يشهد محيط وزارة التربية والتعليم في الرياض، الآن، تجمعاً لما يقارب 250 خريجاً من خريجي كليات المعلمين، الذين كانوا قد تعثروا في اختبار "قياس" التعويضي. وطالب الخريجون بتعيينهم، مشيرين إلى أن مسؤولاً كبيراً في الوزارة قال لهم عند تجمعهم في وقت سابق للمطالبة بتعيينهم: "لا تقلقوا فإن من يدخل الدورة التي ستقام للخريجين المتعثرين في شهر ذي القعدة سيعين بمجرد دخوله الاختبار وتسجيل اسمه". وعبر المتجمعون عن خيبة أملهم من العقبات التي تضعها وزارة التربية والتعليم أمامهم. وقال الخريج سعود الجحدلي (تخصص علوم): إن الوزارة وعدتنا بإنهاء قضية تعيينا بعد تجمعنا أمام الوزارة في فترات سابقة، حيث خرج لنا مسؤول في الوزارة، وقال لنا بالحرف الواحد نقلاً عن مسؤول كبير بالوزارة: "لا تقلقوا فإن من يدخل الدورة التي ستقام للخريجين المتعثرين في شهر ذي القعدة سيضمن التعيين بمجرد دخوله الاختبار وتسجيل اسمه". وأضاف: عقدت لناد دورة للخريجين المتعثرين لمدة أربعة أسابيع بدءاً من تاريخ 8/ 11 إلى 4/ 12، ودخلنا بعدها الاختبار يومي 22 و 23/ 12/ 1431هـ، إلا أننا صُدمنا من الأسئلة التي واجهناها في الاختبار، حيث لم تكن من ضمن المذكرات التي درسناها خلال فترة انعقاد الدورة، بل كانت من خارجها، ما وضع الخريجين في موقف صعب لا يحسدون عليه. وأوضح الجحدلي أنه كان خلال الدورة كل قسم يدرس على حدة، مثال ذلك: علوم ابتدائي – مسار الأحياء – مسار الفيزياء – مسار الكيمياء، حيث لا علاقة لأي قسم بالآخر، بل كل قسم يدرس في مذكرة مستقلة تتعلق بتخصصه فقط، إلا أن الطلاب تفاجأوا حين دخولهم اختبار "القياس" بأن أسئلة الاختبار تحت اسم واحد هو "العلوم" وتشمل جل التخصصات، ما صعب الوضع على طلاب تلك الأقسام. من جهته، قال الخريج نادر المطيري (محضر مختبر): إن مسؤولي الوزارة ذكروا لنا أن محضري المختبرات لا علاقة لهم باختبار "القياس"، بيد أنهم زجوا بنا في الدورة التي أقيمت للخريجين، وبعدها أُجبرنا على دخول الاختبار حيث كان ما نسبته 50 % من أسئلة اختبارنا تربوية، مشيراً إلى أنهم لم يدرسوا أي مادة تربوية خلال دراستهم في الكلية، سوى مادة واحدة هي أصول التربية في السنة الأولى من الكلية ولا علاقة لها بما ورد من أسئلة. وأوضح أن أعضاء هيئة التدريس الذين أشرفوا على الدورة ذكروا لنا أن محضري المختبرات لا علاقة لهم باختبار القياس فهم دبلوم سنتين، كما أنهم كانوا يثنون علينا ثناء عظيماً. أما الخريج عبد الجبار الثقفي فقال: إن خريجي الرياضيات تم اختبارهم في أسئلة حمل مسماها (رياضيات ابتدائي) لكن مضمونها كان من مناهج الثانوي، ومن دخلوا الاختبار هم من المتخصصون في الرياضيات ابتدائي، وكذلك الحاصلون على دبلوم سنتين بعد البكالوريوس، جازماً بأن من حصل على شهادة الدكتوراه في تخصص الرياضيات لن يستطيع حلها لصعوبتها. وأضاف أن أسئلة "قياس" في جميع التخصصات عددها 150 سؤالاً مقسمة على أربع مجموعات كل مجموعة مخصص لها ما يقارب نصف ساعة فقط، فمثل أسئلة الرياضيات والمواد العلمية الأخرى تحتاج إلى تفكير عميق، ونصف ساعة لا تكفي لأن الأسئلة الموضوعية دائماً تعتمد على التخمين في إجاباتها. وتابع أن مركز "قياس" ذكر على موقعه الكتروني أن عدد الخريجين الذين التحقوا بالدورة بلغ 2400 طالب، وأن الذين دخلوا الاختبار 2800 طالب. وتساءل الثقفي: من أين أتى مركز "قياس" بـ "400" طالب؟ وهل يحق لهم أن يدخلوا الاختبار دون أن يلتحقوا بالدورة، أم ماذا؟ ويستطرد: كما أن المركز بث على موقعه أن نسبة من تجاوزوا الاختبار 54 %، وهذا يعني أننا لو حسبناها لوجدنا أن عدد الناجحين يقدر بـ "1522" والراسبين بـ "1288" وعلى الرغم من ذلك وجد ما يقارب من 60 طالباً نتائجهم موقوفة لأسباب مجهولة. وحدد لهم المركز من خلال ملاحظة كتبت لهم في آخر صفحة البحث عن النتيجة: (مطلوب منك إعادة الاختبار يوم الخميس 24/ 1/ 1432هـ، ويرجى الاتصال على المركز لتحديد مقر الاختبار)، وهذا يعنى أن الطالب الموقوفة نتيجته سيدخل الاختبار مرة أخرى وهو دليل على أن الوعود التي وعدنا بها مسؤولون بوزارة التربية والتعليم قبل بدء الدورة بأن أي طالب يلتحق بها سيتم تعيينه حتى لو لم يحقق درجة النجاح، قد ذهبت أدراج الرياح. ويؤكد الثقفي أن عدداً من الطلاب زاروا الدكتور سعد الفهيد وكيل الوزارة للشؤون المدرسية السبت الماضي وتناقشوا معه في عدد من المحاور، كان أهمها محور رسوب عدد من الطلاب، حيث أفادهم أن عدد الراسبين يقدر بـ 1814 طالباً فقط، وهذا يدل على وجود تناقض بين مركز القياس ووزارة التربية والتعليم، فالمركز ذكر أن نسبة النجاح 54 % بما يعادل 1522 والراسبين 1288. وأضاف أن الفهيد ذكر لهم أن سمو الوزير يقول: (لا معلم بلا قياس) والاتفاق الذي بين الوزارة وبين الخريجين أن من ينجح سيتم تعيينه. وأضاف أن أحد الخريجين قد سأل الفهيد: أن من تم التعاقد معهم مؤخراً عقداً منتهياً بالترسيم هم راسبون في القياس. إلا أن الفهيد لم يجبه على ذلك. على حد قوله [/URL] [/URL] [/URL] [/URL] [/URL]