تدرج الجواز السعودي في مراحل تطويرية متعددة مواكبةً لمراحل التطور المضطرد الذي شهدته الدولة خلال تأسيسها، وقد كانت البداية بصرف جوازات السفر من مكتب الجوازات بمكة المكرمة عام 1343هـ، وكان من الطبيعي أن يكون صرف الجوازات في أضيق نطاق لمحدودية إمكانيات الدولة آنذاك حيث أن الدولة في طور التأسيس، كما كان لقلة أعداد السعوديين المسافرين للخارج دور في ذلك، وكان جواز السفر عبارة عن دفتر مكون من 22 صفحة خصصت الصفحات من (1ـ6) للمعلومات الشخصية لحامله والبقية للتأشيرات، أحمر اللون، ويحمل اسم (مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها) وشعارها، وكان بقيمة مائة قرش صاغ.
ومع بداية العام 1358هـ صدر أول تنظيم لعملية إصدار الجوازات السفرية وتذاكر المرور بحيث تصرف من مكاتب الجوازات بالمدن بعد اخذ الأذن اللازم من الحاكم الإداري للمدينة التابع لها، أما في المدن التي لا تتوافر بها مكاتب جوازات فإنها تصرف من قبل الحاكم الإداري لها مباشرة، ومراحل الحصول على جواز سفر أو تذكرة مرور من الحاكم الإداري كانت تبدأ بكتابة خطاب موجهه إلى الحاكم الإداري يطلب منه السماح له بالسفر إلى الخارج مشفوعة بخطاب من معرفين له بأنه يحمل الجنسية السعودية وأنه حسن السيرة والسلوك وأن قصده من السفر غير مخل بالأمانة أو الشرف، كما يجب أن تشفع الأوراق بكفالة غرم وأداء من أحد المواطنين في كل ما يترتب على المسافر من حقوق مذيّلة بتوقيع شاهدين عليها وتصديق العمدة، ويتم التحقيق مع طالب السفر للتأكد من أسباب سفره ومن ثم يمنح استمارة سفر بقيمة نصف قرش.
وتصرف تذاكر المرور البرية (تستخدم في السفر عن طريق البر) والتذاكر البحرية (عن طريق البحر) لسفرة واحدة فقط ذهاباً وإياباً، أما جواز السفر فمدته سنة واحدة ثم يجدد بعد انتهائه، ويجب الحصول على تأشيرة للخروج في كل سفرة خارج الدولة، ثم تم تعديل النظام لتصبح التأشيرة لمدة سنة لعدة سفرات، على أن يحصل على تأشيرة السفر من مندوب الجوازات بالمنفذ المغادر منه، ثم عدّل بحيث يتم الحصول على تأشيرة السفر من إدارة الجوازات وهي مجاناً ولعدة سفرات ولمدة سريان الجواز، ثم تم تعديل مدة سريان الجواز إلى خمس سنوات من تاريخ إصداره أو إلى أن تستعمل جميع صفحاته أيهما أسبق في عام 1396هـ، أما بالنسبة لجوازات السفر السياسية والخاصة فإنها تصدر من وزارة الخارجية.
وحينما عدّل اسم الدولة إلى المملكة العربية السعودية تم تغيير شكل الغلاف الخارجي بحيث يحمل مسمى وشعار الدولة الجديدان (سيفان متقاطعان بينهما نخلة) وبعض التغيرات الطفيفة، واستمر باللون الأحمر حتى تغير في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز (رحمهما الله) إلى اللون الأخضر لمدة سنة لعدة سفرات مع زيادة صفحاته إلى (40 صفحة) وتخصيص الصفحات (1ـ6) للمعلومات الشخصية لصاحب الجواز والصفحة (7) لكتابة أسماء الدول المصرح بالسفر إليها، وصفحتي (8-9) خصصت للتجديدات (أربع تجديدات كحد أقصى كل تجديد لمدة سنة).
وفي عام 1396هـ في عهد الملك خالد بن عبد العزيز (رحمهماالله) تم تعديل النظام بحيث أصبح الجواز ساري المفعول لمدة خمس سنوات ولعدة سفرات أو إلى انتهاء صفحاته أيهما اسبق، وأصبح عدد صفحاته (60 صفحة) وضع عليها بعض السمات الأمنية التي تحمي من تزويره.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (حفظه الله) وبالتحديد عام 1409هـ تم إجراء تعديلات على الجواز السعودي حيث أصبح أصغر حجماً وصفحاته أقل عدداً (48 صفحة) وازدادت السمات الأمنية عليه بحيث يصعب تزويره.
ومؤخراً أطلقت المديرية العامة للجوازات جواز السفر الآلي المقروء، والذي تتوفر فيه جميع السمات الأمنية المتلائمة مع متطلبات الحياة العصرية السريعة بحيث يتم إنهائه في وقت قياسي كبير، مما يلفت الانتباه إلى حرص ولاة الأمر على كل ما يساعد على أمن هذه البلاد واستقراره وراحة المواطن.