عبدالعزيز المسند يرحل عن 72 عاماً من الحكمة وعمل الخير
العلماء والمشايخ يتذكرون مآثره الطيبة وخطه الجميل وحبه للغة
فارس القحطاني، عبدالمحسن الحارثي (الرياض)
انتقل الى رحمة الله تعالى يوم امس الشيخ عبدالعزيز المسند عن عمر يناهز 72 عاماً. وعرف الشيخ المسند بتاريخه الحافل في الدعوة والارشاد وتولى العديد من المسؤوليات منها رئاسة تعليم البنات والمعاهد العلمية وعضوية جمعية البر ونال شهرة واسعة في برنامجه الديني التلفزيوني الشهير “منكم واليكم” كما تولى اكبر وقف في العالم الاسلامي للشيخ صالح الراجحي الذي يقدر بنحو ثلاثة مليارات ريال، وقد عانى في الفترة الاخيرة من مصاعب صحية حيث تعرض الى فشل كلوي قبل عدة سنوات. اكد الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ابراهيم الغيث ان الشيخ عبدالعزيز المسند كان له ادوار فاضلة في دعوة الناس الى حسن الخلق والتعامل الحسن والدعوة الى الفضيلة من خلال البرامج التلفزيونية التي كان يقدمها والتي كانت تتميز بتليين القلوب وتحنينها لقبول النصيحة. وقال لـ”عكـاظ” ان الفقيد رحمه الله لم تجمع بينهما أي مناسبة ولكن كان الفقيد من الاشخاص الذين لهم فضل في الدعوة الى الله بالموعظة والحكمة.
ودعا الشيخ الغيث للفقيد بالرحمة والمغرفة في هذا الشهر الفضيل.
نظارة اكبر وقف في العالم الاسلامي
وقال الشيخ ابراهيم الخضيري القاضي بمحكمة الرياض انني عرفت الفقيد الشيخ المسند يرحمه الله منذ كان رئيساً للمعاهد العلمية وقد اجريت حواراً معه باعتباري طالباً في القسم الثانوي بمعهد امام الدعوة ثم عرفته كعضو في جمعية البر ونال شهرة واسعة في البرنامج التلفزيوني الشهير “منكم واليكم” وكان دمث الاخلاق.
واذكر انه اجرى لي عقد النكاح في عام 1400هـ وكان رجلاً كريماً يحب نفع الناس والسعي الى الخير حيث حظي بتقدير سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز ولما تعرض لفشل كلوي اثر التفرغ للعبادة والراحة وقد الحت عليه الدولة بان يتولى نظارة اكبر وقف في العالم الاسلامي وهو وقف الشيخ صالح الراجحي الذي يقدر بنحو 3 مليارات ريال.
ويستذكر الشيخ الخضيري عن الفقيد بانه كان ذا خط جميل وعناية فائقة باللغة ويكره اللحن فيها وقد صنف كتبا منها كتاب رحلة للاندلس.
ويشير الشيخ الخضيري الى ان الفقيد كان احد اعضاء الوفد الاسلامي المشارك في مقابلة بابا الفاتيكان قبل اكثر من ثلاثين عاماً.
ويمضي بقوله ان الفقيد كان ذا مال وجاه وسعى الى الخير واعماله بصفة سرية كما بنى له مسجداً.
ويقول الخضيري ان الشيخ المسند كان في زمنه عالماً متفتحاً وكان مجتهداً فيما يبذله من علم للناس ويحب الدعابة والمرح رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
الخلق القويم
واوضح مدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية السابق الدكتور محمد السالم انه عرف الشيخ عبدالعزيز المسند منذ ان كان طالبا ثم مديرا للجامعة وكان الفقيد مثالاً للخلق القويم والاستقامة واسأل الله ان يغفر له ويرحمه وان شاء الله ان يكون ممن يرجى له الخير في هذا الشهر المبارك والعشر المباركة.
وقال لـ”عكـاظ” إنه التقى بالفقيد قبل اسبوع في إحدى الزيارات الخاصة وكان في أتم صحة وعافية ولكن على كل شخص ان يكون على استعداد لأن الآجال مؤجلة، وتقدم الى أسرة الفقيد ومحبيه وطلابه بأحر التعازي وقد كان للفقيد حضور جيد في الاعلام وكان له اسهام في جامعة الامام على مستوى المعاهد العلمية وثم في وزارة التعليم العالي وثم في تعليم البنات.
وقال: الفقيد كان مواطنا مخلصا لدينه وقيادته ووطنه ونسأل الله ان يجزيه خير الجزاء وان يتقبله في الصالحين وان يغفر له وان يعفي عنا وعنه.
كان للفقيد اسهام في خدمة الوطن من المواقع التي تقلدها في حياته المهنية.
الاستثمار
وقال الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وعميد عمادة التعليم عن بعد ان الشيخ عبدالعزيز كان له جهودا كبيرة ورائدة في التعليم والدعوة الى الله وقال انه قام بدور بارز في قيام المعاهد العلمية في جميع مناطق المملكة فكان له رحمه الله الدور الكبير في ذلك.
السند اشار الى ان الراحل كان له السبق في استثمار وسائل الاعلام في الدعوة وكان من المسارعين في الدعوة الى الله من خلال البرامج التلفزيونية فلقد كان رحمه الله قدوة للناس في ذلك وخصوصا بعض طلبة العلم الذين كانوا يترددون في اقتحام شاشات التلفزيون لايصال الدعوة الى الله الى كافة ارجاء المعمورة فعم الخير وانتفع الناس. ويتذكر د. السند مساعدة الراحل لحل بعض الحالات منها الخلافات الزوجية والأسرية التي كانت تحدث داخل الأسر حيث ساهم الشيخ المسند بعلاجها وانهائها، فرحمة الله رحمه واسعة في هذا الشهر الكريم.
عكااظ
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...1002143465.htm