هذا الموضوع كتبته منذ فتره ربما قبل ان اصبح عاطلا وقتها لم اكن اعلم اني قد اعيش مع البطالة اربع سنوات ولعلي قمت بنقل الواقع التعليمي والتنبؤ بالنتائج قبل ان اتجرع مرارتها اترككم مع تساؤلات حار بها فكري وفكر طاقات بشرية مهدرة من ابناء وبنات هذا البلد وهي تساؤلات يحق لكم المشاركة فيها فهي منكم واليكم ..
مالذي نخرج به من جامعاتنا وكلياتنا في الوطن العربي ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب ان نضع في الحسبان أن الإنسان يحتاج إلى ان يرى ثمرة ماتعلمه واقعا ملموسا في حياته حسب تخصصه وتوجهاته..
عدم قبول الطلاب للعلم اليوم في مدارسنا وجامعاتنا يعود إلى اقتناعهم بأن الخريج لايستفيد كثيراًَ مما تعلمه غير تلك الثقافة العامة التي قد يفقدها بمجرد تخرجه او بعد ذلك بفتره قصيرة !! وذلك عائد الى عدم ممارسة الطالب المتخرج لتخصصه مستقبلا الا من رحم الله.. يعني ان الدراسة في واد والتطبيق على الواقع في واد هذا بافتراض ان الطالب يتجه الى تخصصه عند الحصول على وظيفة.
لنعد الى قاعات الدارسه علنا نرى الصوره بشكل أوضح..
الطلاب في قاعة من قاعات الجامعه..
الدكتور يشرح موضوعا علميا في الرياضيات مثلا.. واكثر الطلاب حاضر بجسده فقط!! ولا يحاول ان يسأل او يستفسر وهذا الطالب لايخلو من ان يكون اما غير مكترث بالمادة او انه مل الدروس التي يحس انها كماليه وبعيده عن تخصصه او انه يضع في حسبانه ان هناك منهج للمادة وسيذاكر آخر الترم وسوف ينجح والأمور لديه سيان لاتباين بينها؟؟ لعله طرأ سؤال الان يطرح نفسه بقوه ترى لماذا كل هذا ؟ لماذا نلمح عدم الاكتراث بالمادة العلمية؟ بغض النظر عن الحالات الثلاث التي ذكرتها فالنتيجه واحده.
بما اني كنت يوما من الايام على طاولات الجامعه فاني ساتكلم من منطلق تجربه شخصيه عشتها وعايشتها من خلال نخبة من الزملاء آخذا بالاعتبار التباين في التحصيل العلمي والتفوق الى غير ذلك.
كلهم يجمعون على ان هنالك خطأ ما؟
عموما ربما نستنج الاجابه من خلال ما سأطرحه من وجهة نظر لاتعدو كونها شخصية غير معصومه من الخطأ..
اربع سنوات ونصف من عمري قضيتها طالبا بكلية العلوم في الجامعه وخرجت بالاتي:
السنوات الاعداديه عباره عن تعطيل لما تبقى في عقولنا من معركة الثانوية العامه ,, كم هائل من المعلومات التي تحشى بها عقولنا ولانخرج الا بالقليل من الفائده والكثير من الهم والتعب الجسدي والنفسي. وشئ من ذكريات جميله جمعتنا مع اخوان لنا. حيث سلبت منا نشوة الانتصار وحب الاستطلاع ذلك ان المجبر ليس كالمختار لاننا نشعر ( نحن الطلاب ) بان بعض ماندرسه يعاكس توجهاتنا ورغباتنا العلميه وقدراتنا وابداعاتنا المهنيه!!
نخرج من الثانويه نكاد نطير من السعاده معتقدين ان كل شخص سيسلك المسلك العلمي المحبب لديه دون تشويش .. لنتفاجأ باننا نعيد صياغة المراحل الدراسيه من جديد في الجامعه!!
سنوات الدراسه التي قد تتجاوز 12 عاما قضاها الطالب بين الابتدائيه والمتوسطه والثانويه اليست كفيله بما فيها من ايجابيات وسلبيات بتأهيل الطالب والارتقاء به الى التخصص مباشرة في الجامعه دون العوده قضية الحشو التي تصاحب التخصص؟! فبعض محاضرات الجامعه ماهي الا مراجعات لدروس الثانويه وبنفس الطعم الرائع!!
الغريب في الامر ان الكثير يقف امام بعض هذه الدروس وكانه يراها لاول مره !!
لا اريد ان ابالغ في الامر لكن السؤال الذي يصر على طرح نفسه مالذي خرج به الطالب من المراحل الدارسيه التي تسبق الجامعه ؟ لا انكر انه تعلم الكثير مما ينفعه في حياته لكن تلك السنون كانت طويله ومضنيه مقارنة بما نخرج به.. كم هائل من المعلومات نفقده مع مرور الزمن لاننا لم نجد الفرصة لتطبيق ماتعلمناه واقعا باسرع وقت ممكن.
ان كنتم تظنون اني ابالغ فشاهدوا واحكموا من خلال مانلحظه من تباين بين مانتخصص فيه والعمل الوظيفيي التطبيقي.. وهذه نقطه تفضي الا ان هنالك بعض التخصصات التي لاتجد لها وظيفه على ارض الواقع!!
المشكلة تكمن في ان الكثير من طلابنا بدأ يدرس الواقع من خلال امثلة حيه امامه من خريجي الجامعات وبالتالي نبعت لديه قناعه بان اكثر مايدرس اليوم لايمة لواقعه المستقبلي بصله!!
