.. بنات من الجامعة ..
مراهقة من عائلة محدودة الدخل , صبرت
وأهلها على شظف
العيش , تخرجت من الثانوية بتفوق , أكمت
عامها التاسع عشر ,
حلمت بعالم مختلف , تم قبولها بالجامعة ,
غمرتها السعادة , أملت
بمستقبل مشرق , زاملت في الكلية بنات من
علية القوم , عوائل
مشهورة جدا , لاتعرفهم إلا في وسائل الإعلام ,
تعرفت عليهن ,
تحاورن في مواضيع شتى , خاطبنها بتكبر , زاد
إستهزائهن بها ,
تفاخرت عليهن بأجدادها وقبيلتها , سخرت من
الحضارة التي
يدعينها , إنقضى العام الأول , فرقتهن إجازة
الصيف , عدن
بنفسيات مختلفة , إجتمعن من جديد , تحدثن
أمامها كثيرا عن
سفرهن بين لندن وباريس بنوع من الإستعراض
والتباهي ,
سألتها إحداهن بخبث : أين قضيتي إجازتك ..؟
أجابت بإنكسار : والدي مرتبط بعمل .
حقدت على التي سألتها . تمنت الإنتقام منها ,
تمازحن أيهن
أفخم سيارة وأجمل سائق , أثنت إحداهن على
سائقها الأندونوسي
قالت الأخرى : سائقي الفلبيني أجمل , خافت أن
تصعقها إحداهن
بسؤال عن سائقها , الذي لم يكن إلا والدها على
سيارته المتهالكة ,
هبت واقفة , طلبن منها مشاركتهن النقاش ,
إرتبكت , إمتقع لون
وجهها , تلعثمت في الإجابة , إعتذرت بأنها
ستكمل بحثا في
المكتبة , إنصرفت على عجل , قالت إحداهن أنا
رأيتها تركب
مع أبيها في سيارة قديمة , تذكرن سخريتها من
أصلهن ,
قررن معاقبتها , أعددن للمكيدة , إخترن أكثرهن
جرأة , فور
إنتهاء المحاضرة , وقفت إحداهن أمام
الطالبات , إستوقفتهن ,
قالت : يابنات , بيننا رهان من سائقها أجمل ,
وأنتن الحكم ,
الآن هم مجتمعون أمام البوابة , وأخذت تعدد
أسماء زميلاتها
وجنسيات سائقيهم التي لم تخرج عن أندونسيا
والفلبين ,
توقفت للحظة , إبتسمت بسخرية وهي تلفظ إسم
زميلتها ,
قالت : وسائقها واضح من وصفه , ليس له
شبيه , أسمر ,
وسيم , من سريلانكا .
ضجت القاعة بالضحك , غلت الدماء في
عروقها , إنطلقت
بإتجاه المتحدثة , صفعتها على وجهها ,
قالت : إذا تفتخرين بسائقك فإني أفتخر بوالدي ,
إشتبكت معها , تم تفريقهن , أحست أنها إنتقمت
لكرامتها ,
مضت في دراستها , بعد أسبوع , صدر قرار
إدارة الجامعة
بطي قيدها .
....................