عرض مشاركة واحدة
  #29 (permalink)  
قديم 29-09-2007, 05:27 PM
الصورة الرمزية سمـو الفقيـرهـ
سمـو الفقيـرهـ سمـو الفقيـرهـ غير متصل
عضو ماسي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دارٍ رفع شانها "حمــد"
المشاركات: 1,813
معدل تقييم المستوى: 38
سمـو الفقيـرهـ يستحق التميز

[IMG]http://jassimalshammary.******.com/العراق%20القوة.jpg[/IMG]
اعذروا دموعي فهي اليوم ستبكيكم وستنبش من ماضيكم ذكريات جرح غائر لانستطيع نسيان آلامه ماحيينا...

فاليوم فقط سنفطر على أصوات الانفجارات بدل صوت مدفع الإفطار..وسنتجرع من صرخات الألم بدل أن نتجرع الماء العذب واللبن الصافي..سنأكل الأسى وسنغص بآهات الحزن..وسنتلعثم بكلمات نرتشف من مضمونها معنى الموت البطيء لشعب بأكمله...

إفطارنا اليوم سيكون على أراضي محبوبتي "العــــــراااااااااق"

جراح الشعب العراقي المثخنة لا تمنعه على الإطلاق من الحفاظ على مجموعة من الطقوس والعادات الرمضانية، التي يتفرّد بها عن الكثير من الدول العربية والإسلامية الأخرى، والتي تبدأ قبل أيام قليلة من بداية الشهر المبارك؛ ولا تنتهي إلا مع آخر ساعاته. وهو ما يدلّ على المكانة الكبيرة التي يحتلّها رمضان في قلوب العراقيين رغم ما يذوقونه من ويلات منذ عدة سنوات.


تبدو بصمات الاحتلال واضحة اليوم على رمضان فى العراق حيث شهدت الأعوام الثلاثة الماضية ازدواجية في تحديد يوم رؤية هلال رمضان بين المسلمين ****** و السنة، بيد أن الجانبين يتوحدان بشأن استبعاد الحسابات الفلكية، وكانت الخلافات بين الطرفين قد ظهرت للعيان بشكل رسمي بعد احتلال العراق؛ واستحداث ديوانين للأوقاف أحدهما شيعي والآخر سني، بعد أن كانت وزارة الأوقاف تتولى إعلان بداية موحدة لرمضان.

عادات العراقيين في رمضان والتي يشبه البعض منها العادات المنتشرة في دول الخليج العربي تبدأ مع آخر أيام شعبان حيث يستعد العراقيون لرمضان عن طريق التسوق؛ حيث يقومون بشراء كافة السلع التي يحتاجون إليها خلال هذا الشهر المبارك.

زينات وأضواء

ويقوم بعض العراقيين بشراء ما يحتاجون إليه في رمضان قبل بدايته بعشرين يوما،
أما استطلاع هلال رمضان فيتم عن طريق الرؤية الشخصية أو الإجماع العربي والإسلامي وما إن يتم الإعلان عن ثبوته حتى يشعر المواطنون في أنحاء العراق بالبهجة الشديدة حيث يقومون على الفور بتعليق الزينات والأضواء في معظم الشوارع ومحلات الملابس والحلويات.
وبشكل عام فإن ساعات العمل في القطاع الحكومي أو الخاص تقل بصورة واضحة في رمضان؛ وهو ما يعطى الناس فرصة كبيرة للاستفادة القصوى في تقوية صلتهم بالله عز وجل، وهو ما يبدو بوضوح في مساجد العراق التي تكتظ بالمصلين خلال هذا الشهر المبارك والتي تشهد في الوقت نفسه دروسا علمية لبيان أحكام الفقه الإسلامي في القضايا المختلفة؛ وخاصة فيما يتصل برمضان وقدسيته وكيفية استغلاله بأفضل صورة ممكنة.
إلا أن المشكلة التي يعانى منها المصلون هي النقص الواضح في أعداد أئمة المساجد في ظل عمليات الاستهداف الواسع لهم، وكانت إحصائية أعدتها هيئة علماء المسلمين بالعراق أظهرت أن بغداد شهدت خلال الآونة الأخيرة تصاعدا كبيرا في عمليات قتل أو اعتقال خطباء وأئمة المساجد السنية على يد عناصر مجهولة أو قوات حكومية أو قوات الاحتلال التي تتهم هؤلاء الخطباء بالتحريض على الإرهاب.
وللإفطار في العراق مراسم وطقوس خاصّة به حيث يجتمع الأهل والأقارب لتناول الإفطار في بيت الوالد أو الأخ ألأكبر في كثير من الأحيان، وتتكون وجبة الإفطار عادة من "الشوربة" التي تتكون من "العدس و الشعرية والكرفس الأخضر، وبعدها يتجهون للمساجد، وذلك قبل أن يتبادلوا الزيارات مع الأهل والأصدقاء والتي تستمر لوقت متأخر من الليل.

أما "المسحراتي " والذي يعرف في العراق باسم " أبو طبيلة " فإن عمله يبدأ آخر الليل وتحديدا قبل الإمساك بساعة؛ حيث يجوب الشوارع وهو يطرق على "طبلة" صغيرة يحملها في يده داعيا الصائمين إلى ضرورة الاستيقاظ لتناول طعام السحور قبل أن يداهمهم الوقت، وعادة ما يتناول العراقيون في سحورهم بعض المأكولات الخفيفة مثل الخبز والجبنة والبقلاوة.

