كاشيرة حرام .. شحاذة حلال !
على شارعين
كاشيرة حرام .. شحاذة حلال !
خلف الحربي
تجلس المرأة على الرصيف تحت لهيب الشمس تبيع ملابس داخلية للرجال.. عادي حلال!، يقف الرجل في محل الملابس النسائية يبيع الملابس الداخلية للنساء ويجادلهن في المقاسات السرية.. عادي حلال!، تتجول المرأة الفقيرة على قدميها في البلاد التي أغرق خيرها العالم الإسلامي لتتسول أصحاب السيارات الفارهة عند الإشارة المرورية.. عادي حلال!، تعمل المرأة كاشيرة في السوبر ماركت.. حرام، لا يجوز، منكر، اختلاط، جهنم الحمراء!.
تتساءل: كيف يجوز للرجل أن يجلس على كرسي الكاشير ويبيع للنساء الجبن والزيتون والفاصوليا دون أن يعد ذلك اختلاطا، بينما لا يجوز أن يحدث العكس، حيث يعتبر جلوس المرأة على كرسي الكاشير وبيع الجبن والزيتون للرجال اختلاطا يقود إلى الخلوة؟، فيأتيك الجواب: (كيفنا.. لا نريكم إلا ما نرى؟.. حنا أبخص)!.
ولإن تعاليم الإسلام تطالبك بأن تستخدم عقلك وتنهاك عن تسليمه للآخرين دون مناسبة تبدأ بتنبيش فتاوى التحريم فلا تجد نصا قرآنيا واحدا يفيد بحرمة عمل المرأة في المهن المتعلقة بالبيع والشراء، تقول: ربما استند القوم إلى حديث شريف حين حرموا عمل الكاشيرات.. فلا تجد حديثا، تمني النفس بأن من قالوا بالتحريم قد يتعطفون عليك بأي دليل شرعي يشير ولو من بعيد إلى حرمة قيام المرأة بالعمل في مهنة الكاشير، ولكن سرعان ما يخيب أملك لأن الفتوى خالية من كل دليل، من يحتاج أصلا إلى دليل؟، تراجع نفسك.. تعود إلى حجمك الطبيعي الضئيل وتحاسب نفسك بقسوة: من أنت يا جاهل كي تسأل عن الدليل؟.
يوسوس لك الشيطان بأن هذه ليست فتوى بل وجهة نظر!، فتقول له بحزم: (ولا كلمة.. يا علماني.. يا ليبرالي.. يا تغريبي.. نهايتك جهنم وبئس المصير)، يهزأ الشيطان من غضبتك المضرية ويواصل وسوسته: (كما تشاء.. ولكن صدقني الفتوى دون دليل تتحول إلى وجهة نظر!)، تستغفر الله العظيم من كل شيطان رجيم وتحاول غلق باب الوساوس اللعينة، تطرد الشيطان وتتخلص من أفكاره المسمومة، ولكن عقلك الصغير لا يزال غير مقتنع بأن عمل المرأة كاشيرة أمر محرم في الإسلام!.
ولأنك لم تحصن نفسك جيدا، كما يفعل أهل الخير والصلاح، فإن الشيطان سرعان ما يتسلل إلى عقلك من جديد، لا تجد خيارا أفضل من أن تغلق الباب على نفسك جيدا كي لا يسمعك أحد، وتقول مخاطبا الجدار: عدد النساء اللواتي يعملن كاشيرات حتى هذه اللحظة لا يتجاوز 90 امرأة، سوف تقطع فتاوى التحريم أرزاقهن، فلماذا لا يتبرع دعاة التحريم بتامين 90 وظيفة حكومية، بحيث يستخدمون وساطاتهم كي يعينوا عليها الكاشيرات بعد انقطاع مصدر عيشهن؟!.
التعديل الأخير تم بواسطة magic ; 03-11-2010 الساعة 02:15 PM
|