عرض مشاركة واحدة
  #8 (permalink)  
قديم 28-07-2010, 09:20 PM
ابامُحمد ابامُحمد غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 12
معدل تقييم المستوى: 30
ابامُحمد يستحق التميز

الله يعطيك العافية
حقيقة كتب روبرت كيوزاكي رائعة جداً و تفتح مجالات و أفكار كثير من الناس لا يتطرق لها

و اتطرق لبعض اللمحات التي كتب فيها و بالطبع سنترك الجوانب الأخلاقية والروحية والدينية جانبا، فنحن ندرس الجانب التجاري من السؤال. هذا الترك سببه الرغبة في الدراسة والفهم، وليس التحول إلى وحوش مادية!

كان لروبرت اب يعمل في الجامعة
و كان لأبيه صديق مقرب (غني) يعتبره مثل أبوه الثاني!

و كان يقارن نصائح ابوه صاحب الوظيفة الحكومية و ابوه صاحب الفكر التجاري

فكان أبوه الاكاديمي يقول له يا ابني ادرس حتى تتخرج بشهادة جدية و معدل جيد لتحصل على وظيفة جيدة
و بعد الوظيفة الجيدة يمكنك ان تحصل على قرض جيد للتزوج و بفضل وظيفتك الجيدة ستتمكن من تغطية نفقات ابناء لما يأتون
و بلمحة بسيطة من روبرت لمن هم حوله..يرى أن أكثر الموظفين و حتى اصحاب الشهادات غارقون في الديون و حالهم ليس بأفضل من من لا يملكون شهادات
بل زادوا غرقاص بمحاولتهم الحصول على قرض لبناء بيت العمر و ذلك بقرض يضل يسسده طوال حياته!!
و اكبر دليل على مأساة العبقري الموظف حال أبوه الدكتور الجامعي الذي خرج من الجامعة للتو مفلساً قضى عمره في تسديد الديون!!

بينما من الجهة الاخرى يسمع نصائح ابوه الغني..بأن العلم رائع..و لكن الاروع أن تعيش حر في عملك و تعمل ما تحب
و تجعل مالك يخدمك لا أن تكون عبداً عند مالك


لذلك يطرح روبرت سؤالا ذا أهمية ووجاهة: هل تعد المدارس طلابها للخروج إلى العالم الواقعي والنجاح فيه؟ هل الحفظ والمذاكرة والشهادة والوظيفة المرموقة هي السبيل؟

الدرس الأهم / الأغنياء لا يعملون من أجل المال

يحرص الآباء الفقراء - وفق نظرة الكاتب - على حسن تعليم الأبناء، ليتخرجوا وينخرطوا في السلم الوظيفي ويرتقوه، طمعا في أن يحصلوا على رواتب مجزية، توفر لهم حياة الرفاهية. هؤلاء الأبناء سيدخلون في سباق محموم (متاهة الفأر – كما يسميها الكاتب)، لكي تكافئ مداخليهم نفقاتهم الآخذة في الازدياد، فالوظيفة تستدعي منزلا فاخرا، وسيارة كبيرة، وزوجة جميلة، وأبناء في مدارس مرموقة، وبطاقات اعتماد سرعان ما يعجزون عن سدادها فتبدأ فوائداها الربوية في إنقاص ما تبقى من دخلهم المحدود، كل هذا يجلب مصاريف صيانة وضرائب ورسوم ونفقات وغيرها. هؤلاء الأبناء سيعيشون ظانين أن انتقالهم لوظيفة ذات مدخول أكبر ستحل مشاكلهم، وهنا حيث يخطئون بشدة.
أكبر مخاطرة ترتكبها في حياتك، هو أن تبحث عن الخيارات الآمنة، وتبتعد عن المخاطرة. إن عدم أخذك للمخاطرات هو مخاطرة في حد ذاته، فأنت تفوت على نفسك فرصا عظيمة، وتمضي في طريق تظنه أن نهايته آمنة، وهذا الظن هو مكمن الخطر، فلعلك أن تكتشف فيما بعد أنه ليس آمنا كما كنت تظنه، لكن بعد فوات سنوات ثمينة لا يمكن استعادتها من عمرك المحدود. لقد تغير الزمن الذي كنا نعيش فيه، وتحولنا من الإيقاع البطيء إلى الإيقاع السريع – جدا.
الفرص الثمينة تأتي وتذهب في حياة كل منا، ولا سبيل لاقتناصها سوى بالتجربة والمخاطرة، هكذا يفعل الأغنياء. الأغنياء يخاطرون، ويخسرون ويكسبون، وهذه سبيل من يريد أن ينضم لهم، وبعد فترة يتعلمون كيف يفرقون بين الفرصة الحقيقية وغيرها.
لا تعمل من أجل المال وجمعه، بل اجعل المال يعمل من أجلك.
الخوف من المغامرة، والجهل بقواعد آليات عمل المال، هما العدوان الأوليان لك. اقض عليهما، بالشجاعة، والمغامرة، والعلم.



