يعتبر الجراد من الآفات الفتاكة بالمحاصيل الزراعية ... و لذلك نجد ان منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) توجه نداءاتها السنوية لمكافحة هذه الآفة و ذلك بدعم الدول المتضررة و المحتمل مهاجمتها بهذه الكارثة الطبيعية لإصلاح ما قد فسد من المحاصيل الزراعية و الإبقاء على ما بقي منها . حيث أن للجراد بحول الله قوة تلحق الضرر بكثير من المحاصيل الزراعية و تأتي على الأخضر و اليابس ..
و ما نمر به هذه الايام من أجواء وما نحن مقبلين عليه هو الوقت المناسب لخروج الجراد و إنتشاره حيث يعتبر فصل الشتاء هو مرحلة إكتمال النضوج الجنسي لدى هذه الفصيلة ..و نقطة لبداية خروجها و إنتشارها ..
ما دعاني للكتابة عن الجراد هذا اليوم .. هو فصيلة أخرى من الجراد لا يمكن مكافحتها بالأساليب التقليدية كغيرها .. و أستحالة التنبؤ عن مراحلها الحياتية و دورة حياتها كباقي الفصائل .. حيث أن ما يميز هذه الفصيلة عن باقي أنواع الجراد أنها تعيش في جميع الأوقات و تعتبر فصول السنة بجميع شهورها مناسبة لها لتأتي على الأخضر و اليابس دون هواده .. و إن أردنا التطرق إلى صفة أخرى فهي تمتاز بتكيفها و تعايشها مع الحياة البشرية .. و هذا يعطيها حرية التنقل و الإستبداد و الفتك على مدار اليوم .. دون أن يتم كشف أمرها أو الوصول إليها ..
إن ما يقوم به تجار الطمع و الجشع مقابل المواطن هو أشبه ما يكون لمحصول زراعي يقابل أسراب من الجراد و التي لا هم لها سوى الفتك بهذا المحصول و التقدم لآخر .. و قد يمكن السيطرة على أسراب الجراد الحقيقي بواسطة معدات مخصصة لذلك .. و لكن لايمكن القضاء على أشباه الجراد بأي وسيلة كانت .. سوى بدواخلهم و أن يراعوا الله في حال هذا المواطن المسكين
و الذي يجتهد ليله مع نهاره لإطعام صغار خلفه .. لا هم له سوى توفير رغد من العيش لهم و إخراجهم للمجتمع كرجال و نساء صالحين ينهضون ببلدهم إلى مصاف دول أخرى ..
و ليس كل التجار كما أسلفت .... فهناك من فاجأنا خلال شهر رمضان بتخفيض لأسعار السلع مراعاة للجانب الإنساني .. و القناعة بقليل الربح .. ضاربا بذلك أروع مثل للمواطن الصالح لبلده . و ليكون ذلك لبنة صالحة من لبناته .. و هناك الكثير و الكثير غيره .. و لكن أتحدث عن من كان همهم الدينار و البحث عنه على حساب الآخرين ..
و هذه دعوة صادقة .. للوقوف جنبا إلى جنب و مراعاة الغير .. و النظر في أحوال من هم حولنا .. فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا كما قال عليه الصلاة و السلام ..
تقبلوا تحياتي
بقلم
وزير بدون وزارة