د. سعيد السريحي
للذين ارتابوا في القائمة التي أعلنتها وزارة الخدمة المدنية بأسماء المرشحين للوظائف الحكومية من الحاصلين على دبلومات دون الجامعية الحق فيما ارتابوا فيه، ولهم أن تذهب بهم الظنون كل مذهب ما دامت تلك القائمة تحمل أسماء إخوة وأبناء عمومة من الدرجة الأولى، على نحو لم ير له أولئك الذين ارتابوا في القائمة تفسيرا، إلا أنه ناتج عن تدخل الوساطات والمحسوبيات في اختيار أسماء المرشحين المحظوظين أو المحظيين بفرصة الحصول على وظيفة من بين عشرات الآلاف من الذين ينتظرون هذه الفرصة، وما كان لأربعة إخوة أو خمسة من أبناء العمومة أن يحظوا مجتمعين بهذه الفرصة لولا تدخل الواسطة.
للمرتابين الحق في التوجس، ولهم الحق في أن يعبروا عن توجسهم بما يبعثونه من رسائل يرصدون فيها الأسماء التي أثارت ريبتهم، غير أنهم بكل ما كشفوا عنه وما ارتابوا فيه لا يمكن لهم أن يشكلوا إدانة لوزارة الخدمة المدنية، والتي من المفترض أنها تملك تفسيرا لما ضمته القائمة من أسماء إخوة وأبناء عمومة وضعتها موضع الشبهة وأثارت حولها الهواجس والظنون.
الريبة والشبهة لا تتحقق بما يثيره المرتابون وما يتداوله المتوجسون، بل تتحقق بالصمت المريب من قبل وزارة الخدمة المدنية وعدم تقديمها أي تفسير لما تضمنته قائمة المرشحين للوظائف من أسماء لإخوة وأبناء عمومة لا يمكن أن يجمع بينهم الحظ والصدفة في قائمة واحدة، تشكل حلما لعشرات الآلاف من المنتظرين على رصيف البطالة.
للذين ارتابوا الحق، ولنا جميعا الحق كذلك في أن نرتاب فيما ارتابوا فيه إلى أن تدرك وزارة الخدمة المدنية خطورة ما هي متهمة به وتقدم تفسيرا يكون مقنعا وقادرا على تبرئة ساحتها مما يثار حولها من ريبة وظنون.
المــــــــــــــــصدر
اتمنى التعليق ع المقال في نفس صفحة المقال .. شكراً لكم