عرض مشاركة واحدة
  #11 (permalink)  
قديم 03-11-2007, 12:40 AM
جاي مشي جاي مشي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 117
معدل تقييم المستوى: 36
جاي مشي يستحق التميز

الجمعيات الخيرية رفضت استقبالها بحجة عمل زوجها في القطاع الحكومي ... سعودية «خادمة» في المنازل لإعالة ثمانية أفراد... والديون« لا تُبقي ولا تذر»

الرياض - ماجد الشديد الحياة - 27/10/07//


قبل أن يصدر قرار وزارة العمل السماح للسعوديات بالعمل في خدمة المنازل بمسمى مديرات منازل، وقبل أن يواجه القرار الرفض من المجتمع، كانت أم محمد ذات الثلاثين ربيعاً تخدم في المنازل منذ ثلاثة أعوام.
عند الاستعانة بخدمات أم محمد لا يضطر أرباب الأسر إلى توقيع عقود أو إخطار جهة مسؤولة بذلك، فيكفي اتصال هاتفي واحد وتحديد المنزل وعدد الساعات المراد العمل فيها، وبعد ذلك يقلها السائق أو سيارة الأجرة إلى المنزل ومباشرة العمل.
تروي أم محمد معاناتها: «بدأ يضيق الخناق على أسرتي المكونة من ثمانية أفراد بعد كفالة زوجي لأحد الأقارب بمبلغ يتجاوز 200 ألف ريال، وبعد تسديد القريب لأربعة أقساط توقف عن تسديد بقية الدين وترك خلالها عمله فتحول الدين إلى كفيله الذي هو زوجي، فأصبح مديناً بمبلغ كبير، إضافة إلى تسديد أقساط سيارته التي باعها بعد محاصرة الديون له».
وتضيف وعبراتها تسبق عباراتها: «سجن زوجي ستة أشهر، كانت تلك الفترة من أسوأ مراحل حياتي، إذ فقدت المعيل وأصبحت مسؤولة عن أسرتي ولا أعلم كيف أعيلهم»، موضحة أنها اضطرت إلى العمل خادمة في المنازل لتحصل على قوت أطفالها الصغار، خصوصاً أن إيجار المنزل قد حان سداده ولم تستطع الحصول على قيمته، وزاد الطين بله قطع التيار الكهربائي لأسابيع، «أصبحنا لا نجد الطعام ولا حتى الأمان في المنزل، إذ إن بِكر الأسرة بنت والأولاد الذكور صغار». وتضيف: «بقيت في عملي أخدم في المنازل بأجر 20 ريالاً في الساعة تشمل أحيانا كلفة المواصلات أيضاً، وقد تبخس الأسرة التي أعمل لديها حقي فلا يصلني كاملاً»، مشيرة إلى أن ما يؤرقها هي الاستفزازات المتكررة من بعض الأسر التي تعمل لديها، وفي بعض الأحيان الانتقادات والإذلال النفسي، «لكن لا أستطيع أن أفعل أي شيء سوى دعاء الله بتفريج الكرب».
ولا تخفي أم محمد تعرضها للتحرش من أحد الأشخاص الغائبي الضمير الذين عملت لديهم، «حاول التقرب مني وقال لي: فتاة صغيرة في مثل سنك لا تحتاج إلى العمل خادمة وعرض علي مالاً، وكاد يقضي التفكير في هذه الحادثة على عملي الذي أعده شريفاً ولا يجعلني أتسول أحد، وأصبحت لا أذهب إلى المنازل إلا في أوقات خلوها من الرجال قدر الإمكان أو في وجود ربة المنزل بالقرب مني ورزقي على الله».
زوج أم محمد يعارض خدمتها في المنازل بعد خروجه من السجن ولكن الضائقة المالية التي عاشتها الأسرة جعلته يرضخ لعملها على مضض، «زوجي بعد أن كفله أحد زملائه في العمل خرج من السجن ومنذ ثلاثة أشهر والدائن يستحوذ على راتبه فور نزوله في الحساب البنكي ولا يدع لنا إلا القليل الذي لا يكفي حتى لإطعام الأسرة أو الإيفاء بمتطلباتنا الضرورية».
وتستطرد: «المنازل التي عملت فيها كثيرة تصل إلى العشرات، وأحظى بالخدمة فيها عن طريق الاتصال الهاتفي، وقد يستمر عملي يومياً وقد يكون لمدة أكثر»، مستدركة بأنه أحياناً تمر الأيام والأسابيع من دون أن تجد أي عمل.
عمل أم محمد بشكل غير نظامي أتاح لبعض ضعاف النفوس عدم الوفاء بمستحقاتها المالية، وتؤكد: «يعلمون أنني لا أستطيع التقدم بشكوى لقلة حيلتي، والطيب منهم يعوضني عن راتبي بإعطائي ما يتبقى من الطعام ومن ملابس قديمة وأحياناً قطع من الأثاث التي تزيد عن حاجتهم في المنزل».
وتعاتب الخادمة السعودية الجمعيات الخيرية التي أرادت الانتساب لها، «أواجه بالرفض والسبب يعود إلى عمل زوجي في القطاع الأمني ولا يقدرون الحالة المادية السيئة جداً التي نعيشها، فقد تمر الأيام ولا نجد ما نأكله»،
مضيفة: «أراد زوجي العمل في النقل بسيارته الخاصة لكن من دون جدوى، لأن سيارته قديمة جداً وتسرف في استهلاك الوقود، كما أنه فكر في التقاعد من العمل للتخلص من ديونه ولكن وجد أن مستحقاته المالية لا تفي بذلك».
وعن المواقف التي عايشتها أثناء عملها في المنازل، تقول أم محمد: «في أحد الأيام ذهبت إلى العمل في منزل معلمة وأثناء عملي هناك قابلت ابنتها الصغرى المقاربة لعمر إحدى بناتي، وبعد تحدثها معي سألتني عن غدائي اليوم، فقلت لها إنني لم أتناول أية وجبة حتى الآن، فأحضرت لي الغداء وأعطتني 50 ريالاً قائلة هذه لغداء أبنائك وعلمت أن هذا المال الذي أعطتني إياه من مصروفها المدرسي الذي توفر منه».
أثناء سرد معاناتها لم تتوقف أم محمد عن ذرف الدموع، وكانت أدعيتها بالستر والعفاف تفصل بين جملة وأخرى، ولذا ناشدت قبل انتهائها من الحديث فاعلي الخير من أبناء هذا البلد بالنظر إليها وعائلتها بعين العطف، والعمل على إنهاء هذا الواقع الأليم والظرف المادي القاسي الذي تعيشه وبات كابوساً يهدد مستقبلها وحياتها الأسرية
http://ksa.daralhayat.com/complaints...85a/story.html

رد مع اقتباس