ديون وسجون ..!!
الكاتب / عبدالله الجميلي
قال الضمير المتكلم : وصلت رسالة نصها : أخي الحبيب نحن مجموعة من أفراد الامن العام موقوفون بالسجن العسكري بسبب حقوق ماليه البعض منا له قرابة السته أشهر لدينا أسر نقوم عليها فأقل واحد منا لديه زوجه وأربعه أطفال حرم منهم طوال هذه المدة ومعاناتهم كبيرة ولم يستمتعوا بالاجازة مثل غيرهم
أخي دخل علينا رمضان شهر الخير ونحن نرغب في التسديد ولكن الخصم يرفض الاقساط والحقوق المدنيه لا تحرك ساكنا وهنا تحال المعاملة للقاضي الذي يوصي بتمديد السجن دون الرجوع للمدعي والتفاهم معه لعله يراعي ضعفنا !!
اما لجنة المعسرين فهي تطالب منا ثلث المبلغ لكي تدفع الباقي ، والغريب أنه من الشروط أن يكون قد مضى عليه في السجن أربعة أشهر او أكثر !
بربك أين الخير في ذلك ؟!
لو كنا نملك الثلث هل ندخل السجن من الاساس ؟!
أخي الحبيب تكلمنا معك فتكلم عنا لعل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالفرج !!
الحقيقة أن معاناة هؤلاء الاخوة تلفت النظر لموضوع مهم وهو اتخاذ السجن عقوبة للمدين العاجز عن السداد
والغريب ان هذه العقوبة أختراع أروبي الا ان الغرب تخلى عن هذا الاسلوب منذ فترة طويلة لان سجن المدنين له تكاليف اقتصادية كبيرة على الدولة جراء إبقاء عشرات الالاف مقيدي الحرية ومعدومي النشاط الاقتصادي خلال فترة سجنهم اضافة لأضرار التي يحدثها للمدين وأسرته دون أن يحصل الدائن على مراده !
لذلك صدر قانون يمنع عقوبة المدين بالسجن في بريطانيا عام ١٨٦٩٨م يستثني منه حالات النصب والاحتيال وقد نص الميثاق الدولي للحقوف المدنية والسياسة الصادر عام ١٩٦٩م على عدم الوفاء بالالتزامات التعاقديه المالية !!
اما الدول الناميه فما زالت تعتمد السجن عقوبه للمعسرين حيث تراه وسيلة ضغط على المدين وأسرتة ليأتي لياتي بحلول مقبولة او يعاقب ضمنا على عدم قدرته على ذلك !!
إذن فسجن المدين المعسر مخالف للأعراف والقوانين الانسانيه والدوليه بل والشرعيه لعدم صدور أحكام بذلك
فلماذا لايتم الغاؤه والبحث عن حلول بديلة ؟
أرأى ان من أبزها توجيه الزكاة لمساعدة هولاء المساكين
هذا اذا كانت الجهة الحكومية تبحث عن الحلول الإنسانية بعيدا عن سهولة ورتابة الروتين !!
وبخصوص قضية أصحاب الرسالة فهي من الضمير المتكلم للجهات المعنية ولكل قلب رحيم يرغب في مساعدتهم !! القاكم بخير والضمائر متكلمة .
بجريده المدينة / العدد : ١٧٢٧٥
يوم الثلاثاء ٢٩ / ٨/ ١٤٣١