عرض مشاركة واحدة
  #18 (permalink)  
قديم 20-09-2006, 04:20 PM
النشمي النشمي غير متصل
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: الرياض
المشاركات: 5,131
معدل تقييم المستوى: 1627818
النشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداع
رد: عدسه داخل عدسه

علبة فول "فين الزيت يا أهل الخير"..؟


علي خالد الغامدي
ضحكتُ من خبر صغير نشرته إحدى صحفنا يقول: (اقتصر دعم الجمعية الخيرية بضباء على علبة فول واحدة توزع على الفقراء، والمحتاجين وأكد مدير الجمعية ان العشرات من الأسر يصطفون يومياً على باب الجمعية، ويعودون بعلبة فول واحدة استطاع توفيرها أحد المحسنين).
وانتظرت أربعة أسابيع لأعرف هل قام محسن آخر بتوفير (علب زيت) توزع على هؤلاء الفقراء، والمحتاجين ليكتمل نصاب الخير مع قدوم شهر الخير فيستفيد هؤلاء المحتاجون من (صحن الفول) على مائدة الإفطار، ام ان الجمعية لم تقدّم نصيحتها بتأخير فتح هذه العلب لشهر رمضان، أو ان صلاحية العلب لا تستمر حتى دخول شهر رمضان.
وحسب تصريح رئيس الجمعية فإن (اصطفاف) المحتاجين في طابور للفوز بعلبة فول واحدة لا يتيح لهؤلاء المحتاجين امكانية قراءة تاريخ الصلاحية، ولا يمنحهم فرصة السؤال عن احتمالات توزيع علبة زيت ترافق علبة الفول (ليس في نفس اليوم فهذا يُرهق المحسنين من جهة، والموزعين من جهة) وانما يكون توزيع الزيت بعد أسبوع، أو أسبوعين، ولا يوجد في مخازننا، وأسواقنا، ودكاكيننا أكثر من الزيت، وعلى بعد أميال من جمعية ضباء بالذات زيت زيتون فاخر ليس له مثيل من الانتاج الخارجي..؟
قبل سنوات توسط احد الزملاء لدى جمعية بر خيرية لمساعدة اسرة غير سعودية فكان نصيب الأسرة (كيس بطاطس بالجمبري) فنال الصحفي نتيجة فعلته لوم هذه الأسرة التي كانت تتوقع حصولها على (خزين رمضان) بالكامل، ولا بأس أن يلحق به كيس البطاطس، واللوم جاء مضاعفاً فقد عبّرت الأسرة عن عدم ارتياحها من هذه الصدقة، وعبّر الوسيط، أو الواسطة عن استيائه من الجمعية التي لم تواكب صدقتها توقعاته.
وقرر - بينه، وبين نفسه - ألا يعود لمثل هذه الوساطة مهما كانت الضغوط وهو ما نجح فيه بالفعل فأقفل كل الأبواب، والنوافذ التي تأتي منها هذه الطلبات، والرغبات..؟
وتحاول - صحفنا - تنشيط هذه الجمعيات إذا ما اقبل الشهر الكريم - أعاده الله علينا جميعاً بالخير - أو أن الجمعيات تنشّط نفسها بنفسها لتليين القلوب، وجعلها تنفتح على أعمال البر، والخير فقد نشرت جمعية جنوبية تقريراً عن مساعداتها للفقراء، والمحتاجين تصدرت (الحلاوة الطحينية) عناوينه لتكون علب الفول، وقبلها أكياس البطاطس بالجمبري ماضية في نفس الطريق، وليست غريبة (كما قد يتبادر الى الذهن، أو الخاطر)...
وإذا اقتصر الأمر على توزيع علب الفول، والطحينية، وأكياس البطاطس بالجمبري فإن الأمر لا يتطلب جهازاً وظيفياً يقوم بعملية إحصاء عدد هذه العلب، والأكياس، وإدخالها المستودعات، وكذلك إخراجها من المستودعات، وتسجيل اسماء الأسر المحتاجة، ومن ثم المناداة على اسمائهم لاستلام حصصهم بعد وقفة في الطابور تستمر احيانا من بعد صلاة العصر الى صلاة المغرب (في ايام الشهر الكريم).. وطوال شهر رمضان أمرّ في منطقة جنوب جدة بها جمعية من هذه الجمعيات فارى طابورا من النساء، والرجال وأرى موظفين يدخلون، ويخرجون. لعل ما يقدمونه للمحتاجين يجمع بين علب الفول، والزيت، والحلاوة الطحينية، واكياس البطاطس بالجمبري لأن هذا الانتظار لو وجهته هذه الفئة لعمل يدوي لعاد عليها بالنفع، وعاد علينا بالفائدة..؟

رد مع اقتباس