بعد أن رفضه عدد من المدارس
عبد العزيز معاق يتخطى حواجز التعليم بحلم كبير
تعود والد عبد العزيز على أن يكتم دموع الأسى والحزن التي تكتسح محياه حينما يوصل ابنه عبدالعزيز إلى المدرسة ولا شك أنه راضٍ بقضاء الله وقدره ولكن عاطفته الجياشة لا تنأى عن سجيتها ولا تبتعد كثيراً عن فطرتها حيث تعاوده الأحزان حينما يرى زملاء عبد العزيز يمارسون حصة الرياضة وهو يستمع إلى ابنه الذي يحكي له بطولات زملائه في حصة الرياضة من الاستماتة في الدفاع والرغبة في تسجيل الأهداف ونحوها. عبدالعزيز طفل في الربيع التاسع من عمره أراد الله عز وجل له أن يبقى مقعداً منذ أن فتح عينيه على الوجود..
لحظات
يقول والد عبدالعزيز أحمد بوراسين: إن من أسعد اللحظات في حياة الإنسان هي تلك اللحظة التي يرى فيها الأب ابنه وهو يقف على قدميه ويسقط وهو يحاول جاهداً الوقوف في السنة الأولى من حياته وهذا المشهد هو الذي فقدته عندما شاء رب العزة والجلال أن يستقبل ابني عبد العزيز حياته بإعاقة دائمة فقد على إثرها حركة الجزء السفلي من جسمه الطري والإنسان مبتلى ونحن راضون بقضاء الله عزوجل وقدره. ويضيف والد الطفل: إن إعاقة ابني عبدالعزيز لم تحرمه من أبسط واجباتنا عليه ألا وهو التحاقه بالمدرسة لطلب العلم وبالفعل فقد التحق ابني بالمدرسة في هذا العام وهو يحمل بين جنبيه حلماً كبيراً يراوده صباح مساء ألا وهو أن يكون معلما ماهراً وأستاذاً مبدعاً. و ابني دائماً يعيش فى جو الدراسة علماً بأن لديه موهبة كبيرة في الحفظ والاستنتاج.
أمنية
وقال الطفل عبد العزيز: كم كنت أتمنى أن أقف على قدميّ وأمارس الرياضة وأنافس زملائي الطلاب لأن في داخلي حماسا كبيرا وطاقة قوية. و أن أكثر ما يؤثر في نفسي ويصيبني بالإحباط هو أن ينصحني الناس بالذهاب للمدارس الخاصة ذات التربية الفكرية ظانين بأني معاق عقلياً بل إنني بشهادة معلميّ أفضل بكثير من عدد من الطلاب الأصحاء والأكثر من ذلك أنني عندما ذهبت مع والدي لأكثر من مدرسة لكي أتمكن من الانضمام فيها فإن الكثير من مدراء المدارس يرفضونني وينصحون والدي كذلك بمدارس التربية الفكرية
ثقة
ويشير الطفل عبدالعزيز الى ثقته من قدراته العقلية والدليل هو أن قوة الحفظ لدي أكبر بكثير من غيري. كما أن وقوف عدد من زملائي الطلاب إلى جانبي في الفسحة وفي الصلاة وأثناء الحصة جعلني أشعر بحب المجتمع لي وغرس في نفسي الفكرة السائدة التي كنت أعتقدها وهي كره الناس لي وتضجرهم من وجودي معهم .ويقول أيضاً أنا وضعت لنفسي خطة تقودني نحو هدف وحلم يراودني وهأنا أسير عليها وبإذن الله عز وجل سأنجح في تحقيقها ويضيف الطفل أن كثيراً من العلماء هم أصحاب إعاقات ومع ذلك فقد خدموا دينهم ومجتمعهم .
مصاعب
وتحدث والد الطفل عن المصاعب التي مر بها بقوله الحمد لله أولاً وأخيراً وأسأل الله عزوجل أن يكون هذا الطفل سبباً في دخولي وزوجتي الجنة و من المصاعب التي مررت بها أنني كلما ذهبت لتسجيل ابني في إحدى المدارس الحكومية رفضوا تسجيله وواجهوني بأعذار واهية وقد دار في ذهني أن أسجله في إحدى المدارس الأهلية إلا أن استغلال الكثير منها لوضع ابني الصحي جعلني ابتعد عن هذه المدارس فقد طلبت مني إحدى المدارس مبلغ 18000 ريال مقابل تسجيل ابني بينما يكلف تسجيل الطالب السليم مبلغ 3000 ريال فقط وهذا فرق كبير مضيفابأنه لا ينسى الفضل الكبير واللفتة الرائعة من مدير مدرسة عبيدة بن الحارث الابتدائية بمخطط 71 أحمد سالم الفقيه والذي استغرب من رفض الطالب في كثير من المدراس وسارع بقبول الطالب وتوفير الجو المناسب له .
ذكاء
ويرى معلم الطفل عبد العزيز حامد زهير الشمراني في عبد العزيز فطنة وذكاء ستقوده بإذن الله عزوجل إلى أن يكون ذا مستقبل مشرق بإذن الله تعالى ولا تعني هذه الإعاقة إغلاق الأبواب وإيصادها في وجهه بل إن الطالب أفضل بكثير من عدد من زملائه الأصحاء.
المصدر : صحيفة اليوم الأكترونية
الأثنين 1428-10-18هـ الموافق 2007-10-29م