الرسالة والرؤية .. الناجحون يطلبون والفاشلون يمتنعون !! أكد الدكتور صلاح الراشد – خبير التنمية البشرية - أن الإنسان الناجح هو الذي يسعى إلى الإنجاز وتقديم أعمال عظيمة يخدم بها دينه وأمته ويفتخر بها ، ويلقى بها الله يوم القيامة وقد قدم شيئا عظيما للإسلام، موضحا أنه حتى ينجح الشباب في حياتهم لابد أن يحددوا رسالتهم بدقة ويضعوا رؤيتهم وخططهم لتحقيقها . وأضاف في إحدى محاضراته أن هناك سؤال دائما يتكرر على لسان معظمنا وهو: هل أنا صاحب رسالة ؟ وإن كانت لي رسالة .. فهل هي رسالة هادفة ؟ وأهم شيء كيف أحققها ؟ وأشار إلى أن نسبة 3% ممن يخططون يملكون 90% مما يملكه أل 97% الذين لا يخططون، مضيفا أن العلماء أكدوا من خلال دراسات أُعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل إلى 3% من مجموع الناس، وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المتنوعة. وأوضح أن هناك دراسة أعدتها جامعة هارفارد الأمريكية عام 1970 سألوا فيها مائة طالب عن خُططهم في المستقبل، وما إذا كانت لديهم خطط واضحة؟! مشيرا إلى أن 3% فقط أجابوا بالتفصيل عن خُططهم المستقبلية، والبقية لم يعرفوا ما الذي يريدون تحقيقه بعد، وبعد عشرين سنة، قامت الجامعة بالبحث عن المائة طالب، فوجدت بأن الثلاثة من هؤلاء المائة يملكون أكثر من 90% من ممتلكات المائة كلهم. وأشار إلى أن التخطيط سر نجاح الناجحين في الدنيا وأهم من التخطيط أيضًا: أن تكون للإنسان رسالة، مؤكدا أن علماء النفس أدركوا أن الذين لا يحملون رسالة أكثر عُرضة للمشاكل والصدمات النفسية والاجتماعية. وأكد أن أهم مسألتين يحتاج إليهما الإنسان للانطلاق في الحياة هما تحديد رسالة لحياته إضافة إلى وضع أهداف، مشيرا إلى أن الإنسان الذي يريد أن ينجح يحتاج إلى تعلم عدة أمور مثل أن يكتشف رسالته الحالية في الحياة، وأن يتعلم كيف يضع أو يغير من هذه الرسالة وفق ما يتمناه، وأن يرسم خطة إستراتيجية وبعيدة المدى لحياته، وكيف يضع خطة قصيرة المدى وسريعة التنفيذ؟ وكيف يطبق الخطة؟ وكيف يكون شخصًا منجزًا وفعالاً؟ وبيّن أن الرسالة والتي يحلو للبعض أن يسميها المهمة أو الدور هي ما تود أن تسير عليه في الحياة ولذا فإنك تقول لشخص: ما رسالتك في الحياة؟ أو ما دورك في الحياة؟ أو ما مهمتك في هذه الحياة؟ وتكون الرسالة عن شيء عام وطريق دائم، أما الرؤية هي النتيجة النهائية التي تسعى شخصيًا لصنعها أوهي ما تود الوصول إليه، والرؤية كلمة عامة للأهداف. وقال أن الأهداف تنقسم إلى بعيدة ـ ومتوسطة ـ وقصيرة المدى فيمكن التفريق بين الرسالة والرؤية على النحو التالي، فالرؤية مقصد وهدف تصل إليه مثل: رؤيتي أن أكون مديرًا، أما الرسالة غير محددة بهدف مثل: أن تكون رسالتي أن أعلم الناس، الرؤية شيء ينتهي فبعد أن تكون مديرًا تكون قد انتهت رؤيتك ، بينما الرسالة شيء لا ينتهي، فأنت تعلم الناس حياتك كلها، والرؤية نتيجة، والرسالة اتجاه، الرؤية كمية، والرسالة نوعية. وأضاف أن الشخص الذي يحمل رسالة ورؤية هو كابتن يقود سفينة وينقل البضائع بين البلدان ويعرف الموانئ الجيدة من الموانئ غير الجيدة كما أنه يعرف أماكن القراصنة ويعرف متى تأتي العواصف وكيف يتصرف معها إذا أتت، ويعرف كيف يدير البحارة والاتصال بهم... وهكذا فهو واضح في اتجاهاته ومقاصده، بينما الشخص الذي لا رؤية له ولا رسالة ، كمثل قبطان سفينة لا يدري اتجاهه ، ولا يعرف عن القراصنة شيء ولا دلالة له في الأجواء البحرية أو إدارة البحارة ، فهو أحيانًا يتمتع بالهواء الطلق لكنه أحيانًا يتعرض للقراصنة ، وأحيانًا ينزل في ميناء أهله مُضرون، وأحيانًا يخسر بعض رجاله بسبب العواصف التي لا يعرف كيف يتعامل معها، أو متى تأتي. ونبه على أن الشخص الذي لا رسالة له ولا رؤية له، معرَّض لهزات اجتماعية ، ونكبات مالية ، واضطرابات نفسية، وأغلب الذين لا رؤية ولا رسالة لهم يدركون هذا الكلام متأخرا ، بينما صاحب الرسالة و الرؤية يعلم أن كل يوم يمر عليه محسوب ، لذلك فهو فى الغالب يكون رغم ما يبذله من جهد وفكر وعناء سعيد وناجح.