أعمارهم تتراوح ما بين ( 53- 29سنة) شقيقان وأختهما الصغرى حبيسو الغرف المظلمة في محافظة الخرج بسبب أمراض نفسية تحقيق - مناحي الشيباني: تصوير - فهد العامري: بدأ مرض غامض ينهش في أفراد تلك الأسرة المنكوبة والتي تسكن في إحدى (الفلل) في احد احياء محافظة الخرج ليدفع ذلك المرض بشقيقين وأختهم الصغرى لاعراض (الجنون) والعيش خلف جدران منزلهم دون ان يجدوا الرعاية من الجهات المعنية برعايتهم سوى رعاية والدتهم والتي تجاوز عمرها السبعين عاماً وتحتاج اليوم هي لمن يراعي كبر سنها وشيخوختها. عندما سمعنا في "الرياض" عن حكاية الأم الحنون التي ما زالت تراعي مرض أبنائها الثلاثة والذين تعرضوا لمرض غامض افقدهم العقل ليعيشوا حياة بعقلية اقل من عقلية الأطفال في تصرفاتهم اليومية رغم ان الأول تجاوز سن الثلاثة والخمسين عاما اما الثاني فتجاوز سن الثانية والأربعين وأختهم تجاوزت سن التاسعة والعشرين. ؟ "الرياض" قامت بزيارتهم لنقل معاناتهم من موقع سكنهم في احد الأحياء بمحافظة الخرج للجهات المعنية لتخفيف معاناة الأم في رعاية أبنائها شاهدنا تلك الأم تركض داخل غرف المنزل والذي يقطن كل غرفة من غرفه احد أبنائها الذي اعياه المرض وفقد عقله في الغرفة الأولى كان الابن الأكبر (53) عاماً وفي الغرفة المقابلة أخيه الذي يبلغ من العمر (42) عاماً اما الغرفة التي تقع في نهاية الممر بالقرب من احدى دورات المياه فتسكن اختهم الصغرى التي اصيبت بنفس المرض وتعيش في هذه الغرفة من خمس سنوات كانت الأم تركض من غرفة الى غرفة كل صباح ومساء لتتأكد من انها وفرت كل احتياجات أبنائها المرضى وأنها اعطت الدواء لهم في وقته رغم حاجتها هي للراحة في هذا السن الذي تجاوز السبعين عاماً كما يبدو لنا من منظرها البائس تجري صباح مساء لتبديل ملابسهم وبصعوبة لطبيعة مرضهم والتي تحتاج للمتخصصين للتعامل معهم وليس لأم لا تحمل درجات دراسية في كيفية التعامل مع هذه الحالات المرضية والتي عادة ما تقوم الجهات المعنية في الصحة والشؤون الاجتماعية بابتعاث موظفيها لتدريبهم للتعامل مع هذه الحالات!!. يالها من أم مثالية لا مكان للكسل في حياتها راضية بقضاء الله وقدره عندما سألتها كيف تواجهين هذه المشقة اليومية قالت لي على حد تعبيرها (لايساوي شيئاً عندما ينام هؤلاء المساكين ولا يقومون بتكسير زجاج المنزل وتشقيق ملابسهم). عندما سمعت صراخ أبنها الأصغر (42) سنة في احدى الغرف هرولت مسرعة وفتحت له الباب وأخذ يتجول في سور المنزل مع اخيه القابع في احد زوايا السور اما ابنتها فما زالت في غرفتها داخل المنزل وعندما اخذ الجو يهدأ في ذلك المكان جلست الأم في سور المنزل وأخذت تراقب أبناءها وكأنها لم يبق لها سوى تلك الدموع الحارقة والحزن الذي اضحى على جدران منزلها وبقايا أبناء كانت تحلم ان يعينوها على الحياة لكنها ارادة الله سبحانه وتعالى اما هم فعندما يزداد مرضهم وتتكابد عليهم قسوة المرض فيلجأون الى حضن والدتهم الدافئ الذي طالما تحمل من اجلهم الشيء الكثير رغم انهم لا يدركون ما يفعلون لكنهم يشعرون بشفاء جروحهم وتبدد مخاوفهم وأحزانهم وآلامهم اما والدتهم فتنظر اليهم وكان لسان حلها يقول (اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها). @ سألت الأم عن حكاية مرض أبنائها فقالت لي أبني الأكبر (...) كان يعمل موظفاً في احد القطاعات الحكومية وقبل (8) سنوات تقريباً اصيب بمرض غامض وبدأ يتغيب عن العمل حتى ترك عمله واصبح لا يهتم بنفسية ويكسر المنزل ويؤذي الجيران راجعنا به المستشفيات لكن دون فائدة اما اخوه (42) سنة فكان يعمل جندياً في الشرطة وتدهورت حالته من (12) سنة وفقد عقله واصبح مثل اخوه ورغم مراجعتنا لمستشفى الأمل والصحة النفسية لكن لم نجد حلاً كذلك اختهم وعمرها (29) سنة تأثرت بوضع اخوانها وكانت تساعدني في البيت على اخوانها وقبل (10) سنوات اصيبت هي بنفس المرض وأصبحت محبوسة في غرفة لأنني لا استطيع اخراجها من الغرفة مثل اخوانها حتى لا تخرج للشارع اما اخوانها فهم يخرجون بعض الوقت ويعودون مرة ثانية لكنهم يقومون يومياً بتكسير زجاج الغرف ولا استطيع بعض الأحيان السيطرة عليهم فأتركهم حتى يهدأوا او اتصل بإخوانهم ويساعدوني في تهدئتهم. @ سألتها وهل لهم أخوة؟. @ قالت لي لهم اثنان متزوجان كانا يسكنوان معي لكنهما تعبا من رعايتهما وخوفاً على اطفالهما طلبت منهما ان يسكنا خارج هذا البيت وهم يسكنان في الحي القريب مني ويزوراني يومياً ويأخذان اخوانهما للمستشفى اذا تعبوا. وناشدت الأم في نهاية شكواها ل"الرياض" الجهات المعنية في وزارة الصحة او الشؤون الاجتماعية بإدخال أبنائها لأحد دور الرعاية او مستشفى الصحة النفسية وإبقائهم داخل تلك الدور لتدهور حالتها الصحية وعدم مقدرتها على رعايتهم بعد تقدمها في العمر . منقول من جريدة الرياض السعودية