تخيلوا معي أن أعصاب الإنسان هي مثل الأسلاك الكهربائية تلتف حولها مادة عازلة لتضمن توصيل الإشارات ..و عندما تفقد هذه المادة تتشتت الإشارات العصبية ..تعرف هذه الحالة بمرض التصلب المتعدد اللويحي..و هو أحد أمـراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه الجسم خلاياه.. عند التعرض لنوبة من هذا المرض، يحدث التهاب في مناطق المادة البيضاء في الجهاز العصبي المركزي في شكل بقع عشوائية تسمى اللويحاتPlaques. ويتبعها بعد ذلك عملية تدمير للمايلين، وهو غلاف دهني يعزل ألياف الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. ويقوم المايلين بتسهيل عملية النقل السريعة والسلسة للرسائل الكهروكيميائية بين الدماغ والحبل الشوكي وباقي أجزاء الجسم. وعند تلفه تتباطأ عملية النقل العصبي للرسائل أو تعاق بالكامل، مما يؤدي إلى ضعف الوظيفة أو ضياعها. ذو 1000 وجه: تصلّب الأنسجة المتعدّد ذو 1000 وجه فيأخذ عدّة أشكال مختلفة و يعتمد على المنطقة المصابة بالضرر من أهم أعراضه: كمون و إنتكاس: ولهـذا المـرض كغيـره من أمـراض المناعة الذاتية فتـرات مـن النـشاط تسمـى بالانـتكاسـات (relapse) يعقبها فترات من الهدوء تسمى بالكُمون(remission).أما فـي فتـرات النشاط فتظـهر اللويـحات أو تتسـع مما يتسبـب بالأعـراض المختلفة للمـرض تتبـعها فتـرة الكمـون التي يبدأ فيـها الجسم بإصلاح الأعصـاب المتضررة عن طريق خلايا متخصصة تقوم بإعادة بناء الميلين ,لكن هذه العملية عادة ما في تكون بدايات المرض قبل أن يصبح الجسم عاجزا عن إصلاح الضرر ويتطور المرض ليمسي المريض في النهاية عاجزا. حقائق عن المرض: يعدّ مرض التصلب العصبي المتعدد مرضاً متقدماً بالجهاز العصبي والذي لا يوجد له علاج شاف حتى الآن تم تقدير عدد المصابين به بحوالي مليونين ونصف مريضا حول العالم. ويصيب المرض النساء بنسبة أكبر من الرجال وتصل النسبة إلى رجلان لكل ثلاث نساء مصابات بالمرض مرض التصلب المتعدد لا يورث بشكل مباشر وبالرغم من ذلك فان الجينات الوراثية تلعب دوراً في قابلية الإنسان للتعرض للمرض. مرض التصلب العصبي المتعدد هو مرض غير معد. يتم تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد في سنّ ما بين 20-40 سنة بصفة عامة . ولكن قد يبدأ ي الحدوث في سن مبكرة عن ذلك يندر تشخيص المرض فى سنّ ما قبل الثانية عشر أو ما بعد الخامسة و الخمسين. و لا يتأثر امتداد عمر المريض بشكل خطير بوجود مرض التصلب العصبي المتعدد. يزيد معدّل حدوث المرض في البلدان الأبعد عن خط الاستواء التشخيص: إلى الآن لا تعرف مسببات هذا المرض لذلك فان تشخيص المرض قد يأخذ مدة طويلة ويحتاج إلى فحوصا دقيقة حتى يتم تشخيصه و هو يتم بواسطة: تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي فحص عينة من الحبل الشوكي الاختبارات الفسيولوجية الكهربية للمخ العلاج: ليس هناك علاج للتصلب اللويحي، لكن هناك الكثير مما يمكن عمله لمساعدة المصابين على الاستمرار نشطين مستقلين و منتجين. يمكن أحيانا أن تخفف حدة الهجمة و مدتها باستعمال الستيرويدات القشرية و أدوية للتخفيف من حده الأعراض مثل التقلص و الرجفان و المشاكل البولية. و الأنواع الأشهر من هذه الأدوية : الأدوية الستيـرويـدية (steroids) Avonex (interferon beta-1a) Betaseron (interferon beta-1b) يساعد العلاج الفيزيائي على تقوية العضلات و مساعدة المصابين لاستعادة نشاطهم بعد هجمة قوية. لازال الطب في انتظار أن يأتي العلم بجديد لتحقيق الشفاء التام من هذا المرض. اليوم هو اليوم العالمي للتصلب المتعدد ..لنساعد في دعمهم على مواجهة هذا المرض المراجع : http://worldmsday.org KUMAR & CLARK مع تحيات البوابة الصحية