الغني، وفقا للروبرت، هو من مصاريفه ونفقاته أقل من إجمالي دخله، وبالتالي فكل شهر سيكون لديه فائضا ماليا.
الفقير هو من تميل كفة الميزان عنده إلى جانب النفقات، فينتهي كل شهر وهو مدين. وفق هذا التعريف، قد يكون العامل البسيط أغنى من ذاك خريج الجامعة المرموقة.
الوظيفة حل قصير الأجل - لمشكلة مزمنة طويلة الأجل. وما الوظيفة المرموقة الآمنة إلا وهم لا وجود له، زرعها آباؤنا في عقولنا عن غير وعي
ظنا منهم بأنها الملاذ الآمن والحصن المنيع ضد مفاجآت الزمان، وهم ورثوها بدورهم من آبائهم.
مهما ارتقيت من وظائف مرموقة، فسيأتي يوم تصبح فيه عجوزا بلا فائدة، وجب تغييرك!
العبد ذو الأجر الكبير، يبقى عبدا في نهاية الأمر.


لماذا تتسلق السلم الوظيفي حتى آخره، لماذا لا تمتلك السلم كله؟
(أو: لماذا تعمل في شركة – لماذا لا تملك هذه الشركة؟).


الموظف يعمل بأقصى قوته - حتى لا يصرفه رب العمل،
بينما - رب العمل يدفع أقل ما يمكنه - حتى لا يتركه الموظف



كثيرا ما سأل روبرت مرتادي محاضراته، كم منكم يستطيع أن يطهو لي ساندويتش أفضل من ذاك الذي تجده في محلات ماكدونالدز أو برجر كينج، فيجيبه حفنة من الشجعان بأنهم قادرون على ذلك، فيسألهم مرة أخرى، لماذا لا أرى أسمائكم على محلات منافسة له؟ فلا يجد ردا.
إن الشك الذاتي في أنفسنا ومن داخلنا هو ما يوقف الكثيرون منا عن الانطلاق في طريق نجاحنا الشخصي.
حين اخترع الشاب ألكسندر جراهام بل أعجوبته الناقلة للصوت، وبعدما حصل على براءة اختراعه، بحث عن شركة تمول نشر مشروعه الجديد العجيب. ذهب جراهام إلى أكبر شركة في عصره، شركة ويسترن يونيون لتحويل النقود، وعرض عليها بيع جميع حقوق اختراع التليفون مقابل 100 ألف دولار. رفضت الشركة بسخرية لاذعة، فرجع جراهام وقرر أن ينشئ شركته AT&T التي تقدر أصولها اليوم بعدة مليارات دولار.
لدى كل واحد منا، بلا استثناء، قدرات عظيمة، كامنة تنتظر أن نسمح لها بالخروج، لولا الشك الذاتي الداخلي، ونقص الثقة بالنفس (الثقة لا تعني الغرور). في العالم الواقعي الذي نعيش فيه، ليس الأذكياء من ينجحون، بل الشجعان. النجاح مصير من لديه الشجاعة، والمعرفة المالية.
الشجاعة تأتي من اقتحام المخاطرة، والإقدام على المغامرة.
ما آخر مغامرة أقدمت عليها؟ وكم من الزمن مر عليها. إذا احتجت للتفكير في رد لهذين السؤالين، فأنت تعرف سبب تأخر نجاحك، أو تراجعك في مشوار النجاح.
منذ 300 سنة، كان امتلاك الأرض سببا للثراء. تحولت بعدها لتصبح المصانع وخطوط الإنتاج خلال الثروة الصناعية، والآن، تحولت لتصبح المعلومات. من يملك المعلومات المناسبة في الوقت المناسب سيملك الثروة. مشكلة هذا التحول أن المعلومات لا يمكن حبسها داخل حدود، وهي تنتقل بسرعة الضوء خلال زمن لا يذكر، ولذا سيصبح معدل التغير سريعا للغاية.
أمامك خياران: الابتهاج بحدوث التغيرات في المستقبل، أو العيش في رعب من نتائجها، لكن في كلا الحالتين، التغيير آت لا محالة، وفي زماننا الحالي، ستأتي هذه التغيرات بأسرع مما كنا نتوقع.
إن من سيقاوم التغير - ويرفض أن يتغير - سيتذيل السباق والحياة.


