حضروا لإنهاء كشوفاتهم للتقدم للوظائف التعليمية ..مراجعو مستشفى الملك سعود:حضرنا ولم نجد أحداً و تُركنا في الشمس الحارقة
الرياض - سعد سامي :
اشتكى عدد من مراجعي مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية ماوصفوه بسوء التعامل والإهمال من قِبَل العاملين في المستشفى وفي قسم اللياقة خصوصاً وهو القسم المخصص لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمتقدمين للوظائف الحكومية.
هذا وقد شهد قسم اللياقة تكدساً هائلاً في ساعة مبكرة من صباح اليوم من قِبَل المراجعين والذين تبين أن أكثرهم من المرشحين للوظائف التعليمية والذين رفض حارس الأمن إدخالهم للمركز بعيدا عن الشمس الحارقة بحجة تنفيذه للأوامر! وطالب المرشحين بإدخالهم عن الشمس وتوزيع الأرقام لتنظيم العمل و تسريع إنهاء الإجراءات إلا أنه رفض بحجة الأوامر مرة أخرى.
و خاطب الواقفين في الشمس على بوابة المركز الحارس وكان ذلك في الساعة الثامنة و النصف من صباح اليوم بقوله: أنه ينبغي إنهاء أمورنا ما دام أن العدد قليل لأن الناس في الطريق إليكم بالآلاف! مشيراً بذلك إلى أكثر من ستة آلاف مرشح تم ترشيحهم للوظائف التعليمية، إلا أن حارس الأمن بادرة بقوله: نحن لا نستطيع استقبالهم جميعا، بل عندنا عدد محدد إذا أنهيناه خلاص! نستقبل فقط 150 !
فرد أحدهم ساخراً : يعني خلاص ما فيه تعيين !!؟
وحاول المراجعون الذين أبدوا تذمرا شديدا من طريقة المعاملة وسوء التنظيم مع الحارس كي يدخلهم لداخل المبنى بعيدا عن حرارة الشمس أو أن يأتي بشخص يتم التفاهم معه إلا أنه قال: انتظروا و اجلسوا لأنكم لن تستفيدوا من وقوفكم هنا.
و حاول أكثر من مرة مناداة بعض الأشخاص ولكن لم يجبه أحد!! إذ لم يكن هناك أحد مكتبه وقتها لكي يستقبل هذه الوفود التي قدر عددها بالمئات!
و قال أحد صاحب الشكوى التي تلقتها " الوئام"أنه التقي أحدهم عند شباك استلام النتائج و كان يضرب الشباك المغلق بقوة فقال: أنا هنا لكي أستلم النتيجة، ولا أجد أحدا يعطيني إياها، و الحارس يقول اضرب الشباك يفتح لك، بينما الغرفة الصغيرة كما تشاهد خالية لا أحد فيها. ثم قال: أنا أتيت الأسبوع الماضي و لم يكن هناك زحام بل كنا أكثر من عشرة وأتينا ولم نجد الموظفين ،و الآن تتكرر نفس المأساة و لكن هذه المره بوجودأعداد كبيرة. ثم تركني ومضى للباب لكي يطرقه و يحاول أن يتوصل لشخص غير حارس الأمن يخاطبة.
و تسائل عدد من المراجعين المنتظرين تحت حرارة الشمس: بأي حق نُعامل هذه المعاملة؟ و أين الرقابة من وزارة الصحة لهذا الأمر؟ و هل يعقل أن يغيب طاقم إداري و طبي كامل عن مكاتبهم و استقبال الناس، علما بأن الدوام يبدأ من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة و لا يقبلون أي عينة مختبر بعد الحادية عشرة.
ويقول أحد المراجعين : أول ما قدمت طلب مني حارس الأمن الانتظار، وبعد دقائق يأتي أحد الموظفين و يقول: ألم يحضر أحد من الموظفين الآن يأتي بما فيهم مدير القسم شخصيا! ثم أتى الموظف الذي كتب على الورقة و طلب مني الدخول من أجل إجراء الفحوصات، و يتابع : كلما دخلت على عيادة لم أجد صاحبها فأخرج و أبحث عنه وآتي به حتى يجري الفحوصات، و لما ذهبت للمختبر بعد هذه المعاناة قالوا : انتهى وقت الدوام راجعنابكرة!! و أنا تركت أعمالي وقدمت من أبعد من ثلاثين كيلوا ثم أواجه بهذه الطريقة المحبطة التي تجعلنا نتسائل عن دور وزارة الصحة الرقابي ؟ و هل هناك رقابة و متابعة؟ أم أن كل شخص يفعل ما يحلوا له؟ و يتساءل عدد من المراجعين : لماذا وزارة الصحة تحصر الفحص في مستشفى واحد وبعيد جدا، و لا يسهل الوصول إليه في ضل التوسع العمراني الهائل و الزحام الشديد.
الجدير بالذكر أن الزحام سيشتد في الأيام المقبلة على قسم اللياقة الذي لا يوجد به مساحات كافية لاستقبال الناس و لا الكوادر الكافية، و إذا أُضيف إلى ذلك الإهمال وترك المكاتب خالية و التسيب و التخلي عن المسؤولية فإن مصير الناس هو الشمس على أمل مراجعة المركز غدا كما جرت العادة!