أشهر الحلويات التي يتناولها العراقيون في رمضان هي "الهريسة العراقية"المغطاة بالقرفة والهيل و الحنينية البغدادية المصنوعة بالتمر والسمن أو الزيت؛ إضافة إلى "الدورمة" وهي أحد أنواع المحا شي، والكبة الحلبية، ومن أشهر حلويات العراق على الإطلاق البقلاوة والزلابية.



ألعاب رغم الاحتلال

وتعتبر لعبة" المحيبس " التي يلعبها الأطفال من المظاهر المميزة لرمضان في العراق‘ وهى عبارة عن فريقين يتنافسان معا ويوضع "المحيبس" وهو عبارة عن "خاتم" في يد أحد الفريقين، ويقوم الفريق الآخر بمحاولة معرفة مكان الخاتم في يد الفريق المتسابق، ويكون المكسب بالنقاط؛ والفريق الخاسر يحضر الحلويات للفريق الآخر ليتناولها في ظل البهجة الشديدة التي تملأ قلوب الأطفال المشاركين في اللعبة.
وهناك أيضا لعبة الفنجان وهى عبارة عن (صينية) مدوّرة توضع عليها فناجين القهوة ويوضع في إحداها حبة صغيرة، ومن يعرف الفنجان الذي توجد فيه الحبة يكون هو الفائز؛ وتحرص بعض قنوات التلفزيون العراقي على نقل مشاهد تلك الألعاب للمشاهدين.
وفى الوقت الذي يقبل فيه الأطفال على هذه الألعاب بنهم شديد عقب تناولهم وجبة الإفطار؛ فإنهم يطوفون الشوارع، وهم يتغنون بأغانيهم المعتادة "ما جينا..ما جينا..حل الكيس واعطونا..اعطونا ..لو تعطونا...بيت الله يعطيكم" في تعبير واضح على أن الاحتفاء الكبير بقدوم شهر رمضان في العراق لا يكون قاصرًا على الصغار وحدهم حيث يسبقهم في ذلك الكبار أيضا.
وتقوم الغالبية العظمى من مساجد العراق فى رمضان بتقديم وجبات إفطار رمضانية طوال الشهر من تبرعات المواطنين، ويجتهد العراقيون كثيرا فى إحياء العشر الأواخر من رمضان وخاصة ليلة القدر وذلك عن طريق الاعتكاف فى المساجد التي تزدحم في كافة أيام رمضان بالمصلين رجالا ونساء، والذين يحرصون على أداء صلاتي العشاء والتراويح بها حيث لا تتسع المساجد أو الطرق المجاورة من كثرة زحام المصلين.
بعد صلاة فجر يوم العيد يذهب الناس لأداء صلاة العيد، ومن ثم لزيارة المقابر، وبعد ذلك يقومون بتهنئة بعضهم البعض بالعيد في الوقت الذي يقبل فيه الأطفال على محلات شراء اللعب.


بت أشك بأن تلك المظاهر لازالت تسود جو العراق في الوقت الراهن بعد تلك الفجيعة والكارثة التي تنمط محتوى صورة العراق حالياً ، والتي أضحت تثير الملل واليأس وهي في إطارها غير المُعبِّر هذا، وأصبحت مثالاً نموذجياً متقدماً للسخرية من ديمقراطية المحافظين الجدد، خارج هذا الإطار الذي يزداد قتامة كل يوم، ثمة مساحة من غموض وحيرة وذهول في تعليل لما يجري من مشاهد وتأويل لما سيأتي من أحداث، لا تكفي مشهديات القتل اليومي وحدها لتحميل الاحتلال الأميركي مسؤولية توسيع بُركة الدم داخل الصورة لتتحولَ إلى بحيرة يسبحُ فيها كثيرون ولا يكاد ينجو منها أحدٌ!
مشهديات الحياة اليومية نفسها أضحتْ أكثر غموضاً، وصار المجتمع العراقي مجتمعاً مقطَّع الأوصال لا يتمدَّدُ نسيجه بل يتكوَّر، ولا تتواصل أطيافه وأمكنته بل تتصلب كوابيسَ وكهوفاً وغيتوات مُستريبة، لا يكاد يعرف فيها أبناء الحي ما يجري في الحي المجاور، ناهيك عن الزقاق الملاصق، إلا كما يعرفه من هو خارج العراق من خلال الفضائيات والأخبار العاجلة، بهذا المعنى يكاد الشهداء يكونون وحدهم الشهود لما حدث، لكن من أين للشهداء أن يخبرونا عن وجه القاتل؟

أغلب الظن أن رمضان في العراق الجديد، ليس له من رمضان القديم إلا فكرة الصوم بالمعنى الديني.




تذكر كلما صليت ليلا ...
ملايينا تلوك الصخر خبزا..
على جسر الجراح مشت وتمشي ...
وتلبس جلدها وتموت عزا..
تذكر ... قبل ان تغفو على اي وسادة ...
اينام الليل من ذبحو بلاده..؟؟
انا ان مت عزيزا ... انما موتي ولادة
قلبي على جرح الملائكة النوارس ...
اني اراهم عائدين من المدارس..
باست جبينهم المآذن والكنائس...
كتبوا لكم هذا النداء ...
وطني جريح خلف قضبان الحصار...
في كل يوم يقتل العشرات من اطفالنا
الى متى الى متى هذا الدمار..؟؟
جفت ضمائركم ... جفت ضمائركم
ما هزكم هذا النداء ........؟؟!!
هذا النداء رقت له حتى ملائكة السماء..
جفت ضمائركم وما جفت دموع البرياء..

التعديل الأخير تم بواسطة سمـو الفقيـرهـ ; 29-09-2007 الساعة 05:54 PM