وصفه مجربه تنسيك هموم الدنيا,,,,,
وصفة مجربة تنسيك هموم الدنيا...............
من جعل الهموم هما واحدا، كفاه الله هم دنياه ...
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول: { من جعل الهموم هماً واحداً، هم آخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك } [رواه ابن ماجه وهو صحيح].
و كيف لا يكفيه الله ذلك الهم و هو قد جعل همه الوحيد إرضاء الله، و إنك ترى الصالحين هم أكثر الناس سعادة في الدنيا، يقول أحدهم "إنه لتمر علي ساعات أقول فيها، لو كان أهل الجنة في مثل هذا لكفاهم"، و يقول الآخر "إنا في عيش لو علمه الملوك لجالدونا عليه بالسيوف".
و كيف تقارن من يراقب ربه و يعمل لإرضاءه بمن يسعى لإرضاء الناس في سخط الله، وقد صح الحديث عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمسك رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) رواه ابن حبــان في صحيحه.
فتجد أهل الإيمان أكثر الناس بشاشة و رضا و سرور، و أكثرهم وضاءة في الوجه، و تلقى محبتهم على الناس، وهذه تلمسها بنفسك في رمضان حين تكون قريبا من ربك، أو في العمرة حين تناجي رب العالمين، فبالله عليك ألا تكون تلك أسعد اللحظات. وأصل ذلك أن محل السعادة في القلب، والقلوب لا تهنأ ولا تطمئن إلا وهي خاشعة لربها منيبة إليه "الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
و لا داعي لذكر من تشعبت به الهموم و تملأ زفرات الحسرات قلبه، و المسكين لا يدري من أين أتته الهموم، فهو حالنا جميعا إلا من رحم الله.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: { من كانت الدنيا همه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة } [رواه ابن ماجه وابن حبان].
نسأل الله أن يجعلنا و إياكم من عباده الطائعين، وأن يكفينا هم دنيانا.
|