لماذا كل ذلك من أجل دنيا فانية ، لماذا تسلم نفسك للهموم والأحزان ، كن شجاع ، انتظر الفرج من رب منان ومن ثم تأمل قول الشاعر :
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لاتفرج
ذلل الصعاب فما استسلامك لليأس إلا ذل ومهانة وهذا ليس من أخلاق المؤمن الحق وتذكر أخي أن الله عز وجل لم يخلقنا عبثاً ولم يخلقنا لأجل دنيا فانية وقصور زائلة ولم نخلق لأي شيء آخر سوى عبادة الله عز وجل
فإن حرمت من لذة فانية وراحة زائلة فلا تحرم نفسك من لذة أبدية خالدة في جنة الفردوس
(إن الحياة لمن تقدم صامداً ) شامخاً لاتزعزعه مصائب الدنيا يراها صغيراً أمام مهمته التي قدم لهذه الدنيا من أجلها ألا وهو التزود للمعاد ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )
فبادر لأنقاذ نفسك
وما أروع ما قاله الداعية عائض القرني :
( لا تحزن وأنت تملك الدعاء وتجيد الانطراح على عتبات الربوبية وتحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ومعك الثلث الأخير من الليل ، ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود )
نحن لانملك لأنفسنا ضراً ولانفعاً وكل ذلك بيد الله يرزق من يشاء ويمنع من يشاء
كلمة أخيرة أوجهها إليك أخي في الله :
1)_ تقوى الله في السر والعلن قال الله تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )
والتوكل على الله وحده قال الله تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
2)_ الاكثار من الاستغفار قال الله تعالى : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهاراً )
وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب )
3)_ اللجوء إلى الله عز وجل والدعاء بأن ييسر الله لك أمر وظيفتك أو دراستك أيا شئت وتحري أوقات إجابة الدعاء
قال الله تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل فيقول : هل من سائلاً فأعطيه ، هل من داعي فأستجيب له ، هل من مستغفر فأغفر له )
4)_ إذا ضاقت عليك نفسك وضاقت عليك الأرض بما رحبت اجعل نصب عينيك
قول الله تعالى : ( وفي السماء رزقكم وماتوعدون _ فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ماأنكم تنطقون )