بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم : الاربعاء
الساعة : 9:30 .

كنت نائم في بيت جدي في مكة .

دق عمي على الباب ويقولى قوم بسرعه البس ثوبك بسرعه نروح لعمك في جدة جالس يصيح ويبكي

قلت عسى خير يارب ويش فيه

يقول

بنات عمك وزجته توفوا في البحر ..( يالله رحمتك , اللهم لا اعتراض )

((( والبحر غدار وصدق من قالها )))

جاني خبر كالصاعقة على قلبي وعلى عائلتنا لما سمعت خبر وفات بنات عمي وهم في عمر الزهور

( باختصار موجز الحادثة ) المهم تجمع عماني ورحنا للمستشفى في قسم الوفيات وكان عمي ابو البنات
في قسم حرس الحدود لانهاء الاجراءات ,
و دخلنا على غرفة الموتى وقلبي ينتفض من الام والحزن والبكاء

طبعا الثلاجة كانت ممتلئة من الموتى وكانو بنات عمي في الغرفة المبردة وامهم داخل الثلاجة
وكان اكثرهم نساء .
ولما شفت منظرهم واثار الدماء على اذنيهم وجسمهم , سبحان الله كانهم نائمين

جلست اقبل راسهم وامسح على شعورهم وقلبي يتحسر على ماجرالهم ولكن الله ارحم بيهم منا
والموت لايعرف صغير ولا كبير ,

وبعدها خرجنا لاانتظار في الصالة وبتذكرت وقتها اني لم اصلى العشاء وتوظيت وصليت في المستشفى وقلت في نفسي كيف لو الموت جاني وانا ماصليت ..
وبعد ساعتين جاء عمي من القسم ومعه صديقة , ولما شافنا
جلس يبكي مثل الطفل الذي يريد امه ويرتجف جدا من الفاجعة ويحضنا واحد واحد بكل قوة ويذرف دم من روحه .
جلسنا نواسية ونطيب بخاطره ونذكرة لله والصبر وان له الجنة باذن الله ....الخ ,

( اما انا ماقدرت ان اكون قوي في ذالك الموقف الصعب )


المهم رجعنا للبيت في انتظار انتهاء اجراءات حرس الحدود واجراءات الدفن
وجاء اليوم الثاني لااستلام الجثة ,
ذهبنا للثلاجة
وكان حاضرا والد واقارب زوجه عمي في انتظار اوراق الرسمية للخروج
ورائيتهم يبكون واخذنا نصبر بعض على مافقدناه ’ وبعد غسيل الثلاثة والصلاة عليهم
ذهبنا للمقابر للدفن ونزلت للمقبرة الاولى وماكنت ادري من الى راح ادفنها بنفسي
وشوي نزل اخو زوجة عمي ليساعدني وعرفت انها اخته التى سوف تدفن اول وحدة
ولما استقبلنها من الاعلى ووضعها في القبر, تذكرت عندما كنت انا صغيرا وكانت تلعب معي وكانت تمازحني بكثرة باسلوبها اللطيف , فيا سبحان الله انا اول شخص استقبلها بيدي في القبر ااااااخ من موقف لم استحمله اااخ من قلبي الذي يتقطع , وبعدها قفزت مسرعا للمقبرة الثانية
ونزل عمي والد البنات معي لاستقبال بنته ولما وضعنها واخذنا نحلل الرباط قبلت راسها بكل الم
وخرجنا من القبر , اما الجنازة الثالة فدفنوها الاخرين ..

وبعدها رجعنا لاهل زوجه عمي للعزاء ومن ثم وذهبا للبيتنا
للتجهيز العزاء لبناتنا
ويقول لى عمي في الطريق ويش اسوي في البيت الحين اجره ولا انقل
مسكين البيت فاضي وريحتهم فيه والعابهم وصورهم .


واليوم هو اليوم الثاني للعزاء وانا رايح الحرم للدعاء لهم ومن طلب مني الدعاء

دعواتكم لزوجة عمي وبناتها
دعواتكم لااهلها ووالديها ان يصبرهم على مافقدوه
دعواتكم لعمي الكسير



و اسال الله ان يكونوا من الشهداء
اسال الله ان يدخلهم الجنه
ويجمع ابيهم في الجنات العليا معهم

ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم
وانا لله وانا اليه راجعون