الجحدلي ترك زوجته في بيت أهلها ويفكر في رمي نفسه في البحر..
عشرات الخريجين من كليات المعلمين يعتصمون على كورنيش جدة ويرفعون اللافتات مطالبين بتعيينهم وأحدهم يصرخ: والله لا أملك إلا 13 ريالاً..!
قضايا سعودية: متابعات
"قُتلنا نفسياً، والله لا أملك إلا 13 ريالاً، وكثير من زملائي لا يملكون ريالاً واحداً" بهذه الكلمات عبر أحد خريجي كليات المعلمين عن مأسآته خلال تجمع لزملائه يوم أمس على كورنيش جدة رافعين لافتات تحكي معاناتهم المستمرة منذ تخرجهم عام 1427/ 1428هـ، ومهددين بالاعتصام على شاطئ البحر حتى إنهاء وزارة التربية والتعليم مأساتهم.
وقال مغرم الغامدي، وهو أحد الخريجين: «أقسم أن زميلاً لنا طلق زوجته لأنه لم يستطع توفير لقمة العيش». موضحاً أن اختبار «القياس» لم يكن مشروطاً عليهم في السابق، وزاد: «دفع كل واحد منا 200 ريال لأداء الاختبار وكانت نسبتي 49 من 50 ومع ذلك لم أُقبل، فهل يصلح صاحب الخمسين للتدريس، ولا أصلح أنا؟».
وأشار بحسب صحيفة الحياة إلى أن الوزارات باتت تتقاذف معاناتهم - على حد تعبيره - فوزارة الخدمة المدنية تقول إن تعيين هذه الدفعة في يد وزارة التربية، ثم صدر قرار مفاجئ بإحالة الموضوع إلى وزارة التعليم العالي، موضحاً: «لا نعلم أين نذهب، ضعنا بين وزارات التعليم العالي والتربية والخدمة المدنية، وأصبحنا كرة يتقاذفها الجميع، ولم نجد أمامنا إلا البحر».
وأضاف: «نحن - خريجي دفعة 27 – 1428هـ - لا نطلب إلا مساواتنا بزملاء لنا تخرجوا وتعينوا وهم لم يجتازوا القياس، لماذا هذا الظلم وهذه التفرقة؟ هناك أشخاص لم يجتازوا القياس في اختصاصات كالرياضيات واللغة الإنكليزية وغيرهما، وعينوا قبل شهور عدة ونحن من الدفعة نفسها ولم نعين».
ويقول سعود الجحدلي: «أريد حلاً عاجلاً، فقد تركت زوجتي في بيت أهلها وقلت لن أعود إلا مع التعيين وإلا فلن أعود أبداً، وسأظل أمام البحر أرمي فيه همي، وقد أرمي نفسي فيه ذات يوم لأن الظروف تخنقني ولا أجد متنفساً».
وشكا زميلهم عبدالله سعد القرشي من الأفكار السيئة التي تراوده بسبب سوء الحال والضغط النفسي الذي يعيشه، وقال: «أنا متزوج ولي أطفال، وأحياناً عندما تغلق الأبواب في وجهي أجد الشيطان يلوح لي بفكرة الانتحار، فليس أمامي إلا الموت فهو أفضل من أن أموت آلاف المرات وأنا أرى أسرتي أمامي ولا أستطيع أن أسدَّ حاجاتها».