يقول كاوازاكي..إذا لم تكن منشغلا في وظيفتك اليومية، فأنت منشغلا بمشاهدة تليفزيون أو سماع موسيقى أو لعبة فيديو أو مغازلة أو دردشة، وهذا أكثر أسباب الكسل: الانشغال طوال الوقت.

وما علاج هذا الكسل وفقا لروبرت؟ القليل من الجشع!

من وجهة نظر معظمنا، لكلمة الجشع معان سلبية لا تحصى، تعلمناها من آبائنا وأمهاتنا، ومن المجتمع حولنا. عندما كنا نطلب من آبائنا شيئا، كن نسمع إجابات مثل هل تظنني آلة طبع النقود، أو ألا تفكر في إخوتك؟ على الجانب الآخر، نجد آباء يضحون بكل شيء، حتى لا يشعر أولادهم أنهم ينقصهم شيئا، أو يغرقون في الديون من أجل شراء ألعاب لم تتوفر للآباء في طفولتهم وحُرموا منها.


كان الأب الغني لروبرت يفضل مقولة: أنا لا أملك مقابل شراء هذه، ثم يحول السؤال، كيف يمكنك أنت يا بني أن تجمع ثمنها وتشتريها أنت بنفسك؟ مرد ذلك أن الجزء الأول من الرد يغلق ساحة التفكير أمام العقل، في حين يفتحها على مصراعيها الشق الثاني من الإجابة.

يرى الأب الغني أن مقولة أنا لا أستطيع شراء هذه هي كذبة كبيرة، فكلنا يستطيع، فقط إذا تركنا الكسل وعمدنا إلى التفكير القوي في طرق جمع ما يلزم لشراء ما نريد، بدون النظر إلى عامل الزمن.

يتمثل الكسل في الزعم بأن الأغنياء جشعين والجشع يورد المهالك. لو استثمرت قد أخسر كل شيء وأعود أفقر من ذي قبل. أنا مشغول حتى أذناي في عملي وما يتبقى لي من وقت أقضيه مع العائلة.

منذ الصغر، تعودنا على رفض ما نطلبه نحن - من الآباء والأمهات والمسئولين عنا، بشكل متكرر لا يقبل النقاش - ما أغلق باب التفكير أمام عقولنا، فكبرنا ونحن متعودون على استحالة تحقق ما نتمناه أو نرغبه. بل حتى وأن تحقق لنا ما أردنا، تسلل إلينا الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، فما فعلناه هو الجشع!

حين أراد روبرت الخروج من متاهة الفأر/الفقر، سأل نفسه كيف يمكنني ألا أحتاج للعمل لدى الغير أبدا؟ ومن ساعتها وعقله يعمل للعثور على إجابة لهذا السؤال.

الجشع القليل الذي يتحدث عنه روبرت هو أن نفكر: بماذا سيعود علي من منافع العمل الذي أقوم به؟ كيف أستفيد من صحتي وقوتي وخبرتي وعقلي؟ كيف كانت حياتي لتكون إذا أصبحت غنيا عن العمل لدى الغير؟ إن قليل الجشع مفيد، على عكس كثيره، مثله مثل الماء.


