بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحياتي لجميع الأخوات و الأخوة في هذا المنتدى القيم . أنا عضوة جديدة و أحببت أن أهديكم هذا الموضوع الجميل و اتمنى ان يحوز على إعجابكم و أن تجدوا فيه المتعة و الفائدة بإذن الله .
التفكير الإيجابي
يتحدث الكاتب الأمريكي اندرو ماثيو في كتابه ( اتبع قلبك ) follow your heart عن أهمية التفكير الإيجابي ومدي تأثير أفكارنا علي ما يحدث لنا في الواقع . فيقول :
" تخيل أنك مسافر في طائرة جامبو في رحلة إلي أوربا ويحدث عطل مفاجئ للطائرة . ما الأسلوب الذي تفضل أن يتبعه كابتن الطائرة في مواجهة هذا الموقف الخطير؟ هل تريد من الكابتن أن يعلن للركاب ما يأتي:
" أرجو منكم الهدوء وربط الأحزمة إننا نواجهه مشكلة ولكننا سوف نصل جميعا إلي بر الأمان بإذن الله فاطمئنوا "؟
أم أنك تفضل أن يقول كابتن طائرتك وهو يجري بين المقاعد: " كلنا ها نموت دلوقتي كلنا هانموت دلوقتي شوفوا هانموت"؟
من من هذين الرجلين قادر علي التعامل مع الموقف وإنزال الطائرة بأمان؟
والآن يطلب منا اندرو ماثيو أن نفكر في حياتنا اليومية—والتي نكون نحن الكابتن المسئول فيها—أي الموقفين يسمح بأن نحل فيه مشاكلنا:
الموقف رقم واحد :
"سوف نجد طريقة لحل هذه المشكلة "؟
أم الموقف الثاني
" هانموت كلنا هانموت"؟
ويضيف الكاتب:
هذا هو جوهر التفكير الإيجابي فهو لا يقدم ضمانات ولكنه يوفر لك أفضل الفرص المتاحة .
ونجد أن الفاشلين في الحياة يركزون فقط على كل ما هو مستحيل، إلى أن يصلوا إلي الحد الذي لا يرون فيه سوى المستحيل .
أما هؤلاء المستبشرين الذين يفكرون دائما بصورة إيجابية فنجد أنهم بقدرتهم على التفاؤل يفكرون فيما هو " ممكن " وبقدرتهم على التركيز على ما هو ممكن ينجحون في تحقيق أهدافهم .
كيف يشكل التفكير الإيجابي العقل الباطن؟
يقول الكاتب أن العقل الباطن للإنسان هو المحصلة لجميع أفكاره .
والأفكار التي تطرأ على تفكيرنا بصورة متكررة صباحا ومساءا هي المسئولة عن تكوين سلوك العقل الباطن .
ولكي نفهم ذلك بصورة أفضل يجب أن نتخيل صورة للعقل الباطن .
تخيل أن عقلك قد انقسم إلي قسمين نصف علوي ونصف سفلي
وأن الجزء العلوي هو عقلك الواعي الذي يحتوي علي كل الأفكار التي تفكر فيها طول الوقت .
أما الجزء السفلي لعقلك فهو عقلك الباطن . وفى هذا الجزء سوف تجد البرامج العديدة التي ولدت بها مثل برنامج التنفس وبرنامج الهضم - فضلا عن البرامج التي شكلتها بنفسك – مثل برنامج المشي وبرنامج الحديث .
والآن فلنحاول أن نتخيل أنك تتعلم قيادة السيارة . وفي كل مرة تقترب من ناحية الطريق تفكر بعقلك الواعي بالجزء الأعلى هكذا تقول لنفسك :
ارفع القدم اليمنى وانقلها بضعة سنتيمترات إلي اليسار ثم اضغط برفق علي الفرامل ومع مرور الأشهر وتكرار هذه الفكرة تبدأ في تكوين برنامج اتوماتيكي تستطيع به أن تقوم بفرملة السيارة دون الحاجة إلي التفكير في ذلك.
وبذلك تكتشف أن برنامج الفرملة قد ترسخ في النصف السفلي لعقلك – وهو النصف الخاص بعقلك الباطن.
وبذلك تكون قد نجحت - بسبب التكرار – في إدخال برنامج جديد للعقل الباطن يعمل دون أن تحتاج إلي التفكير فيه.
وهذا يفسر كيف يستطيع الشخص الذي اعتاد قيادة السيارة لمدة طويلة أن يصل إلي بيته بعد أن يكون قد قضي خمسة ساعات في قيادة السيارة وأن يقول لنفسه " أنا حتى لا أتذكر أنني كنت أقود سيارتي ! "
عقلك الباطن قد قام بتشغيل البرنامج الذي سبق أن أدخلته وبذلك يكون عقلك الباطن هو الذي قام بعملية القيادة .
والآن تذكر ذلك :
أن أي فكرة متكررة في عقلك الواعي لمدة طويلة تتحول هي ذاتها إلي برنامج .
والآن اسأل نفسك هذا السؤال : ماذا يحدث إذا ظللت تفكر بعقلك الواعي نفس الفكرة لزمن طويل ومثال على ذلك : " أنا طول عمري مفلس " .
