اخي الكريم اقرأ معي هذه السطور .. سوف تجد نفسك سعيداً عند العزم على تطبيق ما فيها ..
حتى تتم لك التوبة كاملة لا بد من أمور:
(1) أن تترك جميع المعاصي والشرور.
(2) الندم الدائم والمستمر على ما فرطت فيما مضى.
(3) الالتزام بالأحكام الشرعية، والدوام على التقوى والطاعة لله عز وجل.
(4) أن تأخذ بالوسائل التي تعينك على دوام التوبة وتجنبك المعصية، ومنها البحث عن الصحبة الصالحة المستقيمة التي تعينك على الطاعة والتقوى.
فاحرص على تغيير نفسك ويومك، وأدخل أعمالاً صالحة في برنامجك اليومي؛ من قراءة للقرآن وحرص على المبادرة إلى الصلوات وعناية بالأذكار الصباحية والمسائية، فلا بد من رفع معدل التدين لديك حتى تقاوم عاديات المعاصي، ويعظم في نفسك أمر ربك، ولديك من الوسائل الاستماع للمحاضرات مباشرة أو بواسطة التسجيل وليكن ذلك مقصوداً لك لا تزجية للوقت، بل اجلس جلسة خاصة للاستماع وحضر قلبك، واحرص على الأشرطة التي موضوعاتها ترقق القلب وتذكر بالرب والدار الآخرة، وأكثر من الدعاء وزيارة القبور والمرضى زادك الله توفيقاً وجعلك للمؤمنين إماماً ووقاك شر نفسك والشيطان.
إن من يظن أن سعادته تتحقق في إشباع غرائزه ، وإرضاء نزواته ، وتلبية رغبات نفسه الأمارة بالسوء ، فهو يعيش وهماً كبيراً ، ويطارد سراباً يستحيل أن يظفر منه بقطرة تروي ظمأه إلى السعادة الحقيقية ، والبهجة الأبدية .
الله – تعالى – واسع المغفرة يقبل التوبة ويفرح بها ، قال الله – تعالى - : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " ولا يضرك وقوع الذنب منك أكثر من مرة إن لم يكن هناك استهتار أو استخفاف في إحداث التوبة ثم نقضها
فالتوابون الذين يحبهم الله – تعالى – كما في قوله الكريم : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " فهم الذين يصدقون في توبتهم ، ويبادرون إليها، ويتفانون في الحفاظ عليها مهما كانت نوازع النفس ودوافع الهوى
فالنفس اللوامة هي التي تلوم صاحبها حين لا ينفعها اللوم ، فهي النفس المذمومة ، وهذا المعنى نقله ابن الجوزي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – ، وقيل : هي النفس المؤمنة قاله الحسن البصري – رحمه الله – ، وقال : ( لا يُرى المؤمن إلا يلوم نفسه على كل حال ) .
والأظهر – والله أعلم – صحة القولين كليهما – فإن لوم النفس أحياناً لصاحبها لا ينفع حين يتعذر استدراك الفائت ، كما أن المؤمن الحق لا يزال لائماً لنفسه إن عمل خيراً قال : هلاّ زدت ، وإن عمل شراً قال : ليتني لم أفعل .
وأما لِمَ أقسم الله بها ؟ فذلك – والله أعلم – لبيان فضل النفس التي تلوم صاحبها عند وقوع التقصير منها إما بارتكاب ذنب أو تفويت فضيلة ، ولا ريب أن نفساً كهذه جديرة بأن يقسم الرب – تعالى شأنه- بها إذ هي دائمة السعي في البحث عن سعادتها في كنف الله وقربه .
هذه مقتطفات من استشارات عبر موقع الإسلام اليوم