تحقيق - هيفاء الهلالي
تواجه الفتيات في سنوات الشباب الأولى من سن السادسة عشرة إلى سن الثلاثين العديد من التحديات نتيجة انفتاح العالم على بعضه واقتحامه بطريقة أو أخرى إلى بيوتنا المغلقة ومخاطبة القلوب قبل العقول باسم الموضة والأناقة والجمال والحرية وبين طيات تلك المفاهيم تندس مشاعر التمرد والمساواة المزيفة والاستقلال عن الأسرة واثبات الذات على حساب العادات والتقاليد والقيم العقائدية وهذه الأمور هي التي تسبب حالة الفوضى العارمة في نفوس بعض الفتيات اللواتي لا يخضعن لحرية تشبه حرية الشاب في ممارسة حياته دون ضغوط عندها تظهر آثار الكبت والتمرد في شخصيات البعض منهن ويكن عبئاً على أسرهن وتكون طريقة التعبير عن الحرية بالتمرد والعناد وإثارة الفوضى وفرض الرأي والخروج عن العادات والتقاليد بسلوكيات سيئة ولو نظرنا إلى دور المربيات والتربويات والأخصائيات الاجتماعيات لوجدنهن ينتظرن الفتاة ان تخرج للتوجه الى مؤسسة خيرية او ندوات عامة للاستماع لمحاضرة قد تتبخر بمجرد خروجها من المكان فلماذا لا نصنع المكان الذي تمارس فيه تلك الفتاة كل المفاهيم المتصارعة في داخلها بأسلوب إسلامي لتشعر بأنها تواكب العصر وأنها ذات استقلالية وحرية طبيعية وذلك عن طريق إنشاء نوادٍ للفتيات لجذبهن نحو جو حالم مفيد ضمن إطار إسلامي وشامل لكل ما تطرحه تلك الحريات الأخرى على مستوى الانفتاح العالمي لنبث كل القيم الإسلامية في جو يوافق ميولهن عندها يتقبلن كل رسائل التوجيه التربوية والإسلامية وبصورة أعمق. فما هو المطلوب تواجده في تلك النوادي لتجد فيها الفتيات واحتهن الجميلة؟
(نادي الجامعة)
رباب الصالح طالبة جامعية تؤكد على ضرورة تداول فكرة النوادي الخاصة بالفتيات ابتداء من الحرم الجامعي وتواصل "عند الذهاب إلى الجامعة نجد ان هناك وقتاً طويلاً بين بعض المحاضرات وهناك بعض الطالبات اللواتي لا تتوفر لديهن المواصلات في كل وقت للعودة للبيت بين وقت وآخر مما يضطرهن للبقاء منذ الصباح الباكر إلى ما بعد الثانية ظهراً في الجامعة وما يترتب على مكوثهن من بعض المشاكسات والمشاحنات أو اللعب والهرج والمرج المبالغ فيه للقضاء على الوقت ونادراً ما نجد من تمسك كتاباً للمراجعة أو القراءة، حتى مكتبة الجامعة بعيدة وروادها قليلون لقدم الكتب ولارتباط الكتب بالناحية الاكاديمية بعيدة عن الكتب المتنوعة والقصص الشيقة التي تكسر الملل والوقت، مما يضطر حارسات الأمن إلى تهدئة الفتيات وإطلاق العنان للسخط من قبل الطرفين ولكتابة التعهدات والتطاول بالألفاظ، فلو كان هناك نادٍ خاص بالطالبات لممارسة رياضة معينة أي يكون هناك مكان رياضي مجهز بالعديد من الاجهزة الخاصة بالتمارين الرياضية واللياقة والبدنية لتفجير الطاقة لديهن مع وجود مقهى خاص بالنادي ومكتبة مختلفة بكتبها المنوعة بعيدة عن تلك الكتب والمجلدات الرتيبة لكان متنفساً للفتيات الجامعيات ولتجنبهن الكثير من السلبيات.
(الاسترخاء)
غدير الحارثي طالبة جامعية تقول "تعتبر جلسات الاسترخاء على تلك المساحات الخضراء بجانب حوض السباحة بزرقة المياه بمثابة غسل النفس من شوائب وضغوط الحياة فالإنسان يحتاج إلى فلترة لحياته وتجديد وتلوين لكي يكون قادراً على مواجهة الصعاب من جديد، وفكرة نادٍ خاص بالفتيات بعيداً عن تلك النوادي الملحقة بالمستشفيات والنوادي الملحقة بالجمعيات الخيرية وهنا نحقق هدفين الأول تنمية الوعي الرياضي من اجل الصحة الجسدية والنفسية لديهن والثاني من اجل ربط الفتاة بالنادي لكي ترتاده وتستفيد من برامجه فنحن نلمس اندفاع الجميع بالبحث عن التغيير فجيد ان يكون هناك مكان مخصص للاسترخاء والراحة ومهيأ بكافة الاحتياجات الخاصة للفتيات كمقاعد المساج والمسابح مع وجود مقاهٍ للمشروبات الساخنة والباردة والوجبات الخفيفة على أن يكون النادي تحت رقابة جيدة وضمن اطر إسلامية مع تعيين لجان مشرفة على سلوكيات النادي ومن ترتاده مع مراعاة الهندام المحتشم.
