رمضان في سوريـــــا
ضيفا كريما على الناس الذين يترقبونه عاما كاملا فهو بالنسبة لهم شهر العبادة والتوبة والمغفرة والبركة . وحول العادات الحلبية فى شهر رمضان المبارك كتب الزميل بكور الحلاق التقرير التالى .. فى اول ليلة محتملة لشهر رمضان يترقب الناس اثبات هذا الشهر عبر التلفاز بعد ان كانوا فى القديم يترقبون روءية الهلال من القلعة والاماكن المرتفعة وما ان يتم اثبات الشهر حتى تتعالى اصوات المدافع وتنار الماذن وتعلو التكبيرات فى المساجد فى حين ينتشر الاطفال فى الشوارع معبرين عن فرحهم بقدوم شهر رمضان .
وكان الحلبيون قديما يقيمون للاطفال صياما خاصا على مراحل يسمونه درجات المئذنة من الصبح حتى الظهر ومن الظهر حتى المغرب ويعدون لهم الطعام الخاص بهم .
وتنتشر بين اهالى حلب عادة السكبة منذ القديم حيث يقوم الجيران بسكب الطعام لجيرانهم مما يوفر تنوعا فى الاطعمة على مائدة الافطار ولا يعاد الصحن الذى تم سكبه فارغا وانما مملوءا مهما كان نوع الطعام .
وفى هذا الشهر الكريم يقوم الصائمون بتزيين المساجد والطرقات وحتى المنازل ويضعون الرايات التى كتبت عليها الايات الكريمة والاحاديث النبوية ويكثر المصلون من قراءة القران ويحافظون على صلاة الجوامع رجالا ونساء واطفالا وعلى صلاة التراويح و يستمعون بعدها الى الدروس والمواعظ الدينية التى تحض على مكارم الاخلاق وتكثر حلقات المواعظ والارشاد وخاصة فى الايام الاخيرة من الشهر وتحديدا فى السابع والعشرين منه اى فى ليلة القدر .
ويعتكف الكثير من المسلمين فى محافظة حلب فى الجوامع فى الايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان فى حين تشدو حناجر المؤذنين بالاناشيد والمدائح النبوية ويكثرون من الموشحات والقصائد الدينية وخاصة فى نهاية الشهر .
واعتاد الحلبيون ان يكون فطور اليوم الاول من الشهر عند الكبير من العائلة كنوع من التواصل والتراحم اضافة الى عادة الزيارة الرمضانية التى هى واجبة وتبدا مع بداية الشهر وحتى الثامن والعشرين منه مهما كانت الخلافات ويقولون نحن اليوم رايحين //نرمضن //فى بيت فلان .
ويعمد الصائمون فى هذا الشهر الى توزيع زكاة الفطر التى يمتد موعدها من اول الشهر وحتى قبل صلاة العيد ويسال الوالد الاولاد لمن يريد ان يوزع زكاة فطره وتكون قمحا او تمرا او قيمة ذلك نقودا وتختلف قيمتها من عام لاخر .
ولاتزال شخصية مسحر رمضان من معالم الشهر الكريم حيث ينتظرها الصائمون عند السحر ويكون المسحر عالما بالاوزان والانغام ويختار المدائح النبوية التى يرددها فى تجواله وهو يضرب على طبلته . وغالبا ما يكون المسحر على معرفة جيدة بجميع ابناء الحى وبخاصة فى حلب القديمة فلا يتجاوز بيتا حتى ينار الضوء فيه ويحمل الصبيان بعض الطعام للمسحر الذى يحمل سلة مخصصة لذلك بل غالبا ما يرافق الاطفال المسحر فى تجواله فى الازقة والحارات .. وتكثر فى شهر رمضان اعمال الخير حيث يتم تقديم المعونات للاسر الفقيرة وتكثر الجمعيات الخيرية من اقامة موائد الافطار ويقوم الصائمون بتوزيع الطعام للفقراء .
وفى الساعات الاولى من ايام رمضان تخف الحركة فى الشوارع وتزداد مع منتصف النهار وتبلغ اوجها بعد صلاة العصر حيث الازدحام فى الاسواق ومواقف السيارات لان الكل يريد ان يشترى حاجياته والوصول الى البيت قبل الاذان فى حين تكون النسوة منهمكات فى التحضير للافطار .
وعادة ما يبدا الصائمون بتناول التمر او شرب الماء ثم ياتى دور الشوربة والفتوش والسلطات بانواعها وقلما تخلو مائدة من الكبة النية والمحمرة وقرص المعروك يتصدر المائدة بالاضافة الى المسقعات والكبب بانواعها .
ويتميز شهر رمضان فى حلب بصناعة غزل البنات على شكل طابات محشية بالفستق الحلبى بينما كان يصنع قديما من خبز رمضان المحشى بالموز والعسل .
واخيرا فقد درجت العادة فى حلب على ان يقيم رجال الطوائف المسيحية مادب افطار يدعى اليها رجال الدين الاسلامى والشخصيات الرسمية تعبيرا عن حالة العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد
والله ماهم بعيدين عننا
وهذه اضافة اختي زمان الصمت كم زمانوووو عندنا