هناك مقولة تزعم أن كلمة وظيفة Job في اللغة الإنجليزية إنما هي اختصار لجملة Just Over Broke أو بالكاد فوق حافة الإفلاس. ما يزيد من سوء الأمور أن الجميع يظن أن الوظيفة هي الملاذ الآمن، ولذا تجدهم حتى ينصحون بالبقاء في وظيفة واحدة لأطول وقت، للدلالة على كونك موظف خبير. أنت في الحقيقة تثبت أنك عبدُ مطيع.


لقد تعلمنا كلنا كيف نتقن مهارة ما لنعمل من أجل المال، لكننا لم نتعلم كيف نجعل المال هو من يعمل لدينا.

لكي يوقظ كل منا هذا المارد النائم داخله، يعطينا روبرت كايوساكي هذه النصائح / خطوات:


1- أنا بحاجة إلى سبب ودافع أقوى من الواقع (قوة الروح)
تسأل كل الناس: هل تريد أن تكون غنيا؟ لتحصل على إجماع في مقولة نعم. ما أن يرى الناس الطريق الصعب لبلوغ الثراء والغنى، حتى يقنعوا بالوظيفة والراتب الشهري.

يجب أن تركز على دوافعك للعمل من أجل تحقيق مستوى مادي ممتاز ، بداية بأن ترفض أن تعيش موظفا أجيرا بقية حياتك، أن ترفض تحكم مديرك فيك، أن ترفض تأخرك المتكرر في العمل عن أسرتك. هذا الرفض يجب ألا يتوقف، وأن تمرره بدورك إلى أولادك ومن تهتم لهم، هكذا يفعل الأغنياء.

يجب أن تنبع الرغبة في التحول إلى الثراء من داخلك، من أجلك ومن أجل من تعول، ومن أجل من تهتم لأمرهم.

بدون سبب قوي، ودافع أقوى، فكل ما في الحياة صعب التحقيق.

2 – أنا حر في الاختيار (قوة الاختيار)
مقابل كل فلس من الفلوس التي نمتلكها في أيدينا، فإننا نملك معها القدرة على أن نكون من الطبقة الغنية أو المتوسطة أو الفقيرة. عاداتنا الإنفاقية هي ما يحدد ما نحن عليه. عادة ما يخسر الجيل الثاني في العائلات الغنية كل ما جمعه الجيل الأول، وينتهي أمرهم إلى الإفلاس والفقر، لأنهم لم يتعلموا الحفاظ على مصادر دخلهم وتنميتها.

بينما تختار فئة كبيرة من الناس ألا يكونوا أغنياء، فالمال تارة مصدر كل الشرور، والانشغال بالمال يلهي عن أشياء معنوية أهم، ومنهم من يستسلم دون قتال بالقول سأعيش فقيرا حتى أموت، أو من يظن أنه لا زال صغيرا، وأن بإمكانه اللحاق بالقطار في المستقبل القريب.

قد لا تملك المال، لكنك تملك وقتك، وقد تملك الكثير منه، وإنفاق هذا الوقت ملكك أنت، وأنت حر في أن تصنع به ما تشاء. استثمره في التعلم، فهذا ما يجب أن يكون عليه اختيارك. كلنا نملك حرية الاختيار، لذا اختر أن تكون غنيا، وكرر هذا الاختيار كل يوم وكل ساعة وكل ثانية. أول استثمار تستثمره هو وقتك بأن تستثمره في التعلُم، تعلُم علوم الحياة، ما يفيدك في زيادة دخلك وفي زيادة قدرتك على الاستثمار.

3- اختر أصدقائك بحرص (قوة الاقتران)
تعلم من جميع أصدقائك، الغني والفقير، الغني تعلم منه ما يفعله ليغتني، والفقير تعلم منه أسباب بقائه فقيرا ولا تكررها. لكن الأهم، تجنب الأصدقاء المذعورين الذين لا يرون في الدنيا سوى المصائب والكوارث ونذر التشاؤم. تجنب أن ينقلوا إليك خوفهم من المغامرة ومن الاستثمار ومن الخسارة.

