بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين
سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم .
انتظارُ الفَرَجِ ..~
x . ﴿ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾ . ( سورة هود - آية 81 )
صُبْحُ المهمومين والمغمومين لاحَ ، فانظرْ إلى الصباحِ ، وارتقبِ الفَتْحَ من الفتَّاحِ .
تقولُ العربُ : « إذا اشتدَّ الحبلُ انقطع » .
والمعنى : إذا تأزَّمتِ الأمورُ ، فانتظرْ فرجاً ومخرجاً .
وقالَ سبحانَهُ وتعالى : ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ﴾ . (سورة الطلاق - من آيه 2 )
وقالَ جلَّ شأنُه : ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ﴾ ( سوة الطلاق - من آيه 5 ). ..
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ﴾ . (الطلاق - من الآية4)
وقالت العَرَبُ :
الغَمَراتُ ثمَّ يَنْجلِينَّهْ
ثم يذهبْنَ ولا يجنَّهْ
وقال آخرُ :
كمْ فرجٍ بَعْدَ إياسٍ قد أتى
وكمْ سرورٍ قد أتى بَعْدَ الأسى
من يحسنِ الظنَّ بذي العرشِ جنى
حُلْوَ الجنَى الرائقَ من شَوْكِ السَّفا
وفي الحديثِ الصحيحِ : (( أنا عند ظنِّ عبدي بي ، فلْيظنَّ بي ما شاءَ )) . "[صحيح الجامع رقم (4316)]
﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء ﴾ . ( سوره يوسف - من آيه 110 )
وقولهُ سبحانَهُ : ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6} ﴾ . ( من سوره الشرح )
قال بعضُ المفسرين – وبعضُهُم يجعلُهُ حديثاً - : (( لنْ يغلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْن )) .
وقال سبحانهُ : ﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ . ( سورة الطلاق - من آيه 1 )
وقالَ جلَّ اسمُه: ﴿ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ﴾ ( سورة البقره - من آيه 214 ) ...﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾.( سورة الأعراف - من آيه 56 )
وفي الحديثِ الصحيح : ((كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم , فالتفت إلي , فقال يا غلام احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله _ الحديث, و فيه قد جف القلم بما هو كائن , فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه , أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه , و فيه واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك , و اعلم أن النصر مع الصبر , و أن الفرج مع الكرب , و أن مع العسر يسرا ))
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:
العجلوني - المصدر:
كشف الخفاء - الصفحة أو الرقم: 1/366
خلاصة حكم المحدث:
حسن
وقال الشاعرُ :
إذا تضايقَ أمرٌ فانتظرْ فَرَحاً
فأقربُ الأمرِ أدناهُ إلى الفَرجِ
وقال آخرُ :
سهرتْ أعينٌ ونامتْ عيونُ
في شؤونٍ تكونُ أو لا تكونُ
فدعِ الهمَّ ما استطعتَ فحِمْــلانُك الهمومَ جُنونُ
إن ربّاً كفاكَ ما كانَ بالأمــسِ سيكفيكَ في غدٍ ما يكونُ
وقال آخرُ :
دعِ المقاديرَ تجري في أعنَّتِها
ولا تنامنَّ إلا خالي البالِ
ما بينَ غمضةِ عيْنٍ وانتباهتِها
يغيّرُ اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ
* * * * * * * * * * * *
فرج الله همنا وهمكم وهم جميع المسلمين و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا
وأن ينفعنا بما علمنا , ويزيدنا علماً إنه ولي ذلك والقادر عليه