بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة
أوجهها إلى نفسي وإلى من غاب عنا وطال غيابه ..
إلى من بكى القلب ألما لفراقه ..
حملت لك القلم والمحبرة وسطرت بها لك
هذه الكلمات التي عصرتها دموع قلب محب لك .. عل الله أن يترك بها أثرا في قلبك .. كيف لا وأنا أخاطب فيك قلبك الذي
ملئه حب الخير .. وكيف لا وأنا أعلم أنك تحمل قلبا لا ككل القلوب .. وكلي أمل بعد الله عزوجل أن تغير هذه الحروف
والكلمات مسار حياتك وينقشع السحاب عن ذلك البدر الجميل لكي يسطع لنا من جديد ..وليبتسم الفؤاد ويفرح ..
وتشرق شمس أمتكِ بعودتكِ لها من جديد .
((أختي ..أخي)) : هاهي الأيام تمر وتجري .. والأعوام تتوالى .. والصفحات تنطوي .. من غير أن نحس أو ندري .. إلا عند بداية سنة جديدة ..
أو قدوم الشهر الكريم
ولكن هل سألت /ي نفسك ماذا قدمت فيما سلف من هذه الأيام ؟؟ وهل سألت/ي نفسك عن السؤال الأهم ماذا أعددت لرحلة النهاية ؟؟ ماذا
قدمت لنفسي من خير لأجده عند الله خير ثواب وخير أمل ؟؟ ماذا سجل في صحيفتي ؟؟ وبأي يد سيكون استلامها ؟؟
وماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها ؟؟ أسألك بربك أسأل/ي نفسك وتحرى منها الجواب !! حينها ستدرك أن الأمر جد
خطير ويستحق منا الوقوف عنده كثيرا ..والتفكير فيه طويلا .
((عجبا أخي/تي)) : مالي أرك قليل الزاد وطريقكِ بعيد !!
مالي أراك تقبلي على ما يضرك وتترك ما يفيدك !! إلى متى تضيع/ي
الزمان وهو يحصى عليك برقيب وعتيد !! حتى متى تبارز بالذنوب اللطيف المجيد !! إلى متى تعصي ربك وهو بك حفيظ
وعليك شهيد !! ألم يأن أن تتوب وتبدأ الصفحة من جديد !
((أخي /تي الحبيب)) : تب إلى الله .. ذق طعم التوبة والإستقامه .. ذق حلاوة الدمعة .. اعتصر قلبك وتألم لتسيل دمعة على الخد تطفئ نار المعصية ..
أختلي بنفسك .. واعترف بذنبك .. ادعي ربك ...
أبك على خطيئتك .. جرب لذة المناجاة .. اعترف بالذل لله .. تب الى الله بصدق .. واستمع/ي للفرج من ملك الملوك وهو يقول:
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" ..
لا تقنط/ي من رحمة الله لسوء أفعالك ، فكم في هذه الأيام من معتق من النار من أمثالك ؟؟
فأحسن الظن بمولاك وتوب إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك ..
يقول الشاعر:
إذا أوجعتك الذنوب فداوها *** برفع يد بالليل والليل مظلم
ولا تقنطن من رحمة الله إنما *** قنوطك منها من ذنوبك أعظم
(( من أنت/تِ))؟؟ نعم أخي/تي أنت من أنت حتى يخاطبك رب البريا ؟؟ وما هو عذرك وأنت تسمع هذه النداءات من رب الأرض والسماوات ؟؟
وأعلمي أخي/تي أن أسعد لحظات الدنيا يوم أن تقف خاضعا ذليلا خائفا باكيا مستغفرا تائبا .. فكلمات
التائبين صادقة .. ودموعهم حارة .. وهممهم عالية قوية .. أو تعلمي لماذا ؟؟
لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان ..
ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة .. وعاشوا حياة الأمن والاستتباب بعد مسيرة القلق والاضطراب ..
أخي/تي لماذا
تحرم/ي نفسك كل هذه اللذة والسعادة ؟؟ فإن أذنبت/ي فتوب/ي .. وإن أسأت/ي فأستغفر/ي .. وإن أخطأت/ي فأصلح/ي .. فالرحمة واسعة
والباب مفتوح .. ولكن تدارك/يه بالتوبة قبل أن يقلق ودع عنك التسويف وطول الأمل ..
واترك الغفلة والاغترار بالصحة واسمع
لقول الشاعر:
فكم من صحيح بات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
((أيها الأخ/ت الأحباء)) :ش
اسمع لهذه الكلمات وذكر قلبك بها دائما فو الله ما أعظمها من كلمات يقول علي بن أبي طالب
رضي الله عنه: "إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، والدنيا قد ارتحلت مدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل" ..
ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويتجهز وأن يصلح من
حاله وأن يجدد توبته ، وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيم لطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه .
((ختاما)) : أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يجعلنا من الصادقين الصالحين المصلحين ..
اللهم تب علينا ..
اللهم اغفر لنا وأمهاتنا وابائنا وارزقنا برهم اللهم وأحفظهم وتجاوز عن حيهم وميتهم وأمنن عليهم بالصحة والعافية ..
إنك ولي ذلك والقادر عليه ..
منقول مع التعديل..
دمتم اخوتي في سعاده وراحة بال..