عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 31-08-2010, 08:53 PM
الصورة الرمزية كلي آمال
كلي آمال كلي آمال غير متصل
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 450
معدل تقييم المستوى: 16818
كلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداعكلي آمال محترف الإبداع
التدريب يصنع الخرافة !

التدريب يصنع الخرافة !

لست مخادعا إلى ما فيه الكفاية ، لذا سأطلب منك تعديل عنوان المقال إلى ( التدريب يصنع ما يُظن أنه خرافة ) ، وهذا يعني أن التدريب والتطوير يصنعان ويحققان ما يظن أنه مستحيل وغير ممكن ، ومهما يكن لدى الإنسان من مواهب وقدرات وملكات ؛ فستظل هذه الأشياء كلها على عظمتها وأهميتها غير ذات جدوى ، ما لم يوجد الإنسان لنفسه برنامجا تدريبيا تطويريا يحول هذه المقدرات من الحياد إلى التفاعل والإيجابية ، ولكن هل هذا الكلام يفهم منه إلغاء دور الموهبة التي تأتي بقدر من الله محض ليس للإنسان فيها أي تدخل ، فالموهوب يولد موهوبا ، ولا أظن أنه ظل يتدرب في بطن أمه على إتقان هذه المهارة . وانأ أقول جازما واثقا أن الموهبة بلا تدريب وتطوير وصقل لا تنفع صاحبها .

وعندي غلبة ظن وربما جزم أن الناس كلهم موهوبون ، وإنما يفترقون بين من صقل موهبته بالتدريب والتطوير ، وبين من أهمل هذه الموهبة وحطمها حتى لم يعد لها فيه أي أثر . وحتى لا أستمر في الكلام الإنشائي بلا دليل وبينة ، فانظر بنفسك وابحث عن أي شخص من الناجحين المميزين في أي مجال من المجالات - الرياضة – الفن – الإلقاء – التجارة وغيرها... ثم حاول أن تقارن بين بداياتهم المتعثرة وبين ما وصلوا إليه الآن من موهبة وإبداع ، والفضل في هذا يعود بعد الله إلى التدريب والتطوير . وكشاهد عملي على هذا فلا زلت أتذكر حين بدأت محاولاتي البسيطة والضعيفة في التحدث أمام الناس ، وكيف كنت في وضع لا أحسد عليه ، حيث التلعثم ، والتلكأ ، وارتعاد القدمين ، وتأتأة اللسان ، وكان هذا قبل عشر سنوات ، أما الآن فقد أصبح التحدث أمام الناس من المتع المحببة إلى قلبي ، بل بحمد الله أصبح الكثير من الإخوة الذين يحسنون الظن يأتون إليّ طالبين مني توجيههم بأفضل الطرق للتحدث أمام الناس ...

وأعتذر للقارئ الكريم عن إقحام تجربتي الشخصية في هذا المقال ولكن نظرا لأهمية الموضوع لم أجد بدا من ذكر تجربة عايشتها بنفسي .

وكما قلت سابقا فكلما بحثت في سير وقصص هؤلاء الناجحين المميزين فستجد العجب العجاب ، بين بدايات بسيطة وربما تثير الضحك وبين وضع هؤلاء الناجحين الآن ، حيث فعل التدريب والتطوير فعلته ، وحلّق بهؤلاء الأشخاص عاليا في سماء الإبداع والنجومية .

والسر الذي يخفى على الكثير ممن يتعجبون من هذا التغير الايجابي والفرق النوعي الذي يحدثه التدريب والتطوير هو أن التدريب يرتقي بالموهبة بطريقة بطيئة جدا وخفية ، قد لا يلاحظها المشاهد العادي ، كمثل النبتة التي تسقيها كل يوم ولا تلاحظ أنها تنمو ، ولكنها في الحقيقة تنمو ويزداد حجمها حتى إذا غبت عنها برهة من الزمن وعدت لتلقي نظرة إليها وجدتها شجرة باسقة وارفة الظلال . وهكذا هو أثر التدريب والتطوير ومفعوله في بناء الشخصية وتطوير الذات .

فكن على ثقة تامة من أنك مادمت تتدرب وتجتهد لتطور من نفسك فإنك ولاشك ستنمو وتنهض ، حتى وإن لم تلاحظ أنت ذلك التغير ، فاعقد عزمك من الآن وصمم على تطوير ذاتك ولا تقل لم أستفد شيئا ، وودّ الشيطان ودعاة الكسل والبطالة لو ظفروا منك بذلك !

واعلم أن رحلة التطوير والتدريب لا تضمن لك النجاح إلا إذا استمريت ، وحين تقف ، تقف موهبتك ! فانظر أين تريد أن تقف ؟ والله يضاعف لمن يشاء . وشحذا لهممنا في التدريب والتطوير فأنقل لكم هذه القصة الواقعية عن أحد المناضلين السياسيين في إحدى الدول ، حيث يقول : حدث انقلاب ضد حكومتنا ، وأودعت السجن ، وأنا في السجن استطعت الحصول على بعض الأوراق وكتبت فيها منشورا يفضح ويندد بهذه المؤامرة ، ولكني لم أكتبه بيدي اليمنى بل كتبته بيدي اليسرى ، وقد تدربت على الكتابة باليد اليسرى منذ فترة ، ولما وقع المنشور في أيدي قوات الأمن توقع الجميع أن كاتبه هو أنا ، فلما دقّقوا في الخط وقارنوه بما كنت أكتبه دائما قالوا كلهم بكل ثقة : هذا ليس خط فلان ! وبهذا نجوت من المصيبة التي كانت ستؤدي بي إلى الإعدام ربما .
والآن ، هل ما زلت متراخيا متوانيا في تطوير قدراتك ؟ ألم تشعر بمدى الحرمان الذي يسببه لك هذا التراخي والكسل ؟ قم الآن وانهض فأنت لها .
رد مع اقتباس