(الجو العائلي)
أروى علي طالبة جامعية تلفت الى ضرورة استغلال نوادي الفتيات لإعطاء مفهوم عميق في الترابط العائلي "كأن يكون هناك ملاهٍ وألعاب للأطفال وجلسات بيوت شعر وتراثية لجذب السيدات الكبيرات في السن ليتحول النادي لاستراحة كبيرة يجد الجميع فيه متنفساً لهن بل وهذا يدفع بالأهل بالسماح لبناتهن بارتياد النادي عندما يجدن انه تحت حماية وضمن إشراف وانه بجانب كونه ترفيهاً ففيه المحاضرات الدينية والتربوية والنفسية والأمسيات الشعرية والأدبية للارتقاء بالذوق الأدبي وتنمية الحس الاجتماعي وربط الجميع بالوطن وبما يدور حولنا من احداث وما هو المطلوب لمواجهة التحديات كلها وهذه الأمور تضيء عقلية الفتاة وتجعلها اكثر نضجاً وعقلاً ونفعاً لنفسها ولمجتمعها.
(ملتقى الصداقات)
لا مانع أن تكون الصداقة هي أساس ذهاب الفتاة للنادي وهذه هي البداية وتواصل امجاد الغامدي "وبعد ذلك يصبح النادي جزءاً من الفتاة ويكبر احساسها بالانتماء لهذا المكان لارتباطه بناس تحبهم يتمثلون في صديقاتها وبالتالي تكبر حلقة اللقاءات لتشمل الأهل وفيها فرصة أن تتعرف الأمهات على صديقات بناتهن وأمهاتهن بدلاً من ان تكون الأم منعزلة تماماً عن نوعية الصديقات اللواتي يصاحبن ابنتها وبدلاً من رفض صديقة أو قبولها بناء على عقلية متحجرة والرفض لمجرد الرفض دون التقرب من ابنتها وفهم مشاعرها وافكارها وتربيتها عاطفياً بالحب والحنان فالنوادي هذه منتفس للفتاة وفرصة لكل من تحمل كلمة حق أو دعوة خير ان تذهب وتتقرب للفتيات وتنصحهن حيث تستوجب النصيحة بدلاً من الشتائم على المنابر العاجية وتوجيه الانتقادات للجيل الجديد بخروجه عن المألوف.
(النادي الأدبي)
من المفيد جداً وجود فكرة نوادٍ الفتيات والمفيد ايضاً تنفيذها وفق استعدادات جيدة وتواصل سميرة السليماني "ففكرة إنشاء نوادٍ للفتيات لابد ان يكون الكتاب جزءاً منها ففيه المعرفة الأولى وأول ما انزل على رسول البشرية صلى الله عليه وسلم "اقرأ" لعظم فائدة القراءة وللأسف الفتيات أغلبهن لا يقرأن والسبب الأول لارتباط القراءة بالمدرسة أو الجامعة والسبب الثاني لافتقار معظم المكتبات المدرسية او الجامعية للكتب المشوقة الخفيفة.
(التسوق) وفاء القحطاني تؤكد على مبدأ التسوق فتقول "إن أكثر ما يلفت نظر الفتيات لجذبهن لأي مكان هو المشتريات وان يكون هناك فرصة للتسوق المريح بعيداً عن مضايقات بعض الشباب لهن، ومن المريح جداً ان تتسوق الفتاة براحة ويسر ولعل هذا عامل جذب لتنمو فكرة نوادي الفتيات الصحية وهذا دافع لعرض العديد من انواع الرياضة الخفيفة والثقيلة والمحاضرات الصحية لربط الفتاة الكسولة المتراخية بنشاط رياضي معين وما للرياضة من اثر ايجابي على تجديد حيوية الجسم والقضاء على الاكتئاب ولو كان هناك محلات تجارية نسائية لعرض الملبوسات الخفيفة التي تناسب الفتيات والتي تشمل التخفيضات التي تعرض لدى الماركات العالمية خصوصاً ان هذا الجيل مولع جداً بتلك الماركات فلو كان جو النادي مفعم بالحيوية والتسوق والمشتريات لجذب الفتيات لارتياده فيكون اكثر من مجرد نادٍ صحي ليتحول إلى نادٍ ترفيهي وهناك ووسط تجمعات الفتيات ووسط ارتياحهن النفسي تستطيع اي تربوية او محاضرة او داعية ان تلقي ما في جعبتها من اطروحات تمس الفتاة وسط الجميع ولو بعض التنبيهات والتوعية الدينية وقد لا تحدث الاستجابة منذ البداية ولكن مع الوقت ترتبط بأفكار جديدة ومبادىء ثابتة وتتعمق القيم الايجابية ومفهوم الحرية والشعرة الفاصلة بين الحلال والحرام