كم من مرة ينتابنا هذا الشعور البارد والمؤلم في آن،
أن يكون شعار الواحد منا: مدري وش أبي؟!
تبدو الحالة - التعليق، ساذجة جداً، لكنها عميقة جداً،
ونحاول أن ندفع الحديث عنها من أفواهنا،
حتى لا تتمكن الحالة منّا كثيراً.
وجدت بدر بن عبدالمحسن يصور هذه الحالة بشكل بسيط وجميل،
عندما يلجأ إلى بائعة المساويك لتفتيه في شأنه.
بائعة مساويك، تمثل غاية البساطة والتواضع،
وأحياناً ما نتلمس الحكمة عند أناس لم تلوثهم تعقيدات هذه الحياة،
والحكمة، كما نعلم جميعاً، ضالة المؤمن، يأخذها من بائعة المساويك، فخذوا معي منها، ومن بدر:
تجلس عجوز في أول السوق... وبين الشبابيك... وتبيع السوالف، وأغصان المساويك
وما يخالف لو باعتني الحكي... الحكي غالي هالايام...
مريتها... أبي الكلام...
قلت: ياخاله أنا .. إن نسوني الناس زعلت...
وإن ذكروني الناس زعلت...
صمتي وحروفي مبعثره...
ضحكت وقالت:
لو عدلت، سلمت قلب وحنجره ...
ماعطيتها فلوس على العتب... وماريحتني من التعب... قمت وعلى عيوني غباش.
مدت لي مسواك جديد. عييت...
وقالت: بلاش..
إن كانت سنونك نظاف، حطه في جيبك ياولدي
يجلي محانيك الرهاف..
من كل إحساس ردي...
** بدر من نصيحتها يرى الحل في نظافة القلب.
حيث يصبح المرء غير عابئ بذكر الناس أو نسيانهم.
تظنون لو نظفت قلوبنا، هل سنعرف وش نبي؟!
مما راق لي ...