تعلم من النصيحة المقدمة من محترفي ركوب أمواج البحر: إذا فاتتك موجة، لا تجري ورائها، انتظر الموجة التالية، فهي حتما قادمة. كذلك، إذا فاتتك فرصة استثمارية، انتظر التالية، لا تمضِ مع القطيع، وتفعل كما يفعل الناس والأصدقاء.

4- كن سريع التعلم، تعلم شيئا جديا وأتقنه، ثم تعلم شيئا آخر.
يرى روبرت أن الشخص يتحول ليصبح ما يتعلمه ويدرسه، ولذا عليك أن تحسن اختيار ما تتعلمه، لأن عقلك من القوة بحيث يتحول ليصبح ما تعلمه له وما تذاكره، فمن يتعلم التدريس يصبح مُدرسا، ومن يتعلم الطهي، يصبح طاهيا وهكذا. إذا أردت ألا تتحول مدرسا، تعلم شيئا آخر.

حين يتطرق الفكر إلى طرق وسُبل جمع المال، نجد في عقولنا سبيلا واحدا: العمل بكد وجهد من أجله. حينما كان روبرت ابن 26 ربيعا، حضر تدريبا حول كيفية شراء العقارات المرهونة / المحجوز عليها. تعلم روبرت طريقة جديدة للحصول على المال، وخرج إلى الحياة ليضعها موضع التنفيذ.

في حين يحضر الناس الدورات التدريبية، يتعلمون فيها الجديد، فإنهم يخرجون منها غير قادرين على تطبيق الجديد الذي تعلموه، وأمت روبرت، فبعد هذه الدورة العقارية، ظل 3 سنوات في عمله لدى شركة زيروكس في مراقبة العقارات المرهونة، محاولا تطبيق ما تعلمه. اليوم، تعلم كل الناس هذه الطريقة، وزادت المنافسة وقل الربح، ما جعل روبرت يزهد في هذه الطريقة، إلى أخرى أجدد، إذ تحول ليدرس أصول البورصة، والمضاربة في الأسهم، وغيرها.

في عالم اليوم ذي النبض السريع، لم تعد نوعية التعلم ذات الأهمية القصوى، بل مدى سرعة تعلمك لأشياء جديدة.


5 – ادفع حقك أولا (قوة الانضباط الذاتي)
إذا لم تتمكن من السيطرة على نفسك، والتحكم في انفعالاتك، فلا تحاول أن تكون ثريا، فلا عائد يُرتجى من الاستثمار في المال ثم جمعه ثم تبديده. إن ضعف دافع الانضباط الذاتي هو ما يجعل الزيادة في الراتب تتبدد قبل أن تدخل حسابك، وهي التي تجعل الميراث الضخم يتبخر في أيام معدودات.

رغم صعوبة تحديد أي من هذه العشرة أكثر أهمية، لكن هذه النقطة هي أصعبهم بكل تأكيد: التحكم في النفس وضبطها! إن من ينهارون تحت وطأة الضغوط المالية – لن يصبحوا أغنياء مهما اجتهدوا. ظهرت هذه العبارة أول ما ظهرت بقوة في كتاب أغنى رجل في بابل، ورغم ملايين النسخ المباعة، لكن قلة هي من نفذت ما جاء فيه. إن اقتطاع جزء من دخلك يتطلب قدرا كبيرا من الحزم مع النفس، ومقاومة كبيرة للمغريات. كل شهر، ستجنب قسما من دخلك لشراء أصول، وبذلك تدفع حقك أولا وقبل أي شيء.


يحكي لنا روبرت كيف طبق هذا المبدأ على نفسه بقوة وصرامة، ما أخر عليه دفع فواتير الكهرباء، ومستحقات الضرائب، وأقساط القروض البنكية، لكنه دفع حقه قبل أي شيء! يسمح كثير من الناس لأمور الحياة بأن تبعدهم عن مسارهم الذي خططوا له، أما من يقاومون التيار ويتحلون بالشجاعة، فيصبحون أغنياء. قد لا تكون ضعيفا، لكن ما أن يتعلق الأمر بالمال، حتى ينال منك التخاذل وسوء قياس الأمور.

