ام راشد سعودية تكتب المعاريض على رصيف الأحوال المدنية :
طاولة مهترئة، ورصيف لا يتجاوز عرضه 90 سم، وقلم وبعض ورقات بيضاء، وإلمام بسيط بنظام الأحوال المدنية هي كل ما تملكه أم راشد التي تتسمر أمام بوابة إدارة الأحوال المدنية في الرياض لكتابة مطالب المراجعين، حيث لا تزال الأحوال تشترط التقدم بمعروض طلبات وملف علاقي. أم راشد على الرغم من أنها ملمة بأنظمة الأحوال – على الأقل التي يتكرر طلبها – فإنها تبدو في حيرة في حال تطبيق أنظمة الحكومة الإلكترونية التي يمكن أن تنسف حياتها وتحولها إلى الهامش.
تقبع كل يوم عمل تحت ظلال سور الأحوال اتقاء لحرارة شمس الرياض الحارقة لكاتبة المعاريض وهي المهنة التي لا تعرف سوى الرجال في سنوات مضت.
أم راشد ذات الأربعين عاما، تقول والتعب يعتريها: كنت في بادئ الأمر أعمل ''باسطة'' أبيع الماء وبعض المشروبات الباردة أمام مبنى الأحوال المدنية، وكنت في تلك الفترة أراقب عمل الرجال من كتبت المعاريض من حولي، لاسيما وأن بسطتي لم تعد تحقق لي عائدا ماديا مجيدا يستحق البقاء والعمل من أجله، فقررت في ذاتي أن اتجه للعمل ككاتبة معاريض كون أن هذه المهنة أقل من ناحية المشتريات وأجدى اقتصاديا من حيث العائد المالي.
وزادت '' عملت ككاتب معاريض لمدة تزيد عن العام والنصف، إذ يتراوح دخلي في اليوم من 40 وحتى 50 ريالا،''، مبينة أن عملها ساهم إلى حد ما في استقرار أسرتها المكونة من أربعة أفراد بالإضافة إلى زوجها الذي يعمل بنظام التعاقد في إحدى المستشفيات الحكومية.
وقالت أم راشد وهي تحمل مؤهل الدراسة الابتدائية، إنها تبدأ عملها من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا تحت أشعة شمس الصيف الحارقة، مطالبة في الوقت ذاته الأحوال المدنية بتجهيز مكاتب مكيفة ومزودة بجميع الخدمات أسوة بالجهات الحكومية الأخرى كالجوازات وغيرها من القطاعات الأخرى. ولم تخف أم راشد مضايقة بعض منافسيها من الرجال لها، كونها تمكنت من سحب البساط من بعضهم، لا سيما وأن المرأة تجد تعاطفا في المجتمع المدني المحلي إذا ما قورنت بالرجال، نظرا لضعفها وقلة حيلتها في مواجهة أمور الحياة.
ونوهت أن عملها إلى جانب عمل زوجها، لم يمكننا من الوفاء بمستلزمات الحياة اليومية والتي تتطلب منا القيام، حيث أنها تقطن في منزل مستأجر في حي الشفاء غربي الرياض، إلى جانب بعض الديون التي لا زالت تسددها حتى الآن.
فعلاً نمودج مشرف للمرأة العاملة .. من كد جبينها .. ماشاء الله .. أين أنتم ياشباب من تلك
الهمة العالية والصبر والتجلد أمام الرجال.......... فعلاً شقائق الرجال