الشباب، فقال: «هم مليئون بالحماس وحب السرعة، وأوجههم بألا يفقدوا السيطرة على عقولهم ومن ثم على مركباتهم، ولا يشعروا بالإهانة عندما تسبقهم سيارة عادية، ولا يستهينوا بقطع الإشارات، فإن الموت كامن فيها، فيجرفوا معهم أرواحاً بريئة، إضافة إلى الألم الذي يسببوه لأهاليهم، فعليهم التخلص من هيجانهم، واحترام قواعد القيادة، ليكونوا مثاليين متسمين بالهدوء».
وفيما يخص مسؤولية إدارات المرور والإعلام، أوضح أنه يتمنى أن تتطور أقسام وإدارات المرور لتصبح بالفعل قائدة السلامة، وأن تبدأ في تأهيل رجال المرور علمياً وتكثف لهم الدورات وتضع جوائز مالية وعينية لكل قائد مركبة مثالي من جميع الأعمار، وفي المقابل مجازاة الأسوأ، مضيفاً أن على الإعلام الواعي الاهتمام بمثل هذه الظواهر المحزنة، وأن يقود رحلة النجاة بإيجاد سبل لمعالجتها.
وتابع الأسمري حديثه، «الشباب يفتقدون شيئاً مهماً كنت ومازلت أحبه وأهتم به مثل تعرف بعض المهارات في كهرباء وميكانيكا السيارة، وإصلاح أي عطل، فهم يهتمون بمنظر المركبة من الخارج وليس من الداخل»، كما حذر السائقين من خطر القطع المقلدة، خصوصاً إطارات السيارة، مع أمنياته بأن يتوقف مسلسل الموت بسبب القيادة، وأن تتم معالجة ذلك فكرياً عن طريق الإقناع وليس بالقوة وفرض الغرامات التي تتسبب في زيادة الظواهر، إلا في وقت الشدة كحل أخير.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]