أدرج «ص.ع» اسمه في قائمة الشباب المتهور، الذين قد تصل بهم تصرفاتهم الطائشة إلى نفق مظلم، لا يستطيعون الخروج منه، فيجدون أنفسهم يرتكبون الجرائم من دون قصد، ودون تخطيط مسبق، فيدمرون حياتهم وحياة عوائلهم. وقد يصل التهور ببعض الشباب إلى القتل المتعمد، لكن الرياح لا تجري دائماً بما تشتهي سفنهم، فقد يخططون للقيام بجريمة سرقة، ويجدون أنفسهم قتلة، تلطخت أيديهم بدماء إنسان بريء، ليس له ذنب إلا أن حظه العثر جعله يتواجد في المكان الذي يخططون لتنفيذ جريمتهم فيه وكان هو الضحية.
عالم الجريمة
دخل «ص.ع» عالم الجريمة، لأسباب تبدو تافهة جداً، وفي هذا العالم، أصبح مجرماً وقاتلاً ومسجوناً، ويتذكر هذا الشاب تفاصيل جريمته، وكيف وقعت وما الدوافع والأسباب التي جعلته يدخل عالم الجريمة، وقال لـ»اليوم» : «لم أتخيل في يوم من الأيام أن اقتل أو ألحق الضرر بإنسان آخر، لا سيما أنني نشأت في أسرة ملتزمة، لكن سبحان الله لا يعلم الإنسان ماذا تخفي له الأقدار، فقد كان لرفاق السوء دور كبير في وصولي إلى ما وصلت إليه»، مضيفاً «سأروي لكم تفاصيل قضيتي التي أودعت السجن بسببها، لعل بقية الشباب يتعظون من تجربتي».
أحد العمالة
ويقول: «بدأت قصتي منذ ما يقارب عامين، فلم أتخيل أن تفكيري الصبياني قد يوصلني للقتل»، مضيفاً «عندما أحتاج لأي مبلغ مالي، ولا أستطيع إحضاره، أقوم بالهجوم على أحد العمالة الوافدة، وأهدده بسلاح أبيض أحمله دائماً معي، وأستولي على ما بحوزته، وغالباً ما أنجح في مهمتي، لأنني لا أجد أي مقاومة تذكر، ولم أفكر يوماً في القتل من أجل السرقة، وإنما كان هدفي فقط السلب، بل كنت أحاول أن أخيف الضحية بهذه السكاكين لا أكثر».
تشجيع الشيطان
ويتابع «ص. ع» قوله «سأروي لكم كيف وصلت إلى السجن، وما الأسباب، وكيف وقعت تلك الجريمة التي لم أكن أتخيل أن أكون بطلها، إلا أن الشيطان ورفاق السوء هم من جعلوني في هذا المشهد، فقد أوهموني بأن الموضوع نوع من أنواع التسلية، بالإضافة إلى أنه مربح، ولن يكون له أي أضرار»، مؤكداً «كل ما كنت أخشاه، هو أن تقبض علي الشرطة بسبب سلبي للعمالة، إلا أن الموضوع أصبح أكبر مما توقعت».
وجدت الضحية
ويستطرد «في أحد الأيام، خرجت من المنزل، وذهبت بسيارتي لأحد الأسواق القريبة، ولم يكن في نيتي شراء أي شيء من هناك، لكن عند مروري بأحد المحلات الخاصة ببيع الهواتف المتنقلة، أعجبت بنوعية جديدة من الهواتف، تم طرحها في السوق، فقررت أن أشتريه بأي طريقة كانت، فكرت كيف يمكنني أن أشتري مثل هذا الجهاز، وهو يباع بمبلغ كبير بالنسبة لإمكاناتي المالية، بدأت البحث عن أحد أسلبه، وجدت الضحية، توقعت أن أجد لديه ذلك المبلغ الذي أحتاجه لانه كان يحمل في يده حقيبة، توقعت أن بداخلها مبالغ مالية، قمت بمطاردته والإمساك به، محاولاً أخذ الحقيبة من يده، إلا أنني لم أستطع فقد قاومني بشدة، فأخرجت سكيناً كنت أحملها، وهددته إلا أنه لم يستجب لي، وظل ممسكاً بحقيبته، فقمت لا شعورياً بطعنه في صدره طعنتين، سقط بعدها على الأرض وأخذت الحقيبة ومحفظة نقوده وغادرت المكان، وأنا على يقين أن الحقيبة يوجد بها مبلغ مالي كبير، كما أنني كنت أعتقد بأنه لا يوجد أحد شاهد ما حصل».
70 ريالاً
وتابع الشاب سرد قصته «عند ابتعادي عن الموقع، قمت بكسر الحقيبة لأنها كانت مقفلة، وكانت الصدمة التي نزلت علي كالصاعقة أن الحقيبة لا يوجد بها أي مبالغ مالية، وإنما تحتوي على بعض الأوراق التي ليس لها أي قيمة بالنسبة لي، وعند تفتيش محفظة النقود التي سلبتها منه، لم أجد فيها إلا 70 ريالاً، فأيقنت بأنني فشلت، لكن لم أتوقع بأن المجني عليه سيفارق الحياة، لأنني اعتقدت بأن الطعنات كانت سطحية، لكن للأسف بعد ساعات، علمت بأن الوافد قد نقل للمستشفى وفارق الحياة بعد عدة ساعات، ومنذ تلك اللحظة تحولت حياتي إلى جحيم، وبدأت أفكر كيف أخفي هذه الجريمة دون أن يتعرف علي أحد، وقمت بالتخلص من السكين التي كانت بحوزتي، إلا أنني لم أنجح في التخفي فقد علمت فيما بعد أن أحد العمالة كان يراقب كل ما حدث من منزله القريب، وأبلغ الشرطة بما شاهد، كما أنه قام بالإدلاء بأوصافي، مما جعل الشرطة تقبض علي في اليوم الثاني للجريمة، وفي بداية الأمر، أنكرت ما حدث، لكن لم أستطع أن أستمر في الإنكار فقد تعرف علي العامل، ووجدت بصماتي في موقع الجريمة، وأودعت السجن من ذلك الحين.
الجلد والسجن
ويضيف «ص.ع»: أعيش الآن في حالة سيئة، فقد خسرت كل شيء في لحظة طيش، ولم أكن أتوقع أن توصلني السرقة لما وصلت إليه الآن، فقد أصبحت مجرماً ومن المؤكد أن كل من يسير في هذا الطريق سيكون جزاؤه كجزائي»، مضيفاً «فرغم أن عائلتي وأهل الخير بذلوا جهوداً كبيرة لإقناع ذوي القتيل بالتنازل عن حقهم، إلا أنه حكم علي بالسجن 12 عاماً بالإضافة للجلد». ويضيف «عندما أرجع بالذاكرة للوراء، لا أعلم لماذا قمت بهذا العمل، وهل كنت في كامل قواي العقلية، فمن غير المعقول أن أكون أنا من قمت بكل هذه الجرائم، لكن أسأل الله أن يتوب علي، فمهما تحدثت، فلن أستطيع أن أصف لكم حجم الندم والألم الذي أشعر به، فقد ضاع عمري نتيجة تصرف طائش لم أتوقع عواقبه».
بيانات الجاني
ـ العمر ( 21 )
ـ المؤهل العلمي (ثانوي)
ـ الحالة المادية للأسرة (جيدة)
ـ عدد أفراد الأسرة (6)
ـ هل له سوابق ( لا )