لنعد الى قاعات المحاضرات من جديد،، ولعله من الاهمية بمكان بعد ان عرجنا على بعض المشكلات ان نضع بين ايديكم امنيه صغيره تعود بنتاج كبير ،، كم كنا نتمنى في كثير من مواد تخصصنا ان ترافقها ساعات تدريب على العمل في قطاع ما للاستفاده واكتساب الخبره فهذا بلاشك من الامور التي لها فوائد عده منها انها تقتل الروتين والشكل التقليدي الذي مللناه فالقصه تتكرر " سبوره واقلام واستاذ " وبهذا ستزيد نسبة التركيز والاستيعاب وايضا ان مايطرح اكاديميا يطبق مهنيا مما يتيح للطالب ربط الواقع بدراسته وهكذا سيدرك ان لدراسته الاكاديميه دور في واقع الحياة المهنيه مما سيمجعله اكثر تقبلا لها ومن ناحية اخرى تترسخ لديه العلوم والافكار المدروسه لانها اصبحت واقعا يلمسه ويلمس نتائجه.
المسأله نفسيه:
ترى ما الاسباب وراء خمول وكسل الطلاب في بعض المواد وخاصة في الجامعه؟
سؤال جوهري مهم فالتقاعس وعدم الاكتراث اثناء القاء الماده يدل على امور اهما
افتقاد الانسجام مع الماده الذي ينتج عنه مايسمى ( العقده ) النفسيه.
فلو القينا اللوم على الطالب مثلا من ناحية نقص الاستيعاب او عدم الفهم فاننا نجد ان الكثير من هذه الفئه يبرع ويتفوق في مواد اخرى!! اذا المسأله ليست كما اعتقدنا .. المسأله هنا نفسيه ذلك ان المواد التي نحبها نتفوق فيها غالبا والعكس يبدوا صحيحا جدا.
اذا كنا نريد ان نصل الى حل هنا فيجب ان ناخذ بعين الاعتبار كيف نجعل من المحاضرات الممله محاضرات جذابه في مجملها فيها الكثير من الحركة والنشاط دون ان نهمل المادة العلميه او ان ننقص منها ويتأتى هذا بربط المحاضره بواقع عملي كما ذكرنا سابقا.
فالطالب يتسائل كثيرا؟
الم يأن للمحاضرات ان تصبح عمليه؟
الى متى ونحن كالببغاوات نستمع ونحفظ فنكرر ماقاله المعلم ؟!
ماذا يريد الطالب من معلمه؟
مع بداية كل ترم جامعي تحدث هنالك حركة كبيره من الطلاب في كلياتهم وتصبح هذه الكليات اشبه بخلية نحل تعج بكثير من الطلاب الذي يلاحظ عليهم الارتباك والعجله ممايسبب حالة فوضى في الايام الاول مع بداية كل ترم واذا بحثنا وراء السبب نجدها قضية الشعب الدراسيه .. والقضيه هاهنا ليست قضية توقيت المحاضرات التي تختلف من شعبه الى اخرى انما هي قضية الدكتور الذي يدرس هذه الشعبه فما الذي يدفع الطلاب الى الاصرار احيانا الى تغيير شعبهم بعد استلامهم جداولهم مع تخوف كبير من كثير من الشعب مما يضطر ببعضهم الى حذف الماده برمتها مما يسبب له ارتباك كبير في نظام مواعيده وربما خطته الدراسيه؟ وقد نجد صيغه افضل للسؤال مالذي يريده الطالب من دكتور الماده ومالذي يبحث عنه فيه؟
من وجهة نظر شخصيه وكطالب سابق اقول ان الطالب يريد بكل تأكيد معلما كفئا لتدريس الماده ونحن لا نشكك هنا في كفائة المعلمين ولسنا نقيمهم من خلال هذا الموضوع انما نطرح بعض المشاكل ونحاول ان نتفهما وبذلك قد نصل الى حل..
اعود الى الطالب الذي يبحث عن المعلم الملم بالماده والتي يطرحها بشكل ملائم لقدرات الطلاب باسلوب سهل ممتع خالي من التعقيدات سواء للماده او للطالب وهذا حق.. يريده دكتورا متعاون وفي اقل الاحوال منصفا في اعطاء الدرجات وتقييم الطلاب، يريده ان يحترم رأي الطالب في كل الاحوال بما لايمس من احترام وتقدير المعلم، يريد معلما يجذبه للماده ويحببه فيها وذلك باعتماد العفويه في التعامل والتواضع الذي لايقلل من هيبة المعلم فالطالب يريد معلما لايلومه بشكل فاضح امام زملائه مما يتسبب له بكثير من الحرج ولايوبخه ان اخطأ ويشجع على الحوار بين الطالب ومعلمه فمتى مازالت الحواجز اصبح الطالب اكثر استعدادا للمشاركه وعدم التخوف من ابداء رأيه،، وبحق فهنالك بعض المعلمين قد استحقوا الكثير من التقدير والاحترام من الطلاب بالاجماع..
اريد ان اشير الى نقطه هامه وهي ان كل معلم عالم لكن ليس كل عالم معلم.
من خلال الطرح السابق اعتقد ان المشكله يشترك فيها اكثر من عامل وفي النهاية لابد من الضحايا وهم الخريجون بلا شك حينما يصدمون بالواقع ويتجرعوا مرارة البطالة سنوات لن يجدوا من يعيدها الى حساب اعمارهم والله المستعان.
يمكن طلعت اللي في قلبي من قبل ان اصبح عاطلا !!
اترك المايك لكم .. والله من وراء القصد
اخيكم البعد الخامس