«حقوق الإنسان» تحبط محاولة انتحار أسرة بمكة
نجحت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة المكرمة في إقناع مواطنة وبناتها الخمس بعدم التفكير في الانتحار، كما كانوا يزعمون، احتجاجا على الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأسرة منذ أربعة أعوام عقب انفصال الأبوين على خلفية عنف أسري، ومن ثم تعرضهن لكثير من المعاناة والتشرد بعد خروجهن من دار الإيواء، حيث كن يقمن.
وتعهدت الجمعية، عبر ممثلها الذي انتقل إلى موقع الأسرة، الدكتور محمد السهلي، بحماية الأسرة وتبني قضيتها حتى تحل بالشكل المناسب، فيما تم نقل أفرادها إلى منزل مؤقت وفرته إحدى المحسنات.
وأكد المشرف العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف أنه جار متابعة القضية مع جهات الاختصاص، مشيرا إلى أن القضية مدرجة تحت فئة العنف الأسري.
أما مدير الحماية بالشؤون الاجتماعية محسن القحطاني فأكد هو الآخر متابعته الشخصية للقضية، مشيرا إلى أن هناك مساعي جادة هذه المرة لدراسة أوضاع الأسرة من أجل حل معاناتها.
من جانبها ذكرت الأم «عيدة. م» أنها فكرت في الانتحار هي وأطفالها «خمس بنات وولدان» لعدم ثقتها بأي جهة: «منذ أربعة أعوام وأنا أجابه طليقي من جهة وأشقائي الذين ماتت الرحمة في قلوبهم، من جهة أخرى، ما دفعني للجوء إلى الشؤون الاجتماعية التي أدخلتنا دار الإيواء».
وأضافت لـ «شمس» أن سعادتهن بوجود مكان آمن يحتمين به، لم تدم سوى بضعة أشهر، حيث بدأت تظهر معالم سوء المعاملة التي وصفتها بالقاسية ولم تقدر على تحملها: «تمكنت من مغادرة الدار وسكنت مع أطفالي في ملحق بمنزل إحدى قريباتي نحو شهرين حتى عثر طليقي وأشقائي على مكاننا، حيث أخذوا في مضايقتنا مرة أخرى، ما أجبرني على تغيير السكن، فأقمنا في غرفة قدمتها لنا إحدى المحسنات».
وذكرت إحدى الفتيات: «تعبت والدتنا ونحن تعبنا معها، ولا أخفيكم، وهذا مثبت رسميا. إننا جميعا نعاني حالات نفسية، والسبب هذه الغابة التي نعيشها، فأقرب الناس إلينا ممن يفترض أن نجد لديهم الحماية كانوا أكثر الناس بطشا بنا».
وأضافت إحدى شقيقاتها أنها استطاعت إقناع والدتها وأخواتها بأن أفضل طريقة للتخلص من معاناتهن هي الانتحار. وقالت للدكتور السهلي: «لست مجبرا ولا أي جهة أخرى بحمايتنا إن كنتم غير قادرين».
وتساءلت الأم: «أيهما أسهل أن أسلم نفسي وبناتي لبطش أقربائي، أم نسلم أنفسنا للموت، خاصة أنني راجعت «حقوق الإنسان» من قبل ولم أجد حلا شافيا، كما راجعت عدة جهات.. لا أريد مالا أو طعاما.. أريد فقط مكانا آمنا
لي ولبناتي وولدي اللذين يعانيان داء السكر».