ببساطة مع الوقت تنتقل هذه الفكرة وهي أنك " مفلس علي طول " من عقلك الواعي إلي عقلك الباطن بحيث تصبح " برنامج " يعمل دون الحاجة إلي تشغيله مثل قيادة السيارة تماما .
وتكتشف أن هذا البرنامج قادر على تحويلك إلي إنسان مفلس دون أن تحتاج إلي بذل أي مجهود . فقد أصبح التشغيل لهذا البرنامج اوتوماتيكي ويتساءل الكاتب ما علاقة هذا الكلام بموضوع التفكير الإيجابي وأهميته ؟
فيقول إنك ببساطة تفكر خمسين ألف فكرة يوميا . ومعظمنا يميل إلي أن تكون معظمها أفكار سلبية . مثل " أنا معنديش ذاكرة " " أنا معنديش فلوس " " أنا حظي كده طول عمري فاشل " " أنا عيان علي طول " " أي حاجة بعملها لازم تفشل علي طول".
الآن بعد أن أدركنا كيف تتحول الأفكار السلبية المتكررة إلي برنامج في عقلنا الباطن تبدأ في العمل اتوماتيكيا دون حتى أن نرفع يدنا لتشغلها فهي تعمل ذاتيا – وهنا تكمن الخطورة القصوى – لأنها تبدأ في تخريب حياتنا وصحتنا دون أن نحتاج حتى إلي التفكير في ذلك ..
يقول الكاتب اندرو ماثيو الذي باع اكثر من اثنين مليون نسخة من كتابه هذا أن الناس تتساءل بعد ذلك لماذا لا يتمتعون بالوفرة المالية أو بالسعادة في حياتهم مع أنهم هم الذين قاموا لتكوين برامجهم المدمرة الأتوماتيكية بفكرهم السلبية المتكررة.
وفى النهاية يلومون الله على حظهم العسر ويسألونه عما فعلوا في حياتهم لكي يستحقوا ذلك!!
ويضيف الكاتب:
والآن إليكم النبأ السار : عندما تدركون كيفية تكوين البرامج في عقلنا الباطن تكتشفون أننا نستطيع التخلص من الفشل .
ولذلك يجب أن تدرك بوضوح أن مستقبلك يعتمد على أفكارك الواعية. وكلما نجحت في السيطرة على أفكارك تبدأ أفكارك الواعية الجديدة المتكررة في تكوين برامج جديدة لعقلك الباطن . وبنفس القدر الذي نجحت به في تطوير وترسيخ سلوك آلي في عقلك الباطن لقيادة السيارة تستطيع أن تعمل علي تطوير سلوك في عقلك الباطن ببرنامج لكي تكون ناجحا. ولكن لا تستعجل فالموضوع يحتاج إلي تنظيم لسلوكك ويحتاج أيضا إلي بعض الوقت .
ولكن لا تفعل مثل فريد الذي حضر دورة تدريبية عن التفكير الإيجابي وبدأ فورا في التنفيذ فقال لنفسه : سأغير حياتي بالكامل من اليوم ويكتب أحلامه في الصباح : هاخذ علاوة ، واشتري عربية رولزرويس ، واشتري التاج محل . ثم يمضي باقي الأسبوع في تفكيره السلبي المعتاد وفى نهاية الأسبوع يقول : " واضح أن حكاية التفكير الإيجابي دي مش نافعة خالص".
ماذا فعل فريد؟
غالبا هو انتقل من ثمانية وأر بعين ألف فكرة سلبية في اليوم إلى سبعة وأر بعين ألف وخمسمائة فكرة سلبية في اليوم ولا يصدق أنه لم ينجح في الشفاء من آلامه الروماتيزمية أو في تحسين أحواله المالية .
أن تكون إيجابيا في تفكيرك لمدة يوم واحد فقط هو شئ غير كافي بالطبع. إن تقوية عقلك مثل تقوية جسدك بالضبط . هل تستطيع أن تذهب إلي الجيم لعمل التمرينات الرياضية ثم تسرع إلي المرآة بعد يوم واحد لتري النتيجة؟ بالطبع لا .
وبالمثل إن التفكير الإيجابي لمدة 24 ساعة لن يؤدي إلي أي نتائج ملحوظة لأن تنقية أفكارنا من الشوائب السلبية هي عملية تحتاج إلي مجهود كبير ولكن نتائجها عظيمة . وكثيرا ما تكمن المشكلة في أن معظمنا لا يدرك حتى أنه يفكر بطريقة سلبية .
وأهم فكرة يجب أن تدركها أن الوفرة المالية والسعادة ، ونجاح علاقاتك الأسرية والاجتماعية وصحتك كلها في الواقع انعكاس لأفكارك الواعية المتكررة .
ويقول الكاتب في النهاية :
فريد يقول : أنا أفكر بهذه الطريقة السلبية لأن حياتي (فاشلة). وأنا أقول له: لا يا فريد إن حياتك فاشلة لأنك تفكر بهذه الطريقة (السلبية) .
منقول من : منتديات شبكة الحصن النفسي