قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أكثر خطايا ابن آدم في لسانه "
وعن عبد الله بن مسعـود قال : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : الصلاة علي ميقاتها ، قلت : ثم ماذا يا رسول الله ؟ قال :
أن يسلم الناس من لسانك ..
وقال صلي الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
وقال : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة "
قال الله تعالي " ولا يغـتب بعضكم بعضـاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه "
وحين خطب الرسول صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع قال " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلغـت ؟ اللهم فاشهد "
والعـرض هو كل شيء يقبل المدح أو الذم في الشخص وإن كان فيه كهيئته أو طريقة كلامه أو مشيته أو في أهله وأسلافه ..
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في تعريف في الغيبة:
" الغـيبة أن تذكر الرجل بما فيه من خلقه "
وقال أيضاً : " الغـيبـة ذكرك أخاك بما يكره "
ونظر عبد الله بن عمر يوماً إلي الكعبة فقال : " ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة منك " أي أن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة المشرفة " .
والشيطـان يقف للإنسان بالمرصاد ويلبس عليه الأمور فتقول " أنا مستعد أقول هذا الكلام أمامه ولكن هذا لا ينفي عنك إثم الغيبة بل بالعكس فإنك بمواجهته تكون قد اقترفت ذنباً آخر هو مواجهة أخيك بما يكره ، ولو كان أمام الناس تكون قد فضحته والرسول صلي الله عليه وسلم لم يستثني ويقول
" إلا إذا كنت قادراً علي مواجهته بما تقول " .
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلاً فقالوا : " لا يأكل حتي يطعم ( أي لا بد أن يخدمه أحد ويعد له الطعام ) ولا يرحل حتي يرحل له ( أي إذا أراد أن يركب دابة لابد أن يقوم أحد بخدمته ) فقال لهم الرسول " اغتبتمــوه " فقالوا : يا رسول الله تحدثنا بما فيه قال : حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه
( أي يكفيك حظاً من الإثم والشر أن تغـتابه بما فيه ، فإذا ذكرت ما ليس فيه فقدبهته أي افتريت عليه الكذب ) ..
عن جرير بن حازم قال : ذكر ابن سيرين رجلاً ( يريد تعريفه للحاضرين بصفة مميزة فيه ليعـرفوا من يقصد ) فقال : " ذلك الرجل الأسود " ثم قال : استغفر الله ، ما أراني إلا قد اغتبته .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلي الله عليه وسلم " حسبك من صفية كذا وكذا ( قال بعض الرواة تعني أنها قصيرة ) فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته . ( لعكرته وأفسدته )..
· عقــوبة المغـتاب
قال الإمام القرطبي : " والإجماع علي أنها من الكبائر وأنها يجب التوبة منها إلي الله تعالي "
وذكر الفقيه الشافعي بن حجر الهيثمي رحمه الله أن الغـيبة إذا كانت في أهل العلم وحملة القرآن فإنها كبيرة وإلا فهي صغيرة وكل منهما ( الغـيبة والنميمة ) حرام بالإجماع .
وعن البراء بن عازم قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغـتابوا المسلمين ولا تتبعـوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " ..
وعن أبي بكر رضي الله عنه قال بينما أنا أماشي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي ورجل علي يساره فإذا نحن بقبرين أمامنا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، وبلي ( أي بلي إنه كبير وهما يزعمان أنه ليس بكبير ) فأيكم يأتيني بجريدة ، فاستبقنا فسبقته فأتيته بجريدة فكسرها نصفين فألقي علي ذا القبر قطعة وعلي ذا القبر قطعة قال : إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين ، وما يعذبان إلا في الغيبة والبول "...
وعن قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وظهورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء من يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم "