دعوني أخبركم بقصتي :
في أحد المساءات الحزينة اطلعت على موقع حلول البطالة لكي اتابع آخر التطورات عن ديوان المظالم
فوجدت عنوانا جديدا لم أعهده متصدرا للمواضيع المثبتة يخبرني بأن النتائج قد خرجت للنور وليتها لم تفعل ، دخلت الموضوع وتتبعت الرابط ليوصلني
إلى موقع الديوان ، قرأت الخبر والشروط بنصف وعي بعدها وضعت رقم هويتي كي استعلم وفي هذه اللحظات خرجت جميع المشاعر والوساوس وسكنت مخيلتي ، وفجأة نزلت الكارثة متمثلة في هذه الكلمات " نأسف لعدم تجاوزك المرحلة السابقة من مراحل المسابقة " وفي حركة سريعة لم تستغرق أجزاء من الثانية نظرت إلى رقمي هويتي داعيا الله أن يكون لمتسابق من الاثني عشر ألف وألا يكون رقمي  ولكن الأشياء الجميلة لم تعد تفاجئني مؤخرا ، من نعم الله علي وما أكثرها أنني عندما أحزن .. أنام ، نمت تلك الليلة بعد أن عقدت العزم على زيارة المسمى بديوان المظالم ، أستيقظت عند التاسعة صباحا ، ومن السرير إلى مقعد السيارة فترة لا تتجاوز العشر دقائق .
وصلت إلى الديوان في تمام العاشرة ، عند دخولي عليهم استدعاني حارس الأمن وطلب هويتي وسجل البيانات التي يريد في ورقة خصصت للزوار الغرباء في مثل هذا سألته عن المسؤول عن التوظيف ، فأجاب بابتسامة ماكرة : الدور الثامن . سافرت إلى الدور الثامن ، ثم دخلت على أحد المكاتب
كان المكتب كبيرا ، ومقسما لمكاتب صغيرة ، سألت الموظف : من المسؤول عن التوظيف هنا .
- تقصد الـ 930 وظيفة .
- نعم .
- أنا المسؤول ، ماذا تريد ؟
- جئت أسأل هل الأسماء التي خرجت على موقعكم تشمل جميع الوظائف أم الوظائف التي لها علاقة بالحاسب الآلي ؟
- لا جميع الوظائف ، أنت متقدم على أي وظيفة ؟
- مصحح لغوي .
- هل تعلم أن عدد المصححين اللغويين الذين أجروا المقابلة الشخصية بلغ ألف وخمسمئة شخص .
- يا رجل !!!
- نعم ، ثم اخترنا من هؤلاء الـ 1500 أربعين ثم بعد اختبار الحاسب سوف نختار اثنين .
- والله
- أي والله
- طيب برب
- تيت