قصة احد التائبين عن سماع الاغاني وصاحب موقع اغاني
بداية قصتي كنت قبل سنوات مضت من المسرفين في المعاصي ومن االمضيعين للصلوات
ولا أخفي عليكم كنت من الداعين إلى الظلال من خلال الأنترنت بالأغاني بل وكان لدي موقع أغاني يهتم بالفنانين والمغنين ولكن لم يدم طولاً فقد أصابني كثير من الهموم والضيقة التي تصيبني ما بين الفنية والفينة وكنت فعلاً تضيق بي الأرض بما رحبت كما قال تعالى في محكم التنزيل
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
فكانت الهموم والمشاكل تطاردني من مكان لمكان
حتى أهلي قد سأموا من حالي وبعضهم كان لايتمنى مقابلتي ولا السلام علي مع العلم بأني من أسرة ولله الحمد محافظة وتحب الخير لكن أصدقاء السوء الذين كانوا يفسدون أفكاري وكنت فعلاً لا أصلي إلا بعض الأوقات وبعضها أتركها لأيام
ولكن قد أثر علي موت أحد أصدقائي فبدأت أعود للصلاة وأحافظ عليها لكن هيهات هيهات فالشيطان وقرناء السوء لي بالمرصاد فرجعت مقصر للصلوات ولكن لم أستطع تركها نهائياً فقد كنت أصليها مهما حصل ولو تأخرت والسبب في ذلك لا أعلم ؟؟
لكن ربما لأني وجدت راحتي وسعادتي في صلاتي فهذا الأقرب .
فبعد فترة وأنا أتصفح المواقع أحسست بضيقة في صدري لا أعلم مصدرها لكن أيقنت أني أريد أن أبكي من شيء في نفسي من الحزن فكما هو حال المذنب دائم في حزن ودموع من الضيق والحزن حتى من لاشيء
وكنت فعلاً كثير البكاء في السابق من الضيق والحزن
الذي يصيبني مع العلم بأن لدي كل مايسمية الشباب بالملهيات كالمال والسيارة والاصدقاء ولم يكن ينقصني شيء من ملذات الدنيا
وبعد أن دخلت عدة منتديات من المنتديات الغنائية الشبابية التي تعج بالذنوب قررت أن أذهب لأرى ما حكم المقصر في الصلاة لأني دائم كنت أسمع من والدي ووالدتي بأن الصلاة نور القلب وأن الصلاة سعة في الرزق وأن السعادة في التمسك بالصلاة
وكان والداي يدعوننا بالصلاة والسنة الراتبة والمحافظة على صلاة الليل ولكن هل من مستمع فقد كنت أهرب من سماع تلك النصائح الثقال على قلبي ولك لأكن أعلم بأن نور الهداية على تلك الكلمات وأن نور الحياة على هذه .
وبعد أن دخلت على احد محركات البحث وجدت ضالتي باحد المنتديات الإسلامية ودخلت عليه وقرأت ما قرأت وأخذت ما أخذت ولفت أنتباهي لتك الدعاية لأحد المنتديات الإسلامية لاأعلم لماذا لفت إنتاهي ربما لأن الموضوع كان يشغل بالي منذ فترة أو كثرة التفكير في الشيء أي التوبة جعلني أهتم له
وكان ذلك الموقع هو طريق التوبة
هذا الموقع المبارك الذي كان بداية خير لي بعد الله
فبعد أن لفت أنتباهي هذا البنر الإعلاني دخلت للتصفح ولأرى ماعند هذا الموقع ولم أكن لأعلم أنه بداية النهاية وأنه بداية خير وهداية لي فسبحان الله الذي سخر لي هذا الموقع بأن تكون بداية إستقامة وسبحان الله بأن سخر لي الأسباب للهداية فاللهم لك الحمد
فدخلت على هذا الموقع وإذ به على ما هو عليه الآن من تصميم وكأني أتذكر تلك النشيدة (( نور حياتك )) مع تعليقات للشيخ خالد الراشد لاحرمة الله من الأجر
يعلق تعليقات قد أصابت قلبي بسهم الخوف من الله والخوف من العقوبة والتعلق بالله عز وجل وباب التوبة وأصبت بالرجفة والدموع تجري فلم أستطع ان أتمالك نفسي فبكيت وكأني على موعد لتلك اللحظات الحاسمات
فبكيت حتى تعبت من البكاء فقت من مكاني
وذهبت وتوضأت وصليت ركعتين ما أجملها من ركعات ودعوت الله بالهداية وقمت على جميع المعاصي التي في غرفتي وبدأت أكسرها أكسرها حتى أدمت يداي ولكن
لم أكن لأحس بتلك الدماء طبعاً من لذة التوية إلى الله قد أزاحت مني ألم التكسير التي أصابتني
وبعد أن فرغت منها أسرعت للسيارة لأكمل ما تبقى هناك وفعلاً أنهيت كل تلك المعاصي ونظفت غرفتي من جميع المعاصي التي كنت عليها ومن ثم هجمت على منتداي والذي كان نبراس للشر
وكتبت ما كتبت من إعلان توبة وإنهاء
العلاقة معهم والعزم على تدمير هذا المنتدى الفاسد فكان ردة فعل الاعضاء والمشرفين بالأستغراب من ماكتبتة لأنه غريب مني هذا التصرف .
