فيصل السعدي - الدمام
يتلقى 13 طالبا مكفوفا تعليمهم على الارض بعد تطبيق سياسة دمج المكفوفين بالاسوياء في التعليم العام. وكانت وزارة التربية والتعليم اقرت دمج المكفوفين مع الأسوياء بعد إنشاء معاهد النور بداية عام 1380هـ - 1960م , وتمت إعادتهم إلى مدارس التعليم العام في عام 1404هـ ـ 1984م وإلى يومنا هذا والقرار يتجه للدمج تارة وللفصل تارة أخرى مع وجود الإيجابيات النظرية للدمج فإنها لم تجد المنشود منها تطبيقيًا خصوصًا في المدارس غير المهيأة أساسًا للدمج.عوائق وبين القرارين «قرار الفصل وقرار الدمج» تأتي مدرسة الأمير فهد بن سلمان الابتدائية بحي المزروعية بالدمام لتضم بين جنباتها 950 طالبا فيهم ثلاثة عشر طالبا كفيفا يواجهون عوائق وظروفا من شأنها أن تجهز على كل طموح وتنهي كل أمل قد يجده أحدهم في سبيل تحقيق نجاحه العلمي والمهني ونجد أن الصورة النموذجية الظاهرة على المدرسة تخبئ بداخلها الصورة غير المقبولة عما يواجهه المعلمون والطلاب من مشاكل وضعف في الأدوات والوسائل التعليمية، وكذلك الغرفة الوحيدة المخصصة للطلاب المكفوفين جميعهم وعددهم ثلاثة عشر طالبا على مختلف المراحل وهم: طالب واحد بالصف الأول وطالبان بالصف الثاني وأربعة طلاب بالصف الثالث وثلاثة طلاب بالصف الرابع وطالبان بالصف الخامس وطالب واحد بالصف السادس وفر لهم أربع طاولات دراسية فقط هي الموجودة في الغرفة بعد أن كان عددها كافيًا ولكن المدرسة دائمًا تقوم بتعويض النقص في فصول الأسوياء بأخذ ما يحتاجونه من غرفة الطلاب المكفوفين لتجد معظم الطلاب المكفوفين يأخذون دروسهم وهم جالسين على الأرض.انتقال ثلاث سنين منذ انتقال فئة المكفوفين لتدمج مع طلاب ابتدائية الأمير فهد بن سلمان والصبر والانتظار عنوان للمكفوفين في المدرسة ولكن لابد للصمت أن يطرد بصوت مدو يصل الى أصحاب القرار لعل المعاناة تجد من يتقبلها والمشكلة تجد من يحلها.
وأوضح معلم - تحتفظ الجريدة باسمه وعنوانه - بأن دمج المكفوفين هو تلقي الطالب الكفيف تعليمه مع طلاب المدرسة العادية يصاحبه تقديم خدمات التربية الخاصة له وأوضح أن الوزارة بعد أن وصلت لقرار دمج الطلاب المكفوفين وسحبهم من عزلتهم في معاهد النور قامت في عام 1404هـ ـ 1984م بإعادة المكفوفين للمدارس العامة حيث بادر معهد النور بمنطقة الأحساء بإرسال بعض طلبته في المرحلة الثانوية لمدرسة قريبة من المعهد . وأوضحت هذه الخطوة عن نتائج إيجابية ذلك الوقت واستمر الوضع على هذه الجهود الذاتية من معهد النور بالأحساء ومنطقتها التعليمية إلى أن اعتمدت الوزارة هذا الأسلوب التربوي في تعليم المكفوفين وأشرفت عليه ومن ثم طرحت التجربة على جميع معاهد النور بالمملكة.رعايةوعن الدمج في مدرستهم أوضح الملعم أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى رعاية أكبر تواكب ما يعلن من الميزانية لتعليم فئة المكفوفين وتوفير الوسائل المطلوبة لتعليمهم . فمنذ ثلاثة اعوام - أي منذ أن أختيرت مدرسة الأمير فهد بن سلمان الابتدائية بالمزروعية لتكون الحاضنة لنظام الدمج والوسائل والأدوات - لم تتغير ولم نجد ما كنا نوعد به . فغرفة المصادر وهي الغرفة المخصصة للطلاب المكفوفين لإعطائهم موادهم الدراسية فيها وتحوي جميع الوسائل الدراسية التي وفرت في المدرسة لم يتم التجديد في وسائلها . فقد قمنا بنقلها معنا من موقعنا السابق إليها حينذاك ولم يتم الوقوف على احتياجاتنا بعد ذلك من قبل المسؤولين مع علمهم بما نحتاج اليه وبما ينقصنا واتصالاتنا لم تتوقف ولكن دون جدوى.
غير مناسب
وقال معلم آخر - تحتفظ الجريدة باسمه وعنوانه - بأنه أحد ستة معلمين مكلفين برعاية الطلاب المكفوفين بالمدرسة وتعليمهم وتم توزيع 92 حصة على المعلمين الستة وليست المشكلة هنا بل عدد الحصص مناسب جدًا لجميع المعلمين ولكن كيف لأحدنا أن يستطيع تقديم مادته الدراسية والقاعة (غرفة المصادر) هي المكان الوحيد المخصص للطلاب المكفوفين لأخذ دروسهم فيها، وبذلك فطلاب جميع المراحل الابتدائية من الصف الأول إلى الصف السادس يعطون الدروس في آن واحد وكل معلم يجد زاوية له في القاعة يشرح لطلابه فيها مادته . وأضاف أن في الطلاب من يعاني صعوبة التعلم مع توافر كل الوسائل لتعليمه فكيف سيكون مستوى صعوبة تلقيه وتعلمه في جو كهذا؟
جلوس على الأرض
بعد ذلك كان الحديث مفتوحًا وكسر حاجز خوف وخجل بعضهم ليدلى الطلاب بدلوهم معبرين عن مشاكلهم ومعاناتهم بكلمات بسيطة تصف حالهم وتنقل مطالبهم. فقال أحدهم إنه يريد الجلوس على كرسي خاص وأمامه طاولته التي سيكتب عليها اسمه, وقاطعه زميله قائلاً: كلنا نريد كراسي وطاولات خاصة لكل واحد منا ولكنهم سيأتون ويأخذونها, ومن على أحد الكراسي تحدث آخر موضحًا أنه يعاني المضايقات التي يجدونها في ظل ازدحام المدرسة بالطلاب, ليصرخ أحدهم في وجوه زملائه طالبًا منهم الصمت عن المطالبة بأي شيء . وعلل ذلك بأنه ليس هناك من يريد أن يساعدهم ويعطيهم ما يطلبونه, فداخله أحد زملائه قائلاً: الحمد لله أن بقي لنا خمس طاولات ويكفيني أن أجلس عليها يومًا وأجلس على الأرض يومًا آخر.