لا تفهم هذا الكلام على أنه دعوة لعدم سداد ما عليك من ديون ومستحقات، هذه الدعوة موجهة لكي تعتبر نفسك من ضمن الدائنين، وأنها تأتي في المرتبة الأولى من حيث الأهمية في الترتيب. كذلك، من الأفضل لك ألا تصبح مدينا من البداية. هل تريد شراء أصل ما؟ لماذا لا تجعل هذا الأصل يدفع مستحقاته من عوائده التي يدرها؟ أيضا، احرص على خفض مستوى نفقاتك.

إن أسوأ شيء يمكنك أن تفعله هو أن تستعمل مدخراتك لسداد ديونك. الاستعمال الوحيد للمدخرات هو لجلب المزيد من المال عبر الاستثمار.

6- احرص على أخذ المشورة و ارأي من أصحاب الشأن
تعرف على و إعمل مع خبراء ومستشارين على قدر كبيرة من المهارة، واعهد إلى الأمر بأهله. كثيرا ما نصح الأب الغني روبرت بأن يستعين بالخبراء المحترفين، فهم – إن كانوا محترفين فعلا – سيجلبون لك المال الوفير، ما يمكنك من دفع أجورهم العالية، وتحقيق ربح أكبر مما كنت لتحققه بنفسك. اجمع حولك هؤلاء الخبراء، وادفع لهم بسخاء.

احرص على أن يشاركك هذا الخبير أو السمسار حب المجال الذي تستثمر فيه، واحرص على أن يكون له نصيبا من الأرباح التي يرشدك إليها، حتى يبقى معك. استعن بخدمات السمسار الذي يحافظ على مصالحك قبل كل شيء. كن عادلا وسيكونون كذلك معك.


الخوف من خسارة المال

لن تجد عاقلا يحب خسارة المال، هذا أمر طبيعي وفطري، خاصة مع الأغنياء. لكن طوال حياة روبرت التي قضاها في التدريب، فإنه لم يقابل غنيا لم يخسر مالا في حياته. لكن روبرت قابل الكثيرين من الفقراء الذين لم يخسروا فلسا واحدا - في الاستثمار.
الكل يخشى على ماله، لكن الخوف ليس المشكلة، المشكلة هي كيف تتعامل مع هذا الخوف، ومع الخسارة، ومع الفشل. الفرق الجوهري بين الغني وبين الفقير هو في كيفية التعامل مع هذه الخوف.
لا بأس من الشعور بالخوف، فكلنا نجبن من أشياء، ونتشجع لغيرها. الخوف يربطك بالأرض، لكن لكي تحلق مع النسور، عليك أن تترك الأرض، عليك أن تغامر. من يخشى الفشل بدرجة مرضية مبالغ فيها، سيفشل.
من واقع خبرة روبرت في الحياة والتدريب، فهو لاحظ أن النجاح يأتي عادة بعد الفشل والخسارة، بل إن الفوز هو ألا تخشى الفشل. ولذا تجد كثيرا من الناس محرومين من النجاح لخوفهم من الخسارة، عملا بالمثل الأمريكي في ولاية تكساس: الكل يريد الذهاب إلى الجنة، لكن الكل لا يريد أن يموت.
حين قرر الجنود الأمريكيون في حصن ألامو بولاية تكساس، أنهم لن يستسلموا وأنهم سيقاتلون حتى الموت، كان لهم ذلك، وماتوا جميعا لقلة عددهم وكثرة عدوهم. هذه الحادثة تلخص الكثير من طريقة تفكير أهل ولاية تكساس، فهم حين يغامرون، يغامرون بكل قوة وفي أشياء كبيرة، وحين يخسرون، فإنهم لا يدفنون خسارتهم، بل يتعلمون أسباب حدوثها ويتلافونها. رغم الهزيمة المنكرة لجنود ألامو، عاد الأحفاد وجعلوا من هذا الحصن مزارا سياحيا يحكي قصة الهزيمة، ويدر ملايين الدولارات.
إن الهزائم تنال من معنويات الفاشلين، وتدفعهم إلى عدم المحاولة مرة أخرى، على عكس الناجحين، الذين يحولون كل هزيمة وفشل إلى شيء إيجابي.
لا تدخل معترك الحياة خائفا من الفشل، ادخل معترك الحياة لكي تفوز.
لكن إذا كنت – بطبيعتك – تحب التعقل والتروي وعدم المغامرة، لا بأس بذلك، توجه إلى الاستثمارات الآمنة، لكن ابدأ مبكرا وأسرِعِ الخطى لتلحق بالقطار.


