ماهي فوائد نظم الحماية الفكرية؟
بنظرة سريعة لتاريخ الحماية الفكرية يتضح لنا الحاجة التي أدركها البشر لمثل هذا الإجراء من خلال معاناة المخترعين من عدم تقدير أعمالهم وأفكارهم بل قد يصل الأمر إلى محاربتهم ... ولعل قصة "سنمار" و جزائه من الامثلة المناسبة للدلالة على عكسية التفكير حيث كان جزاء هذا المهندس أن يلقى من أعلى البناء الذي شيده. أما الرومان فكان جزاء أحد المخترعين القتل لانه اخترع زجاجا لا ينكسر وظن الامبراطور أن هذا الاختراع سيجعل من الذهب عملة وضيعة فتنهار الدولة. وكذلك المهندسين الذين شيدوا تاج محل قطعت أيديهم... والتاريخ مليء بمثل هذه الاخبار.
فماهي فوائد نظم الحماية ؟ .. يعزو الكثير من المفكرين التقدم الهائل في الصناعة إلى نظم الحماية الفكرية التي بدأت في أوائل القرن الثامن عشر، حيث أصبحت المحك الأول الذي أوجد نوعاً من التنافس الشريف بين المبتكرين لما حصلوا عليه من مردود مادي لاختراعاتهم، وللصناع الذين ساعدوا على تطوير سلع جديدة وتسويقها لحسابهم لفترة معينة مما زاد من أرباحهم لتستثمر في تطوير سلع جديدة وهكذا.
ومن الناحية العلمية فقد ساهم نظام الحماية في إثراء البحوث النظرية وجعلها تنتقل من عالم الخيال إلى عالم الواقع، حيث زاد الاهتمام بالنواحي الأكاديمية والتجريبية من منطلق تنافسي يرقى إلى مستوى الدول وأنشأت المكتبات الكبيرة والمعامل ومراكز البحث والتطوير، ولعل السباق المحموم بين أمريكا وروسيا في الستينات على غزو الفضاء والوصول إلى القمر هو قمة هذه المنافسة التي وبطريق غير مباشر ساعدت على تطوير كثير من العلوم لتخدم الحضارة والمدنية الإنسانية.
وقد تحولت البحوث المهملة التي كانت تنشأ في المعاهد والجامعات إلى دراسات واقعية، وترجمت إلى ابتكارات، وتم حمايتها، مما أدى إلى وجود جوٍ تنافسي شريف بين الباحثين، وبدأ الجميع في النظر إلى البحوث التي تهتم بالابتكار، وتبتعد عن التقليد والإفراط في البحور النظرية، وتحولت المشاريع الخاصة بالتخرج والدراسات العلمية إلى مبتكرات يجني أصحابها التميز المعنوي والربح المادي .