بحكم ان الشارع السعودي بدأ الحديث مؤخرا عن نظام ساهر الإلكتروني وددت أن أشارككم بعض المعلومات بعد بحث موسع ومراقبة وتحليل لهذا النظام حيث خرجت بهذه المعلومات المتواضعة عن نظام ساهر التي أتمنى أن تضيف إلى معلوماتكم ولو الشئ القليل. نظام ساهر الالكتروني يعرف على انه نظام إلكتروني بعيدا عن اليدوية يقوم بالمراقبة للحركة المرورية للسيارات، رصد الحوادث المرورية، متابعة المركبات، وأخيرا رصد المخالفات المرورية وهو ما سأقوم بالتركيز عليه في هذه التدوينة. في كل دولة من دول العالم المتقدمة (وأركز هنا على كلمة المتقدمة) هناك نظام لإدارة المركبات والسرعات المخصصة على الطرقات وكذلك نظام شامل لجميع حيثيات المخالفات التي تحدث من قائدي المركبات بقصد أو بغير قصد وذلك للتوعية أولا ومن ثم عقاب المخالف في نفس الوقت. سأتطرق هنا لجوانب عدة من ناحية إعداد المرور لتطبيق النظام وكذلك من ناحية تطبيق الجماهير لهذا النظام ولكن قبل ذلك سأبدأ بتعريف النظام كتقنية وطريقة رصده للمخالفات. طريقة عمل ساهر: تحتوي لوحات المركبات على شريحة معلوماتية يطلق عليها RFID وهي اختصار لـ Radio Frequency Identification وهي عبارة عن شريحة هي عبارة عن رقائق صغيرة الحجم مصنوعة من السليكون ويخزن فيها معلومات يمكن قراءتها بواسطة قارئات خاصة للتعرف على المركبة وبياناتها ومالكها وجميع مايتعلق بها من معلومات. عند ارتكاب المخالف للسرعة المحددة أو قطع الإشارة فإن الجهاز القارئ يقوم بقراءة الشريحة إضافة إلى أن الكاميرا تقوم بالتقاط صورة للوحة السيارة الأمامية بالإضافة إلى وجه السائق وكذلك التقاط صورة لوحة السيارة من الخلف للتأكيد. ماكان يجب ان يقام به قبل نظام ساهر: - التوعية قبل العقاب: كان من الأولى على إدارة المرور قبل أن تدشن نظام ساهر الالكتروني أن يكون هناك حملة مطولة للإعلان عن هذا النظام بشتى خطواتة بدء من الرصد للمخالفة حتى تسديد المخالفة ليعلم قائد المركبة كيفية وآلية عمل هذا النظام ليتماشى ويتفاعل مع المتغيرات الجديدة في نظام رصد المخالفات. الإعلانات التي كنا نشاهدها غالبا ما تكون عن الحوادث والسرعة ولكن لا جديد في ذلك فالجميع يعلم ان السرعة هي السبب الرئيسي للحوادث. السؤال الأهم هو لماذا لم يكن هناك تعليمات خاصة بشأن طريقة رصد المخالفات او على الأقل رصد تجريبي لمدة شهر ومن ثم إرسال رسائل تحذيرية للأشخاص المخالفين ليكون هناك التوعية أولا قبل العقاب. فالهدف من ساهر كما يتداول الكثير وكما أحسوا هو هدف ربحي أكثر منه أن يكون توعوي بالسلامة المرورية والدليل هو عدم وجود برامج مطولة للتوعية وإنشاء مراكز توعوية لفترات أطول إلى أن بعضهم طالب بإدراجه كشركة مساهمة ليتمكن البعض من الاكتتاب فيه لضمان الربحية !! - البنية التحتية للطرق: تعتبر البنى التحتية للطرق هي الأساس والتي يجب ان تجهز أولا قبل التفكير في تطبيق هكذا أنظمة لان الطرق المتهالكة او التي تحوي مطبات صناعية شاهقة وبدون علامات إرشادية تنبيهيه لوجود مطبات او بدون وجود علامات لتحديد السرعة كل ذلك يؤدي إلى تفاقم المشكلة. أنا متأكد من أن اغلب الذين رصدت بحقهم مخالفة مرورية لايعرفون كم هي السرعة المطلوبة للطرق التي رصدت فيها بحقهم هذه المخالفة والسبب في ذلك هو عدم وجود لوحات أو علامات إرشادية كافية. لاننسى ايضا ان هذه اللوحات يجب ان تحتوي على اللغتين العربية والانجليزية والسبب يعود إلى أن أغلبية سائقي السيارات من الأجانب للأسف. مابعد نظام ساهر: - طريقة رصد المخالفات: هناك نوعين لآلية رصد المخالفات. النوع الأول وهو الأجمل بالنسبة لي وهو السيارات المتحركة (مايكروباص) التي تحتوي على كاميرات تحيث توضع في مواقع عشوائية لرصد السرعة حتى يفاجئ السائق الغير منضبط بتحرير مخالفة