التشاؤم الذاتي

خاصة في عالمنا العربي، وبسبب قرون مضت قضيناها تحت نير الاحتلال، تحول معظمنا إلى متشائمين بالسليقة، لا نرى في الكون سوى نذر المصائب والكوارث.
لكل منا شكوكه في نفسه، ولا نفكر سوى في الجانب المزعج من المعادلة: ماذا لو غزوا بلدي، أو جارتها، أو نضب البترول، أو انهار سعر العملة، أو هوت البورصة، أو عجزت عن سداد أقساط القروض.
في عام 1992، جاء صاحب روبرت لزيارته في مدينته فينكس، ومتأثرا بالنجاح الذي حققه روبرت وزوجه، ولأن أسعار العقارات والبيوت في فينكس وقتها كانت متدنية، نصح روبرت صاحبه بشراء شقة واسعة من غرفتين واقعة في مجمع سياحي. كانت الشقة معروضة للبيع بمبلغ 42 ألف دولار، في حين سعرها خارج فترة الكساد كان 65 ألف.
بعد عودة الصاحب إلى بلدته، اتصل ليلغي الصفقة. اتصل به روبرت متسائلا عن السبب، فأخبره الصاحب أنه ناقش الصفقة مع جاره فنصحه بأن المبلغ كبير. سأله روبرت، هل الجار خبير استثماري؟ لما جاء الرد بالنفي، أدت محاولات روبرت إلى إصرار الصاحب على الانسحاب.
في عام 1994 استرد السوق عافيته، وبدأت الشقة التي رفضها الصاحب تؤجر بألف دولار في الشهور العادية، وبألفين ونصف في الموسم، ليسترد استثماره خلال عامين ونصف. لليوم، لا يزال صاحب روبرت يدور في الساقية محاولا الخروج من دوامة الجري وراء لقمة العيش.
المتشائمون يشككون، والناجحون يحللون. إن ترك الخوف يسيطر على تفكير يغلق عيونك عن فرص النجاح التي تلمع في سمائك. خذ هذا المثال.
في عام 1996، أخذ صاحب آخر لروبرت يتلو عليه نذر التشاؤم بقرب ارتفاع أسعار البترول، وسرد عليه أسبابا وجيهة وإحصائيات عديدة، واستمر يتوقع قرب نهاية العالم. أما روبرت، بعدما اقتنع بما يقوله صاحبه، أخذ يبحث عن شركة تنقب عن البترول، واشترى 15 ألف سهم فيها بسعر 65 سنت. في بداية 1997 بلغ سهر السهم 3 دولار (ربح أكثر من 5 أضعاف) وهو لا زال إلى زيادة (شكرا بابا بوش!).
بدلا من التفكير في الاستفادة من ظاهرة ارتفاع سعر البترول، أخذ الصاحب يعدد المصائب والويلات، حتى أغلق عقله وبصره عن الجانب الآخر الإيجابي من الخبر والمعلومة والحقيقة.
قرأ معظمكم قصة كولونيل ساندرز مؤسس محلات كنتاكي أو kfc والذي بلغ سن 66 خاسرا كل شيء، لكنه عاد ليحاول من جديد أن يدق على باب النجاح، حيث حاول 1009 مرة لعرض وصفته لطهي الدجاج المقلي على المطاعم، قوبلت جميعها بالرفض، حتى وافق أحد المطاعم بعد 1009 مرة رفض، ومن هناك كانت بدايته مع الملايين.


و بالتوفيق للجميع


التعديل الأخير تم بواسطة ابامُحمد ; 28-07-2010 الساعة 09:50 PM
رد مع اقتباس