فلم أبالي لهم وقمت بمسح كل شيء كتبتة يغضب الله وبعدها نمت وكانت من أجمل الأيام في حياتي (( السابقة)) وكان أول صلاة لي بعد هذه التوبة صلاة الفجر والله إني كنت أمشي سعيداً لصلاة الفجر وكان بودي أن أطير فرحاً وصليت خلف الأمام وكنت فعلاً سعيداً وقد دخلت علي أهل بيتي السعادة
وفي يومي هذا قصرت ثيابي المسبلة وتركت لحيتي ونظفت غرفتي من كل شيء وبدأت بالطيب و البخور والمسواك فلم تفارقني تلك الأشياء وقررت أن أذهب إلى تسجيلات إسلامية فلم أكن أعرف الطريقة التي يطلب بها الشخص الشريط فكنت في السابق أنظر إلى صور الغلاف والأغاني التي في الشريط ومن ثم أقرر أشتريه وكنت خبيراً في تلك الاشياءنسأل الله العفو والعافية
فوفقني الله بشخص عرف أني جديد عهد وأعطاني أشرطة من التي تعين على الثبات وكانت ولله الحمد أرخص من تلك الأغاني الشيطانية وكان بودي أن تكون أغلى ثمناً حباً لنفع من ينتجها
والحمد لله كانت تلك بداية التوبة وقد تركت كل رفقاء السوء وقد غيرت هاتفي وكل مصدر يستطيع أحد أن يصل إلي
فحالي قد تغيرت سريعاً وكان أقربائي وجيراني وأهلي كل ماشاهدوني يقولون لي بأنك تزداد نوراً يوماً بعد يوم فقلت والله أنها نور السعادة والطاعة من بعد ظلام المعاصي والذنوب
فبعد فترة من توبتي إذ بي أجد أخبار من أحد الزملاء تفيد بأن عدد ليس بالقليل من رفقائي السابقين قد تابوا إلى الله وقد أعلنوها توبة وهم الآن لهم دروس يومية ولديهم مخيمات دعوية
فقلت سبحان الله بهذه السرعة فلم أستطع الصبر
فذهبت إليهم ومن أول وهلة رأيتهم فيها كانت الدموع والفرح والتعانق فكانوا حقيقة في سعادة وقد تغير حالهم فأنظميت إليهم وكنا شعلة من النشاط في الدعوة إلى الله وعدنا إلى موقعنا الغنائي وهدمناه من جذورة
وحولناه إلى منتدى إسلامي وصرح دعوي
ولازال كذلك حتى يومنا هذا ولله الحمد والمنه ومضت السنون ونحن ولله الحمد على مانحن عليه وكثيراً منا قد تزوج وأصبح لدية أسرة فعندما نجتمع كلاً منا يشاهد بعضنا البعض وكأننا نقول في انفسنا
سبحان الله الهادي سبحان مغير الأحوال
أخوتي هذه قصتي
فوالله أن السعادة في القرب إلى الله
فكثير من الشباب عندما نقول له التوبة التوبة يقول يا أخي أنا أريد أن أتوب لكن أخاف أني أرجع فأنا أقول لمثل هذا والله من يتوكل على الله فهوا حسبه ومن يصدق مع الله فلن يخذله الله ولاشيء مع الدعاء ينتكس
ولاتخف أنت أقدم على التوبة فوالله أن الله يسير لك الأمور وأبشر بالمبشرات التي سوف تشاهدها بعد توبتك
فالله الله بالدعاء وبالبحث عن مصادر التوبة وبالبعد كل البعد عن المضلات والمعاصي فإن المعصية تجر المعصية أو تقول اختي أختي