الكترونية . النوع الثاني هو الكاميرات الثابتة التي ترصد السرعة في أماكن محددة لايعرف أماكن أغلبه بسبب مكانها الاستراتيجي. وكلتا الطريقتين تخفف من أساليب (تكفى) و(حب الخشوم) و(وش يرجع أصلك) و (والله ما أسرعت) إلى نظام الكتروني لايقبل الرجعة فيه عند إصدار مخالفة حقيقية. - ساهر والمواطن: أعلم تماما وحق المعرفة أن المواطن السعودي ( ولا أعمم هنا ولكن الحديث للأغلبية)هو من أكثر الأشخاص تطبيقا للنظام ولكن ليس في دولته وإنما في دول أخرى عندما يرغم على ذلك. وأنا أرى ان في نظام ساهر إرغام رائع لأولئك المتهورون الذي يملئون الشوارع ببقع من الدماء والأشلاء المتطايرة وبدون أدنى مسؤولية منهم جراء تهورهم الذي لايطاق. هذا النظام حسب رؤيتي للفترات الأخيرة أصبح يلجم أصحاب السرعات العالية فلم أعد أرى أحدا يجبرك على النزوح من مسارك عندما تكون على السرعة المطلوبة لذلك الطريق بعكس ماكان في السابق عندما تتقيد بالسرعة القانونية فإن أغلبية من خلفك من السيارات سيضايقونك حتى تبتعد عن مسارهم وكأنه أحد أملاكهم. إشاعات متداولة: ظهر بعد نظام ساهر إشاعات كثيرة بخصوص إلغاء النظام لكثرة المشاكل أو بحذف جميع المخالفات التي أصدرت وأكثر ماشدني هي حقيقتين مزيفتين للعب على عقول السعوديين لتسويق السلع على حساب فكرهم الباحث عن تجاوز النظام بشتى السبل. الإشاعة الأولى: هي وجود بخاخ خاص يتم رشه على لوحة السيارة بحيث لاتتمكن كاميرات ساهر من قراءة لوحة السيارة حيث يبلغ سعر هذا البخاخ 150 ريال بالإضافة إلى تحمل مستخدمة مخالفة سينالها جراء الفشل العقلي الذي يملكه من قام بشراء هذا البخاخ الوهمي. الإشاعة الثانية: ظهور برامج يقال انها تكتشف الرادار تركب على جهاز الجوال وبدورها تكوم بابلاغك عن مكان الكاميرا واكثر ماظهر للساحة هو برنامج ( Trapster) ولمن يملك عقلا سيعرف بان الجوال لايمكن ان يخبرك بذلك الا بوجود قاعدة بيانات مرصودة مسبقا ولكن ليس عن طريق الاستشعار. نقاط استراتيجية: - لوحات تحديد السرعات مكتوبة باللغة العربية فقط ولايجب ان تكون كذلك ومثبته على الجانب الأيمن من الطريق حتى لايراها قائد المركبة ليحرر في حقه مخالفة وأستغرب عدم وضعها على الجهة الأقرب للسائق وهي الجهة اليسرى. - السرعات المحددة لاتناسب حجم الطرقات فمن غير المعقول أن ترى طريقا بأربع مسارات تكون السرعة القصوى فيه هي 70 كم. - يجب أن تكون هناك إستراتيجية للاعتراض عند حصول احدهم على مخالفة ولايكون النظام هو(سدد ومن ثم اعترض)بحيث يكون هناك صورة ملتقطة كإثبات للسرعة أو قطع الإشارة ترفق كملف في سجل المواطن في حال قام بالتحري عن وجود مخالفات حتى يكون إثبات لايقبل الشك. - ألا يكون الهدف من النظام هو الربحية المطلقة وإلا لتحول الأمر إلى عراك مروري وعدم تقبل المجتمع لهكذا أنظمة. - قل عدد المتجاوزين بسرعات عالية من المسار الأيسر وأصبح الجميع يلتزم بالسرعة القصوى المحددة. - يجب إيجاد حلول لمن يقف في أقصى المسار الأيمن عند إشارة المرور وتعطيل من يريدون الالتفاف إلى اليمين. - الأخطاء واردة في جميع الأنظمة التي تطبق بشكل حديث ولكنها سرعان ما تتلاشى ليكتمل الهدف الذي من أجله وضعت هذه الأنظمة. - يجب أن ندعم هذا النظام جميعا لأنه مشروع وطني وفي الأخير يصب في مصلحتنا جميعا ويؤدي إلى تنظيم حروب السيارات في الشوارع. - إستخدم مثبت السرعة إذا لم تستطع أن تقوم بالتحكم في سرعتك فهو الحل الأمثل حتى تعتاد على الالتزام بالسرعات المحددة. - لتعرف ماهي المخالفات المسجلة عليك ولتحديث بياناتك يمكنك زيارة موقع الخدمات الالكترونية التابع لوزارة الداخلية. - لم أحصل على أية مخالفة ولله الحمد منذ 8 سنوات وذلك لالتزامي بالأنظمة ولم أتذمر كما يفعل البعض عندما يخالف النظام ويحصل على مخالفة.