السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقاله في جريدة الوطن عن يوميات صائم
وأعجبتني وحبيت انكم تقرأونها ..
,.
’,
يوميات صائم: ما بين أسطورة "مردوخ".. وقنوات "الدلوخ"..!
ـ اللهم إني صائم..!!
يذهب إلى عمله ممتطياً مركبته، يزاحم في الشارع، يسب هذا، ويشتم ذاك، عندما يفرغ، يتذكر أنه في رمضان.. "اللهم إني صائم"..!!
يدخل المراجع ليجد أمامه رجلاً ملثماً وقد توسد مكتبه. يسأله عن معاملته، ليجيبه بتذمر: ما خلصت، وبعدين ياخوي لا تزعجنا برمضان..!!
يعود إلى منزله، بنفس سيناريو الصباح، لكن هذه المرة يملأ فراغ "اللهم إني صائم" بشتائم نابية أقوى. يصل لينام محاولاً اختصار بقية نهاره.
ـ نوبة "تسدّح"..!!
قبل مدفع الإفطار تجتمع العائلة حول مائدتها، يستعجل بجلب المزيد من الطعام، فهو صائم - عن الأكل دون الجوارح - تمتلئ مائدة الإفطار بما لذ وطاب (وكأننا لا نأكل إلا في رمضان). القاسم المشترك بين الموائد السمبوسة والفيمتو (متأثراً بكثافة الإعلان اليومي له).
بمجرد أن يبلل ريقه بكوب بماء يُعرِض عن البقية، فتتلاشى أفكار ما قبل الإفطار، ويدخل في نوبة "تسدّح" قد تطول إن هو عرج على طبق دسم، كالكبسة مثلاً..!!
ـ سجود سهو..!!
تقام الصلاة، وها هو يمشي بتثاقل إليها، يركع الإمام.. يسجد.. ثم يسلم، يقف هو في السطر الأخير. لم يدرك إلا التشهد الأخير. يقوم هو لإكمال ما فاته. ينسى هل صلى ثلاثاً أم ركعتين فقط، هل قرأ الفاتحة بدلاً من تشهده الأخير..؟؟. ينهي هذا الجدل بسجود سهو.
مابين عينيه الشوط الثاني من الإفطار وتشكيلته المرتقبة. يعود إلى الجبهة مرة أخرى، ليواجه أصنافاً جديدة، لكنه كما في المرة الأولى يكتفي بمتعة المشاهدة..!!
ـ أسطورة "مردوخ".!!
تجتمع الأسرة حول التلفاز، إنها الفترة الذهبية للعرض الرمضاني. تبدأ لعبة "الريموت كنترول". فتتلقفه الأيدي من محطة لأخرى، ثم ما تلبث أن تعود إلى السابقة بناء على طلب الجمهور، عفواً.. أحد أفراد الأسرة.
هنا تشمّر القنوات الفضائية عن ذراعيها، بغية الظفر بأكبر قدر من المبحلقين حول شاشتها، لم يكن في يوم من الأيام خروج معظم تلك القنوات إلى الفضاء لهدف سام، إنما تجسّدَ طموح ملاكها في شخص "أبو حسين" بطل أولى حلقات (طاش15) عندما وعده مستشاره بأن يكون إمبراطوراً للإعلام العربي، كإمبراطور الإعلام الغربي "روبرت مردوخ"...!!
ـ قنوات "الدلوخ"..!!
تتنقل التجربة من وعاء لآخر، وإن استلزم تغيير الاتجاهات الأصلية بالكلية، فالغاية تبرر الوسيلة. تتحول قنوات المجون بعد أن جفت جيوب مشاهديها بفعل رسائل الـSMS - أو بالأصح جُففت - إلى قنوات أخرى بغض النظر عن القناعات، فالمسألة مادية بحتة، وإن لبس ذلك "المردوخ" المزعوم عباءة "الشيوخ"..!!
وتبقى المسافة بين فضاء "مردوخ" وواقع "الدلوخ".. طويلة..!!
ـ "حصرياً"..!!
في رمضان تكثر "حصرياً" جلسات الطرب، ومشاهد خدش الحياء، والسخرية من الدين وأهله. كل ذلك يندرج تحت مسمى متعة المشاهد، أو حرص تلك القنوات على جمع الأسرة أمام الشاشة الفضية.
في رمضان تحبس الشياطين، إلا شياطين الإنس..!!
ـ طقوس المساء..!!
بعد العشاء، موعد الذهاب إلى الاستراحة، حيث "البلوت"، و"الشيشة"، والقنوات "المشفرة" التي يحذر أسرته من مشاهدتها، فمساء رمضان لا يغير من عاداته..!!
يعود عند السحور، ليأكل بنهم قبل أن يدركه أذان الفجر، ثم يخلد إلى فراشه ليكون في موعد مع يوم صوم جديد.
رمضان كريم..
ودمتمـ بكلـ بخير